صديقي .. وصلاة الجُمعة

امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    

إتصلَ بي أحد أصدقائي البارحة عصراً ، يوم الجمعة .. وأخبرني انه ُ قّررَ إعتباراً من اليوم ، أن لا يرتاد الجامع لأداء صلاة الجمعة ، بل سيُصلي في بيتهِ !. سألتهُ عن السبب ، وهو الإنسان المُلتَزم كما أعرفهُ ؟ أجابَ ساخطاً : ياأخي ذهبتُ اليوم كالعادة الى الجامع مثل كُل أيام الجمعة الاخرى ... وإذا بالخطيب يصرف وقت الخطبة كلهِ في موضوعٍ جانبي وهامشي لا طائل من وراءهِ ولا من أمامِهِ ولا من تحتهِ : الوقوف والجلوس والنوم ، في الشمس أو في الظِل .. أيهما أصَح وأفضل وأقرب الى الشريعة ؟! . بالله عليك ياأخي ... في هذا الجو القارس البرودة ، تجشمتُ عناء الذهاب الى الجامع ، لإقتناعي بضرورة ذلك ، وللإستماع الى خطبة الإمام والاستفادة مما يقول ، وأخذ العبرة من تجارب السلف الصالح ... وخصوصاً فيما يتعلق بالأمانة والصدق وأهمية الإلتزام بهما ، وربط ذلك بما ينتشر اليوم من فساد وسرقة ونهب الاموال العامة وخيانة الأمانة .. كنتُ أنتظر منه التحدث عن نزاهة المؤمن وإخلاصِه في عملهِ ... بل ألم يكن مُناسباً ان يتطرق الى النهاية المُخزِية لطاغية تونس ، والتنبيه الى ان تلك هي الخاتمة الطبيعية لكُلِ مُستبدٍ دكتاتور ... بدلاً عن ذلك أتحَفنا الخطيب بما يلي : نهى النبي صلى الله عليهِ وسلّم ، عن الجلوس بين الشمس والظل ، فكما وردَ عن أبي حازم قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قاعدٌ في الشمس فقال : " تَحّوَل الى الظل " !. وعن أبي هُريرة قال : قال أبو القاسم : " إذا كان أحدكم في الفيء فقلص عنه ُ الظل ، وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل ، فليقُم " !. عوضاً من ان يحّثنا الشيخ على حُب العمل ، وعلى تكريس الرحمة ونشر روح التسامح والعطف على المستضعفين ، والتشجيع على المحبة ونبذ الكراهية ، والدعوة الى الإعتدال ، وإنصاف المظلوم ... بدلاً من كُل هذا ، يقول الشيخ الخطيب : " ان الجلوس بين الظل والشمس ، إنما هو مجلس الشيطان " !!. بالتأكيد هنالك الكثير من الذين كانوا موجودين معي والذين إستمعوا الى الخُطبة ... سيلتزمون حرفياً بما ذكرهُ الشيخ ، وسيتركون كُل الامور الاخرى ، ويُراقبون أي شخص " مُتورط " بجلوسهِ أو وقوفهِ في مكانٍ بين الشمس والظل .. لينبهوهُ فوراً بأنه واقفٌ في مجلس الشيطان ... ويا ويلهُ من لسانهم إذا بقى في مكانه ولم يستمع اليهم ! . أرى ان إلهاء الناس بمثل هذه القشور ، لاعلاقة له بالدين والإسلام .. إنما هو ضحكٌ على الذقون .
ياأخي سوف أتحمل وزر عدم ذهابي الى الجامع أيام الجمعة واُصلي في منزلي .. وليكُن ما يكون !

#امين_يونس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات