عبد العزيز الخاطر
الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 08:53
المحور:
المجتمع المدني
انا اعتقد بأن المشهد التونسى الماثل امامنا اليوم فيه من الدروس الكثير ومن العبر العديد التى يمكن استخلاصها. كما اننى اعتقد جازما بأن النظام العربى قد بلغ سن الرشد المتأخر بأكتمال هذا المشهد وعكس ضبابية الاوهام التى كان يعيشها من ان الاليزيه او البنتاغون اوأى مكان فى الدنيا شرقا كان ام غربا , يمكن ان يكون مصدر أمان وأطمئنان على حساب الداخل وما البيانات المتضاربه التى صدرت من الولايات المتحده الامريكيه ومن فرنسا وعودا فى بداية الازمه وتنصلا بل وتبرؤا حتى من وصول طائره الرئيس الا دليلا على ان منبع اى نظام انما الداخل مهما كان فقيرا او حالكا او معدما وما القضية سوى قضية زمن لااكثر. اود ان اشير هنا الى ان مهلكات اى نظام وقد تأكدت هذه المهلكات بشكل لايقبل الطعن فى المشهد التونسى القائم حاليا تتمثل فى ثلاثة ابعاد هى سلطه مطلقه وثراء فاحش وعدم احساس وفضاضه . ان عدم الحس والفضاضه هذه تخرج المتعرض لها من الدائره الانسانيه اذا مورست وبالتالى يكون من مارسها وتسبب فيها عرضه للانتقام بل والى الحدود القصوى منه وقد لاتفيده الاعذار والتنازلات كما رأينا فى المشهد الرئاسى التونسى. كان النظام التونسى كما قرأنا وسمعنا مصاب بصمم الترفع السلبى وعدم الحس الابدى وهوما اورثه الزوال , فى حين ايضا كان الثراء الفاحش يفتقر الى اى معنى ثقافى او محتوى معرفى. كما كان الشعب التونسى عبر تاريخه من اكثر الشعوب العربيه احتجاجا رغم عنف السلطه. الان هل يفتح الحدث التونسى افاقا جديدا لنهضه سياسيه عربيه قادمه, هل يؤسس لظاهرة احتجاج فاعله؟ هل يزيل صفاقه وعدم حس وفضاضه ولا مبالاة الانظمه العربيه. اعتقد ان له ايجابيات فى هذا الاتجاه بلاشك, مع اختلافات خاصة بالمجتمعات كل على حده فقدرة الشعب التونسى على التماسك نحو الهدف المشترك وقد حاول النظام تشتيت ذلك ولكنه لم ينجح مثل هذا التماسك قد يفتقد لدى مجتمعات اخرى نظرا لتعقد تركيبتها السكانيه اثنيا ودينيا مثلا فيهاجم المجتمع بعضه او يزيغ بصره عن الاتجاه المشترك لاتجاهات فرعيه كمهاجمة كنيسه الاسكندريه مثلا او اصحاب ملة او معتنق اخر تحت مسمى الوصول للهدف الاسمى كما فعل صدام عندما رأى ان طريق القدس يمر من خلال الكويت. يبقى ان اشير الى ان ثلاثية زوال الانظمه العربيه قد تحقق منها اثنان يمكن رؤيتهما بالعين المجرده اما الثالث فقد يختبى تحت مسميات اجتماعيه او دينيه او قد يمكن تجاوزه بجرعه من النفاق فى ارض النفاق , بمعنى نوع من الاحساس البليد والمشاركه الاجتماعيه السلبيه فقط فى السراء والضراء, اما اذا جهر به عيانا ومورس فعلا فهو المؤشر القريب للزوال , القريب فقط لان زوال الظلم فى النهايه امر حتمى كقيام الساعه الذى اتى أمرها فلاتستعجلوه.
#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟