أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية














المزيد.....

مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 08:47
المحور: كتابات ساخرة
    


دب الرعب في افراد رجال الشرطة الذين سارعوا الى فض احدى التظاهرات في افقر مدينة في العالم تسمى مدينة التنك غرب العاصمة بغداد حين رأوا رجلا مسنا اثقل الاملاق ممشاه يحاول احراق نفسه.
تمكن احد رجال الشرطة وهوشاب مفتول العضلات من انقاذ الرجل العجوزالذي تهالك الى الارض وهو عار تماما بعد ان احترقت كامل ثيابه والتي يعتقد تماما انه لايملك غيرها.
سرت الدهشة بين رجال الامن مرة اخرى حين رأوا الجمع وقد جرى تقسيمهم حسب الاعمار فقد سار الاطفال دون الخامسة في مقدمة التظاهرة وخلفهم اصطف الشباب من سن العشر سنوات الى سن العشرين اما اصحاب الاعمار المتبقية فقد اصطفوا خلف الشباب بينما احاطت النسوة بجمهور المتظاهرين من الرجال منعا لدخول رجال الشرطة بينهم ومحاولة تفريقهم.
وبدا للمتفرجين ان سبب الدهشة التي سرت عروقها بين رجال الشرطة هي عدم سماعهم للهتافات المعادية او المؤيدة او التنديد باحد المسوؤلين بعد فراره خارج البلاد حاملا معه (خردة) بقيمة 10 مليار دولار.
كان المتظاهرون يمشون الهوينا ماسكا كل واحد فيهم بيده اليمنى ورقة واحدة طبعت فيها حروف على الالة الكاتبة يلوحون بها امام وجوه رجال الامن كلما يقتربون منهم، بعض المتفرجين اصابتهم الرهبة اذ لم يروا احد المتظاهرين يحمل لافتة او علما من تلكم الاعلام الملونة، وبعضهم الآخر ظن انهم يتدربون على المسير في زيارة الاربعين المقبلة ولكنهم عادوا والغوا هذا الظن بعد ان وجدوا ان جميع المتظاهرين قاطبة يلبسون ملابس رثة لا لون لها وسيمائهم تومىء بالفقر الساطع فيما كانت عيونهم تحدق في الارض لكن الاحساس العام يقطع بان هؤلاء يعتصرون غضبا يمكن ان ينفجر في اية لحظة.
جاءت الاوامر من الجهات العليا الى رجال الامن بالاقتراب من الجماهير ورؤية ماهو مكتوب في هذه الاوراق المطبوعة على الآلة الكاتبة. تبرع احد افراد الشرطة بهذه المهمة وتقدم من احد الاطفال ورجاه ان يريه ماهو مكتوب بهذه الورقة فناوله اياها دون ان ينظر اليه. اسرع الشرطي الشجاع الى السيد الآمر ليبلغه بفحوى ماجاء في هذه الورقة وهو يكاد (يفطس) من الضحك ولكنه توقف عن الضحك حين ناول الورقة الى السيد الآمر الذي كان مايبدو سعيدا بالنكات التي يسمعها من محافظ قندهار الذي كان قريبا منه جدا.
عبس السيد الآمر وهو يستلم الورقة اذ لايجوز ان يبتسم حتى امام رجل الشرطة فالابتسام يقلل من الهيبة ودعوة لعدم الانضباط وربما القيام بانقلاب عليه او نقله الى منطقة حدودية غرب محافظة العراق.
قرأ السيد الآمر في الورقة مايلي:
(أجرت هيئة النزاهة استطلاعاً للرأي في وقت سابق ونشر على موقعها أظهرت فيه ارتفاع نسبة دافعي الرشاوى في الدوائر الحكومية لانجاز معاملاتهم وتجنب الروتين الإداري.
وأوضح الاستطلاع الذي أعدته ونفذته هيئة النزاهة على عينات من مراجعي عشر دوائر حكومية وبواقع مائة مراجع من كل دائرة بأن (79.35%) من مراجعي الدوائر الحكومية أكدوا بأنهم دفعوا الرشوة لانجاز معاملاتهم، ونفُذ الاستطلاع على عينات من مراجعي دوائر (الجنسية - الجوازات - الضريبة - التقاعد - والتسجيل العقاري) في جانبي الكرخ والرصافة من بغداد.
وأظهرت النتائج بأن (38.87%) من دافعي الرشوة من المراجعين يدفعونها لتجنب العراقيل الإدارية التي يضعها الموظف أو الدائرة أمام انجاز معاملاتهم و(38.07%) منهم يدفعونها للإسراع في انجاز معاملاتهم، و(20.92%) منهم يدفعونها بسبب طلب الموظف المعني للرشوة، في حين بلغت نسبة الذين يدفعون الرشوة لكون معاملاتهم غير أصولية (2.41%. ونسبة الذين دفعوا الرشوة من مراجعي دائرة شهادة الجنسية العراقية فرع الكرادة (17.81%)، في حين ارتفعت هذه النسبة في دائرة التسجيل العقاري فرع الرصافة ومنطقة الحسينية ومدينة الصدر إلى (48.45%). وزادت هذه النسبة في دائرة الضريبة فرع الرصافة لتصل إلى (25%)، وقاربتها، نسبة دافعي الرشوة في دائرة التقاعد العامة لتصل إلى (25.58%)، وبلغت نسبة دافعي الرشوة في دائرة شهادة الجنسية العراقية فرع الكرخ (9.78%).
وارتفعت هذه النسبة في دائرة الأحوال المدنية فرع الكرخ – المنصور لتصل إلى (49.41%)، ولترتفع أكثر في دائرة الأحوال المدنية فرع الرصافة (الكرادة وبغداد الجديدة) لتصل إلى (43%). وأخيراً ارتفعت نسبة دافعي الرشوة إلى أقصاها في دائرة التسجيل العقاري فرع الكرخ – البياع لتصل الى (69.15%).
وكان رئيس هيئة النزاهة رحيم العكيلي قد طالب مؤخراً أعضاء مجلس النواب وكبار المسؤولين العراقيين بكشف ذممهم المالي موضحا في تصريحات صحفية ان أعضاء المجلس مطالبون بالكشف عن أموالهم قبل شهر شباط المقبل لتقوم الهيئة بخطتها في مكافحة الفساد الإداري والمالي في الوزارات والمؤسسات الحكومية (انتهى النص).
نظر السيد الآمر الى رجل الشرطة الواقف امامه باستعداد كامل وعاد الى عبوسه وهو يسأل: والان ماذا يريد هؤلاء الشباب؟
اجاب رجل الشرطة: سيدي لا اعرف بالضبط لانهم يمشون وهم صامتون ولا أحد يرغب بالكلام.
صرخ السيد الآمر: وانتو شنو شغلكم، خليهم يحجون بالفلقة ،بالراجديات ،بالضرب في الاماكن اللي تعرفوها، المهم لازم يحجون افتهمت؟
رد رجل الشرطة بصوت خافت: تؤمر سيدي.
ايها السادة، بقية القصة معروفة ولكن الشيء المثير ان محافظ قندهار استدعى الصحافيين ليقول لهم ( مجموعة زعاطيط يردون يسوون مثل ماسووا جماعة تونس بس مساكين مايدرون احنه اخذناها وما ننطيها بعد).
فاصل ويسكت محافظ قندهار عن الكلام المباح.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
- غريبة منك يامام جلال (فدوى اروحلك)
- الراقصة زيزي تعشق المليونير الماليزي
- اشتروا عقولا تربحوا
- السبعة تاكل عيني
- غاب عنه القرضاوي.. اجتماع حافل للمسلمين السود في الصومال
- اسئلة حائرة من متسول في كربلاء
- مشكلة حزام الامان في بلاد العربان
- كل عام والغامكم بخير
- دعوني اقول لكم
- قناة العراقية .. كافرة ،جاحدة، ملحدة
- عزيزنا الجليل السيستاني ..هل انت بالاتجاه المعاكس؟
- آخر فتاوى هذا العام القرآن يشفي السرطان
- نائب عريف شاعر ورئيس عرفاء كاتب قصة
- وشهد السيستاني من اهلها
- شدوّا راسكم ياقرعان.. العامري وزيرا للنقل
- من سايلو البصرة الى شلتاغ ابن عبود
- دعاء مسلم في ايام اعياد الميلاد
- ايهما نصدق المالكي ام عادل امام؟
- حفيدتي رومانسية.. ياللمصيبة


المزيد.....




- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - مظاهرات شديدة اللهجة في مدينة التنك البغدادية