أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جاسم المطير - سقط الدكتاتور التونسي سقوط الحيوان المحاصر..














المزيد.....

سقط الدكتاتور التونسي سقوط الحيوان المحاصر..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 19:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لا جدال في أن انتفاضة الشعب التونسي كانت بطولية باختراقها اللامع لزمان وعصر الانتهازية الجديدة في القرن الحادي والعشرين ، وهي تشكل علامة جديدة من علامات القدرة الجماهيرية ، في الشارع السياسي العربي على النهوض وممارسة التغيير حين يغدو نظام الحكم هنا أو هناك برأسٍ حليقٍ غير مهتم إلا بمصالحه النفعية الخاصة في نهب المال العام بأيدي شياطين الفساد.
لو أردنا البحث في أسباب انتفاضة التوانسة الشجعان الجائعين لوجدنا مائة سبب وسبب غير أننا لو ركزنا على أهمها فأننا نجزم بوجود سببين رئيسيين:
ـ الأول هو تفشي الفساد في أعلى مناصب الدولة التونسية ابتداء من عائلة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي.
ـ الثاني هو وجود عار العاطلين عن العمل بنسب كبيرة من ضمنهم خريجي الجامعات والمعاهد المرميين على الجانب الآخر من الطريق.
كانت الحكومة التونسية تنظر إلى هذين السببين منذ سنوات عدة لكنها لا تأبه لمآسي الشعب و لم تخجل من معاناته إذ ظلت الدكتاتورية الحاكمة تستمتع بمشهد العاطلين عن العمل والجائعين الباحثين عن لقمة خبز شريفة. كان الهمُ الوحيد عند الحكام( من عائلة بن علي وعائلة زوجته ليلى) هو مشهد كرسي الحكم والمحافظة عليه بالنار والحديد، كي لا يُدفع بعيدا عن أجسادهم مثلما كان الرئيس زين العابدين بن علي يحاول مشاطرة الآلهة في خلودهم بالبقاء على كرسي الرئاسة مدى الدهر ونهب ثروات الشعب مدى الدهر أيضا.
غير أن الشعب التونسي المتألم حوّل صبره إلى انتفاضة،
إلى تعبير غاضب،
إلى مطالبة صارخة بالتغيير.
ثم حصل التغيير عصر يوم أمس بهزيمة رئاسية شنيعة.
منذ حوالي ثلاثة أسابيع انخفضت رؤوس حكام تونس الجبابرة من عائلة زين الدين بن علي وزوجته سارقة خبز الشعب التونسي أمام انتفاضة الشعب وحشوده المطالبة بالخبز والحرية والتغيير لكنهم ظلوا في ضوءٍ مدلهمٍ لا يعرفون غير ركوب الطائرة الرئاسية راحلة في البعيد بحثا عن ملجأ لم يجدوه إلا عند مثيلهم حامي حمى كعبة الله ..! لا اشك أن النصر سيكون حليف الانتفاضة في خطوتها الأولى برحيل الدكتاتور التونسي بن علي، لكن المهم كل الأهمية هو استمرار المتظاهرات والمتظاهرين بوجوه الحكام التونسيين الغاصبين الفاسدين كلهم من أعوان الدكتاتور من جماعة الغنوشي وغيره من جلادي الشعب، وعدم إيقافها إلا بتشكيل حكومة ائتلاف وطني من أحزاب المعارضة الوطنية الديمقراطية وفق برنامج ديمقراطي حقيقي يكون بحق ممثلا لطموحات الشعب التونسي بعيدا عن انتهازية ساركوزي والسلطة الفرنسية اليمينية. ينبغي في هذه اللحظة أن يكون الشارع السياسي التونسي قويا يقظا متوحدا لن تتوقف فعالياته إلا بالتعبير الحقيقي عن مطالبه وعدالته.
كما من الضروري أن تقدم الانتفاضة مثالا نوعيا جديدا في إجراء محاكمة عادلة وعلنية لجميع الذين اضطهدوا الشعب منذ عام 1987 حتى اليوم لكي يكتب التاريخ بأحرف كبيرة من نور ديمقراطي عادل : أن أعداء الشعوب لن يفلتوا من العقاب.
مطلوب اليوم أن تتحول الكاميرات إلى العراق حيث ضرورة تفحص ظاهرة الفساد والفاسدين المتفشية بنطاق واسع في الدولة العراقية منذ عام 2003 مما ينبغي أن يتوافر على الديمقراطيين العراقيين في الداخل والخارج أن يكشفوا أمام الشارع العراقي وبواسطته فضائح الطبقة الحاكمة العراقية الجديدة التي استغلت " الديمقراطية " لتحقيق أعلى درجات الثراء والرخاء على حساب بؤس الشعب العراقي وفقره.
هلّ زمان الثورات والانتفاضات ، من جديد، بعد محاولات الدكتاتوريين العرب، الصغار منهم والكبار، القدامى منهم والجدد، وفي مقدمتهم الأحزاب الدينية المتطرفة والعمياء، أن يسدلوا ستارا من عارٍ على أعمالهم الشنيعة وعلى خواء برامجهم الشاحبة الممتشقة سيوف الوحشية والهمجية بدعاوى الدفاع عن الدين والدين منهم براء. الشعوب المناضلة ومنها شعبنا العراقي لن تظل مقهورة ولن تظل صامتة فقد ظهر ربيع الشارع السياسي غاضبا وكل حاكم متغطرس لا يبدل رأسه متجها نحو خدمة الشعب خدمة حقيقية صادقة فأنه يستنزف عمره كله حيا أو ميتا في مزبلة التاريخ ملعونا إلى الأبد برماد اسود تدوسه أقدام الشعوب.
أقسم بالله ألف مرة أن الدكتاتور المهزوم زين العابدين بن علي هو حاكم فاسد أقل بألف مرة من مجموعة فاسدين تبوءوا مراكز في السلطة الحاكمة بالمنطقة الخضراء العراقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 15 – 1 – 2011



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلى الخفاجي تفجر قنبلة ذرية في الفضاء الخارجي ..!
- أجمل وزارتين في العراق، الداخلية والدفاع.. !
- لا تصدقوا هذا البرلماني لأنه لا يميز الفرق بين الحلو والمر.. ...
- في مكتب نوري المالكي زواج وطلاق في عشرين يوما..!
- فضيحة وزارية عراقية على موقع ويكيليكس ..!
- نوري المالكي يعلمنا كيف نكره الديمقراطية..!
- ديمقراطية المالكي.. بلا كوافير ولا فساتين..!
- فيصل لعيبي يناجي أمواج الفن التشكيلي
- حكومة خصيان ..!
- نواب صراصير في البرلمان العراقي..!
- أحدث رقصة طلفاحية ببغداد اسمها كامل الزيدي..!
- الخليفة كامل الزيدي يتخيل نفسه أقوى رجل في العالم..!
- خليفة بغداد ما زال يحيا في العصر الحجري..!
- عن أنفلونزا الخلفاء والوزراء في بغداد ..!
- كاسك يا وطن ..وأقوال في الخمر والجعة :
- موظفو نوري المالكي يعلّمون المواطنين كيف يكرهون الوطن..!
- وزارة الثقافة العراقية من غير هدوم..!
- الى السيد فؤاد النمري تحية
- المُساخِر كريم كطافة في روايته عن الحمار
- مسلسل آخر الملوك تغلب فنيا على سيناريو منحرف


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - جاسم المطير - سقط الدكتاتور التونسي سقوط الحيوان المحاصر..