أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - درس اخر يا حكام!














المزيد.....


درس اخر يا حكام!


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3251 - 2011 / 1 / 19 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يكن فهم النظام التونسي المهزوم للديمقراطية يختلف عن فهم باقي انظمة الحكم في البلدان العربية لها، حيث يتم اختصارها ببعض الآليات الانتخابية، التي يتم كذلك افراغها من محتواها سواء بتشريع قوانين على مقاييس الحكام واحزابهم وكتلهم المتنفذة، او من خلال فرض هيئات غير مستقلة للاشراف على الانتخابات، تتلاعب في نتائجها وتتستر على انتهاكها عبر التزوير بصوره المختلفة، وشراء الاصوات، واستغلال النفوذ، وغير ذلك وغيره، او عبر الارهاب الفكري والسياسي والجسدي الذي تمارسه هذه الانظمة ضد اي منافس يحمل مفاهيم التغيير الجذري. وبهذا المعنى فان الانظمة التي تتسلط على رقاب الشعب، تجعل من مشاركة المواطن مقتصرة على مساهمته في انتخاب رموزها وحسب، سواء بالترغيب او الترهيب، بالقناعة او الاكراه. وهذا هو شكل وجوهر "ديمقراطيتها" التي تتشدق بها. تاركة المواطن بعد ذلك في مواجهة مع الفقر والعوز والجوع والمرض والامية والجهل، والاحباط وفقدان الامل! وفي اليوم الذي تتمزق فيه شعاراتها البراقة، تذهب وعودها الانتخابية بتحسين الاوضاع ادراج الرياح، فلا يقبض منها المواطن في النهاية سوى ما علق بذهنه من خطب حماسية، وعهود وهمية، وامال خادعة.

لا تريد هذه الانظمة ان تفهم ان الديمقراطية التي انتجها الفكر الانساني، وطورتها الممارسة السياسية، باتجاه ضمان حياة حرة تصان فيها الكرامة الانسانية. كما انها لا تتعض بالدروس البليغة التي يتلقاها متجبر بعد آخر، ممن أداروا ظهورهم لحقوق المواطنين وحرياتهم، ولم يؤمّنوا للناس، من جهة، حقوقهم في الاختيار والتنظيم والاحتجاج والسفر وفي الحقوق السياسية والمدنية اخرى، ولا، من جهة ثانية، حقوقهم في الخبز، والعمل، والتعليم، والمساواة، والضمان الاجتماعي.

الانظمة المستبدة لا تأخذ من الديمقراطية غير ما يؤبد بقائها متسلطة ظالمة لا تأبه بحاجات الشعب، ولا تتحسس آلامه، بل وتسرق الحكم وتوفر له شرعية مزورة، لان الانتخابات عندها ليست سوى وسيلة تؤمّن اعادة تربعها على قمة هرم السلطة، ولا دور للمواطن في قاموسها غير رمي ورقة التصويت في صندوق الاقتراع، ليرفع نسبة اصواتها. غير ان نسبة فوز الحكام مهما ارتفعت وبلغت، لا تعكس ثقة الشعب الحقيقية بالانظمة المتسلطة، وكلنا نعلم ان نسبة 87 في المئة التي حصل عليها رأس النظام المهزوم في تونس عن طريق الضغط والاكراه والتزييف والوعود الكاذبة، هذه النسبة التي طالما تشدق فيها، لم تحمِ نظامه ولم تمد في عمره يوما واحدا فوق اليوم المحتوم.

فالشعب لا ينسى الوعود التي تطلق في الحملات الانتخابية، وهو يتذكر شعارات التوزيع العادل للدخل، وبناء دولة المواطنة المتساوية .. الخ. مثلما يتذكر المزاعم ان الوظائف في المؤسسات الدستورية التي يعاد بناؤها " طبقا للحاجة الوطنية، وليس بهدف الترضية والتسوية"، متاحة لكل مواطن و"على وفق معايير الكفاءة والخبرة والمواطنة، بدون عزل وتهميش ولا محاصصات طائفية وحزبية"! وهو المواطن الذي زرعوا في داخله وهم الخوف من طائفة اخيه المواطن الاخر او قوميته، والذي لم ينتخب جوعا يتفشى، ولا امية تتسع، ولا امراضا تنتشر، ولا طائفية تمزقه، وانما انتخب الوحدة الوطنية، وفرصة العمل الشريفة، والوطن الامن و الحياة الافضل.
وما دامت اي كتلة انتخابية لم تحصل على نسبة من الاصوات كالتي سجلها الدكتاتور "بن علي" لنفسه، فان عليها اتقاء المصير المحتوم، والذي سيكون بالتاكيد على وفق طريقة اخرى غير مستنسخة



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراك اجتماعي في مواجهة أنظمة فاسدة
- ليس منهم من (يكيت)!
- جهد واعي لهدف واعد-استنهاض قوى وشخصيات التيار الديمقراطي-
- آخر خميس!
- كهرمانة والأربعين وزير!
- قضايا تستحق الكفاح
- حكومة الترضية!
- لا .. يا سيادة الوزير!
- ثلاثة أحزمة ... أيهما اخطر؟
- نجحت العملية ومات المريض!
- اليسار الديمقراطي العراقي بين آلام الماضي و صعوبات الحاضر و ...
- أكثر من نجاح
- -الزيارات الأستباقية-
- الاتفاق المدعوم والشريك المزعوم
- إنقلاب الصورة
- الوظيفة المنسية
- اقبل عيونهم..
- -الإرهابي المجهول- ومصير البلد المجهول
- دخان اسود... دخان ابيض
- مخاطر تهديد الحقوق المدنية والسياسية


المزيد.....




- لأول مرة منذ 9 أشهر.. شاهد إجلاء مرضى فلسطينيين عبر معبر رفح ...
- السيسي لترمب.. لا لتهجير الفلسطينيين
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس يلتقي ترام ...
- -د ب أ-: منظمة الشباب التابعة لحزب -البديل من أجل ألمانيا- ت ...
- صربيا.. المحتجون يغلقون الجسور عبر نهر الدانوب في مدينة نوفي ...
- اكتمال تثبيت قلب مفاعل الوحدة الثالثة في محطة -أكويو- النووي ...
- بعد سحب منتجات كوكاكولا مؤخرا.. إليكم تأثيراتها على الجسم!
- هل تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع بعد شرب القهوة؟.. إليك ا ...
- مشاهد للقاء الأسير الإسرائيلي الأمريكي كيث سيغال مع بناته
- ظاهرة غامضة تتسبب في سقوط شعر جماعي لسكان إحدى ولايات الهند ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - درس اخر يا حكام!