أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - ماذا لو كان ثوار تونس عراقيين ؟














المزيد.....


ماذا لو كان ثوار تونس عراقيين ؟


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 19:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


ماذا لو كان ثوار تونس عراقيين ؟
الكل شاهد محتجي تونس وكم كانوا شجعانا . بل انهم شجاعتهم تعدت حدود المعقول وستبقى عنوانا ونشيدا وطنيا سوف يتغنى بة اطفال تونس لزمن سيتناهى في طولة . لكن الذي نظر كل مشهد الثورة من البداية الى النهاية شاهد بعيون حقيقية وقوف جيش تونس بضباطة وجنودة على الحياد ولم تحرك اصابعة اقسام الاسلحة لتصوب موسورات البنادق سريعة الاطلاق على صدور اولئك المتظاهرين . ووقف ينظر بعيون محايدة بين السلطة والثوار .وكان الجيش قادرا على سحق تلك الجموع الثائرة لو حرك قطعاتة سريعة الحركة بالانذار "جيم" وتفنن القادة بخط الطوارى بغلق مخارج الطرق ومداخلها بسلاح الدبابات المتوسطة و اطلاق المدرعات سريعة الحركة ونشروا قوات الكومندوس المدججة بالاسلحة الرشاشة للتعامل مع كل حركة تخالف قاموس السلطة في شوارع تونس العاصمة . ورفض زين العابدين بن علي كقائد أعلى لتلك القوات المسلحة باصدار امر الابادة وفتح النار على صدور ابناء شعبة والتمسك بمفاصل ذلك الكرسي المقدس وهو الدكتاتور الذي نشا في بؤرة السلطة لربع قرن وفضل الرحيل في اخر الامر .
لكن المشهد سيكون معكوسا لو حصل هذا الامر في ارض الطوطم حيث كرسي السلطة المقدس يستند فوق دفق ابار البترول وذهب الشرق الاسود . ومثلما يقول عبد الرحمن منيف في سباق المسافات الطويلة " من ملك الشرق ملك العالم " لكان مشهد الثورة والثوار مهولا مرعبا في كل حلقاتة ومشاهدة وربما لن يجد لة كاميرات واشرطة ممغنطة توثق لة احداثة الدامية بتاريخ متسلسل مخضب بلون سوائل الشرايين والاوردة القاني بادئا بدولة المليك المبجل ذو النسب والحسب الهاشمي الشريف حيث نعت الثوار بالفكر الهدام والسم الزعاف الذي يدمر اخلاق المجتمع المشبع بعفة الفقر المدقع والمملوء باللصوص والسارقين من الاقطاع المتسربلين بثوب الفقية السارق لقوت الناس . فعلق الثوار على مشانق علنية وسط ساحات عامة ونزلوا معلقين بحبال طويلة . وصوبت الشرطة الهاشمية وجيشها الانكليزي الولاء ماسورات اسلحتها على صدور الثوار وداست سنابك خيولها صدور المصروعين . لكن كل عنف السلطة الغاشمة لم يوفر لها تلك الحماية الابدية فانهارت في يوم تموزي وسحل الجياع الناقمون اجساد اللصوص وجلاوزة السلطة بالحبال على الارصفة . وتحول الثوار في عهود الدكتاتوريات الى خونة وشعوبيين .سملت عيونهم في السجون السرية . نشرت وقطعت ابدانهم .غيبوا في بواطن الارض واصبحوا اشبة بالجنود المجهولين بلا قبور او علامات دالة . حتى خلت ارض العراق من الثوار في اخر امرها واستعانت بالفاتح الاميركي ودبابات العم سام . واصبح العراقي مخلوق نائم يعيش عالم السبات خارج تاريخ البشرية في عالم رابع معاكس لافلاك الزمن محكوم بقوانين قبلية بدئا بشيخ العشيرة المتنفذ بالوجاهة فالدينجي المعمم المتسلح بايدلوجيا الفراغ الى السلطة المقدسة المحتمية بالمرتزقة والفاشلين . وكأن نتاج البشرية الهائل لم يغير لة حالتة البدائية حتى فقد عنوان الذات واصبح هذا المخلوق وسيلة سهلة لبلوغ السلطة لا غاية تتكون من اجلها السلطة .حتى ذاب الكل في اخر الامر في تيزاب بيروقراطية السلطة الفوقية التي اصبحت مقدسة محمية تقتل من تشاء بلا حساب . ولو كان ثوار تونس عراقيين لراى العالم مشهدا مهولا حين ياخذ الرصاص المتطاير من مرتزقة السلطة تلك الاجساد وتسحق المدرعات المجنزرة لحوم الثوار باسفلت الارض وتغص السجون بمئات الاف المعتقلين . تعلق اجسادهم في سقوف غرف سرية . وتنتزع اظافرهم من قبلي محترفي الموت من القتلة . وتطفى سكائر السجان في طيات لحومهم الطرية . تكوى جلودهم بالمكواة الكهربائية اشبة بقطع ملابس مبللة . تكسر عظامهم بمطارق ثقيلة من الحديد . لكن هذا ربما لن يحصل ابدا فشتان بين شعب تناقض لدية التاريخ فكان بنيتة السياسية تشكيل مولود من رحم جسدة الاجتماعي وبين جموع بشرية تعيش كما يقول انجلز مرحلة القطيع .



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لانها تونس الشعب والشابي . لا. تونس الفقية والطوطم
- دعوة من اجل تاسيس اتحاد شيوعي ماركسي اممي.
- ستالين . بين خصومة وانصارة
- سور السلطة . لا . سور الوطن
- الحزب الشيوعي -كتنظيم قيادي - هو بذرة البرجوازية النامية في ...
- طاقتنا لها وزير ومستشار ونائب للرئيس.. والطاقة = صفر
- للمرحوم العراق - الفاتحة-
- ماذا لو اعلن احد احزاب السلطة في العراق الثورة ضد الاميركان ...
- كيف تكون الاشتراكية في بلدا يخلوا من طبقة العمال والفلاحين ي ...
- ماذا يقول الرئيس انور السادات حين اصبح -راشد- شيخا -وزينب- م ...
- هل اصبح مايسمى (بالشهيد ) هو الخاسر الاكبر في العراق ؟
- -الحل هو المحتل- ايها الاخوان المسلمون
- الاولى بالاستحداث وزارة للمولدات الكهربائية
- الشيعة والانتساب الكاذب لعلي بن ابي طالب
- مذ خلقنا ونحن مسروقين - يا شاعر قناة الفرات-
- الدينجية ..1
- هل سيُقبل الخروف ناب الذئب في السلطة المحدثة
- .هل تريد السعادة الابدية . اذا كن سجينا سياسيا عراقيا
- -ماظل حجي يسوي العتب- .. ياالبغدادية
- فريضة حج للبيع .. هل اصبح الدين سلعة ؟


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...
- احتفالات بتونس بذكرى فك حصار لينينغراد
- فرنسا: رئيس الوزراء يغازل اليمين المتطرف بعد تصريحات عن -إغر ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - جاسم محمد كاظم - ماذا لو كان ثوار تونس عراقيين ؟