أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الطوزي - مهذبون، على الأرجح...














المزيد.....

مهذبون، على الأرجح...


طارق الطوزي

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 14:11
المحور: كتابات ساخرة
    


لا مجال للانفلات من عمق الكيان، أنت حبيس صمته وقيوده وألمه. عليك إذا أن تتحلّى بالصبر المسكر، فلا تقلق ولا تتململ فأنت في راحة ما لم يمسسك شيطان. كمرض عضال صرنا نخاف تلفظه؛ تلفظ الأدب؛ لأن خلف طيفه الرجيم ثمة اتهام حاضر؛ ثمة جلّاد طيّب ينتظر في سخرية عناء الكلمات وهي تتلمّس حضورها الرافض لقيم شملنا المقدس. قال شيخنا بنبرة فخمة: لا مجال للخلاص أنت أنت. إذا لا معنى لأن تتخلّص من ذاتك فأنت في حنجرة المعنى صامتا ثابتا كصور الجحيم والجنّة. لا تتباه بأنك خارج السرب؛ فلا سرب هناك ولا خروج ولا مروق: هناك فحسب أنت/أنت.
أن تكتب معناه انتهاك ملعون فاضح وتربّص جلاد واستخفاف حاكم. لا بدّ لك من انتظار الهزيمة وأنت على بوابة الهمس الشعري، فأن تتلفظ من خلال جبروت القدرة والكشف هذا غرور لا يسمح به الراسخون. لا تكن بليدا، نزقا، كريها. تعلّم كيف ترسم الخطوط المنتظمة في نفاق بيّن، فليس عليك الكيان، عليك فقط أن تتظاهر بالتشكّل الشعري وعليهم بعد ذلك تنصيبك في مقام مخلص. لا تكن بشريّا. كن تابعا تجد وقت النحس من يقف منافحا عنك، صادا عن جثتك المسكينة كلّ الضربات الموجعة.
التهذيب في فهمنا الأصيل معناه الإنصات؛ المزيد من الهدوء والدعة والتقبّل الأمين. إن لم تفهم بلغة ساذجة إليك بيان متعالم: التهذيب هو عقلانية الكتابة المستأمنة في حقل ملك لربّ واحد لا يرحم. لعلّك الآن تفهم، دون بلبلة، كيف السبيل إلى كتابة تكون ناموسا حكيما لا يشوبه السوء لا من دبره ولا من أمامه. جحافل الأمل تسكن بلغة موقرة فضاءنا المكتمل، فما الداعي لترف أمل آخر؟ كلّ شيء ينبثق عن فيض مطلق، كلّ شيء هو تعبير مدبّر محصور في نظام صارم محكم، كلّ شيء هو مدى علويّ تسكنه أطياف سحرية تسيطر على الكلّ. لا داعي لبهرجة اللغو السخيف عن معادلات جديدة، فلاشيء يمكنه أن يكون جديدا بالمعنى الصادق للأشياء؛ ما تسمونه جديدا هو مجرد تحريف قذر لنظم فعلية كانت منذ الأزل تسكن أرضنا الطيبة.
الحقّ حقٌّ لا تضيعه فتصبح نادما وحيدا، الحق سكننا القديم وحقيقتنا الأبدية. لا تتعثّر في مدى بهيم بلا معالم الهداية ولا الصراط القويم. تيقظ، و كن جديرا بالحقّ. إذا تأملت في تفاصيل ظهور الحقّ ستجد برهانا صادقا على نقائنا وحسننا الأصلي. لا سلف يمكن أن يطغى على سلفنا الطاهر، نحن أسياد الحق، و عبارتنا تسكن فضاء العليين، فلا تضيّع ثراءنا وانتهج طريقنا ترى الوجود جميلا. طف ما شئت في الكهوف وباحات السماوات الأخرى لكن عد إلينا. و عليك، بعدها، أن تنتقي من نواميس الكفرة دليلا على صدق حقّنا الربّاني.
كلّ حادث ممجوج؛ لاعتبارات لا تغرب عن ذهن فطن؛ فالحادث لا يعرّفك تفاصيل تحولاته المتعددة و التي قد تؤول إلى غلط فادح. ما هو صواب دائما هو قديمنا البيّن الواضح بملامحه الرحيمة وهي تشرق على كلّ أركان المعنى والفعل، لن تخطأ أبدا وأنت على طريقنا ما لم تضيّع أثرنا. أنصت لشروح القدماء و مختصراتهم وحتى نضمهم التعليمي فهي درر تقيك اللبس والتلبيس. كن سيّدا قوّاما داخل تربتك الأصيلة ولا تكن ضئيلا صغيرا على بوابة الآخر الهجين الآثم.



#طارق_الطوزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاشيء 1
- الصخرة
- تأبين ( قصة قصيرة )
- سمنون المحب
- محمد ولد السلطان
- هي/ انعكاس
- سقم
- عيون وقحة
- عجوز الستوت
- الكأس و المعاد
- الرحيق المختوم


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - طارق الطوزي - مهذبون، على الأرجح...