أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثورة لا تُمنع و لا تُخمد














المزيد.....

ثورة لا تُمنع و لا تُخمد


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 15:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يخالجني الشك في أن أسرة مبارك تمر بأسوء كابوس مر عليها طوال حكمها المديد .
لقد حدث ما لا يُتوقع ، و الأسوء ، من وجهة نظرهم بالطبع .
أتذكر أكتوبر من عام 2007 ، عندما أخرج حزب كل مصر وثيقته الأساسية من السر إلى العلن ، كيف كان رد فعل الأجهزة الأمنية التي تخدم أسرة آل مبارك .
لقد كنت أكاد أسمع قهقهتهم - من خلال تعليقاتهم المكتوبة على الإنترنت - على فكرة ثورة مصرية شعبية سلمية تطيح بالنظام الحاكم الحالي .
كانوا يتشنجون عندما كنت أكتب عن إحتمال قيام إنقلاب عسكري - و هو الشيء الذي لم أؤيد قيامه أبداً - يطيح بالنظام من جذوره ، بينما كانوا يسترخون عندما كنت أكتب عن سعي حزب كل مصر لإشعال ثورة شعبية سلمية .
الأن ، و بعد الرابع عشر من يناير 2011 ، حيث حدث في دولة عربية ، أخر ما كانوا يتوقعون ، و أسوء ما كانوا ينتظرون ، أن يحدث في أحد البلاد العربية ، أعتقد إنهم غيروا رأيهم .
أتصور الأن - و بعد أن إستوعب أركان النظام العفن القائم صدمة سقوط بن علي - حسني ، و جيمي ، و علاء ، و عمر سليمان ، و أبو الغيط ، و غيرهم ، من أركان نظام النهب ، جالسين ، ربما في قصر شيخ المنصر - و هنا أكتب كلمة المنصر كما تنطق دائماً ، إن كانت تكتب أحياناً المنسر - في منتجع شرم الشيخ ، يتباحثون حول المخاطر التي تهدد بقاء عصابتهم ، و لا أشك في إنهم قرروا إعادة رسم خططهم .
أتصورهم و قد قرروا وضع إحتمال قيام ثورة شعبية سلمية ، يقوم بها ضحايا نهبهم ، و إستغلالهم ، على مدى ثلاثة عقود تقريبا ، على قمة قائمة المخاطر التي تهدد بقاء نظامهم الخبيث .
من السهل عليهم تحريك عناصر قائمتهم تلك ، و لكن المهمة الشاقة التي تنتظرهم هي في البحث عن وسائل فعالة لمنع ، و إحباط ، ثورة شعبية على النمط التونسي .
الثورة الشعبية السلمية ، بصفة عامة ، أصعب في المنع ، و الإخماد ، من إنقلاب عسكري ، و النظام قد أعد عدته بالفعل على مدى سنوات لمواجهة إحتمال قيام إنقلاب عسكري كبير الحجم ، ببناء جيش خصوصي موازي - بكل المعنى - للجيش المصري تحت مسمى الحرس الجمهوري الذي - و أعني جيشهم الخصوصي - يتمركز في أماكن محورية تحيط بالقاهرة ، لسحق أي تحرك من قبل الجيش المصري ، بالإضافة لتكثيف عمل إستخباراتهم داخل جيش مصر .
المشكلة العويصة التي تقف أمام نظام آل مبارك هي في كيفية مواجهة ثورة على نمط ثورة الياسمين ، كما أطلق على الثورة التي أطاحت ببن علي ، و هي الثورة التي لم تكتمل للأن لتطيح بالنظام الذي أسسه بن علي .
إنها ثورة بلا زعيم ، أو مجموعة زعماء ، يمكن القبض عليهم ، أو التخلص منهم تدريجيا ، أو تلطيخ سمعهم ، بترويج الإشاعات القذرة عن بعضهم ، و تلفيق الإتهامات الزائفة للبعض الأخر ، أو حصارهم في المنافي بمساعدة أجهزة أمنية أجنبية قذرة لو كانوا خارج البلاد .
ثورة بلا تحالفات بين كتل سياسية ، بما يمنع دس الدسائس بين أطراف التحالف الثوري لتقويضه ، بما يحبط اللعبة التي أجادها نظام آل مبارك الخبيث .
ثورة بلا لون سياسي ، فلا هي برتقالية لإتهامها بإنها ممولة من السي أي إيه ، و لا هي حمراء لإتهام أصحابها بإنهم عملاء كوبيين ، و فنزويليين ، و لا هي خضراء لإتهامها بالتطرف ، و الإرهاب ، و العمالة لإيران .
و يندرج تحت إنعدام اللون ، إنعدام الأيدولوجية بالطبع ، إذاً لا يمكن تفنيدها .
ثورة بلا لون ، فقط وطنية خالصة ، و شعبية صميمة ، أشعلتها ، و قادتها ، و قامت بها ، جماهير الضحايا ، فكيف يحبط أي نظام دموي ، مهما بلغ من الجبروت ، ثورة كهذه الثورة ، خاصة أن القوة الغاشمة كانت أول ما أستعمل معها ، و هي الوسيلة التي يؤمن بها آل مبارك ؟؟؟
إنها ثورة لا يمكن منع قيامها في ظروف كظروف مصر الحالية ، و لا يمكن إخمادها إن قامت .
من يضحك أخيراً ، يضحك كثيراً ، و لطالما قهقه نظام آل مبارك الخبيث ، و سيأتي دور الشعب المصري ليبتهج فوق أنقاض ذلك النظام العفن .

المنفى القسري : بوخارست - رومانيا

15-01-2011



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للشعب التونسي : أكمل ثورتك ، و لا تسمح بإليسكو تونسي
- هيلاري لم تفهم ثورة الشعب التونسي و رسالته للعالم
- تشابهت الأخطاء في السودان و النتيجة واحدة
- لا تقلق يا زين ، فالإخوان أقصاهم سياسياً المباركة
- هل يملك آل مبارك أنفاق في رفح ؟
- العراق بين الذئاب
- المراقب الأهلي الأجنبي ممكن أن يكون تركي أو عراقي أو برازيلي
- ليس منا من يمارس العنف ، أو يهدد به ، أو يروج له
- الكوارث الطبيعية نادراً ما أسقطت الكيانات السياسية
- أتحسر على سقوط الديمقراطية الأولى و لا أتحسر على سقوط أسرة م ...
- غرس و تنمية الوعي الديمقراطي هدف هذه المرحلة
- بدون عنف ، لكن لا يجب أن تمر في هدوء
- دولة ولاية الفقيه لم تنفع متبعي الفقيه الجعفري
- الإندماج كله فوائد و غير مكلف
- عندها يجب محاكمة أبو جيمي و سيده
- تذكر أن والدك كان لاجىء و أن جدك كان مطارد
- علينا أن نطالب بالعدالة و أن نمارسها
- حتى لا يرث جيمي مبارك نفس العقدة
- د. بيار زلوعة و فكرة النقاء الجيني الذكري الفينيقي
- هل ستغلق القلوب أيضا ؟


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ثورة لا تُمنع و لا تُخمد