|
تونس (انتفاضه ) مغدوره
ليث الجادر
الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 10:41
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
((_ ان معرفة القوانين الموضوعيه (قوانين خارج الاراده) والتعرف عليها عقليا بالتاكد من روابطها وبالتالي تحديد قيمها ..لاتتم بدفعه واحده ..فالمعرفه هي آليه خاصه من التراكم الادراكي المستمر لاشكال الظاهره المعقده والتي تتم اعادة تشيكلها بالصعود مما هو ادنى وخاص الى ما هو اعلى وعام ..واثناء ذلك تبقى المعرفه بصورتها الحسيه الغير معقلنه ..والتي تدلل على نفسها بارادة الفعل العفوي ..حيث الانا ترفض بوجدانيه دون ان تعي البديل ... فتتحدد قيمة فعلها بنزعة التغيير المجرد الذي يكون بمواجهة قوه مؤكده ..وقوة فعل متحقق..فأذا كان الرفض قادر على التحول الى مقاومه ناقضه للقوه ..فانه بحاجه الى تأكد ,الى التحقق واقعيا ..وعيه للبديل فقط يعني امكانية تحققه والا فان هذا الرفض سيبقى محاوله فوضويه تهدد الوجود الاجتماعي وقبلها تهدد وجوده الخاص)) (هذا جزء مما اوردناه في ملاحظاتنا لكيفية عرض الماديه الجدليه ونرى انه يمثل ملخص عام لرؤيتنا لما يحدث على المستوى الخاص بالتالي فانه يمس ما يحدث في تونس ) ولتاكيد موقفنا اكثر نورد ما قلناه في _تقييم الوضع السياسي العراقي الراهن _ (..العمال العرب هم الان اقرب العرب من دليل وعي التاريخ ..ولربما يكون من العدل ان نقول ان عمال الغرب العربي وعمال مصر الافذاذ هم الاقرب الى نداء التاريخ من بقية عمال العرب ...ان الهم الذي يولده تقييم صعوبة مهمتنا ليتبدد حينما نستنتج بصورة واقعيه قدرتنا المتمكنه في رفع شعار (يا عمال العرب انتظموا))) تتجلى حتمية الثوره وصيرورتها في اشكال التعبير الدائب والمتواصل عن التناقضات الاجتماعيه ,وانتقالها المتناوب مما هو ثانوي الى ما هو رئيسي ومما هو متنافر الى ماهو متناقض وصولا الى التناحر والصراع القووي ..هذه الاشكال تنحصر في (الاعتراضات , الاحتججات ,الانتفاضات) ..فبينما يكون الاعتراض عباره عن وعي محدد ولفئه معينه لشروط الواقع وقوانينه الوضعيه التي لا تستجيب ولا تحقق مطالبها المحدده ..يكون الاحتجاج هو اكتمال ذلك الوعي وتوافر امكانيات تنظيمه كأراده تتاسس حتما على وعي فئوي معني برفض ذلك الاعتراض .بمعنى ان الواقع الطبقي في هذه الحال يتلاشى ويتشكل في مستواه الثانوي الفئوي ..يتحول المجتمع في هذه الحال الى فئات والى جماعة في ظروف وعي هذه الظاهره بالتحديد ..وهنا تتوافر امكانيات تحول الاحتجاج الى فوضى اجتماعيه باعتبار ان أمن المجتمع قد تم تنظيمه وفق البنيه الطبقيه له وليست التركيبه الفئويه ..اما اذا تطور الاحتجاج ليشمل وحده فئتين او اكثر باتجاه الفئه المناهضه فهذا يعني حظورا لمعنى التناقض الطبقي (الفئات الاجتماعيه تتنافر لكنها بهذا التنافر يتمثل حتم وحدة مجاميعها كونها تتناقض مع بعضها البعض ) ..والمثال على امكانية تحول الاحتجاج الفئوي الى فوضى هو ما يدخل ضمن اطار الاحتجاجات القوميه اوالطائفيه اذا ما توقفت واكتفت عند حدودها الذاتيه ومن ثم فانها ستعامل بالاجمال على انها فوضى اجتماعيه تهدد امن المجتمع ..وبمستوى اخر فان احتجاجات العاطلين عن العمل اذا ما اكتفت باشتراط توفير فرص العمل دون ان يتم تطويرها وربطها بواقع الطبقه العامله ومطالبها فان وحدة هذه الطبقه ستتزعزع بنيويا ووعيا ..وستتجاذبها اشكالية الفكر والواقع ..فمن الناحيه النظريه فان العاطلين عن العمل هم فئه من الطبقه العامله ..هم من القوه العامله لكنهم واقعيا هم ليسوا منها انهم هنا يعاملون كبديل او احتياط وهذا ايضا يجعلهم واقعيا مشروع (بالممكن) ..مشروع لان يكونوا هنا او ان يكونوا هناك في ميدان الصراع بين المنتجين وبين الملاك ...لكن من المهم جدا ان يدرك العمال بان العاطلين هم من يتمثل ويتجسد فيهم مصير تحقيق مطالبهم ومعيارا لقوة نشاطهم العمالي الذي يقوم على اساس مطالبتهم بعدالة اجورهم التي لا تتاكد الا من خلال تقدير العمل كقيمه والانتاج كقيمه فائضه ولان هذه القيمه يدخل في عملية حسابها تكلفة الاجور الحاليه المدفوعه فان هذا يعني ان توافر ايه امكانيات واقعيه لتخفيض الاجور او استبدال الاجيرين او مراجعة قيمها سيزعزع قوة النضال العمالي وان عدم ارتباط احتجاج العاطلين يمثل توافر هذه الامكانيات باختلاف انظمة ادارة العمل ...لهذا فان الوعي العمالي يبدا بالتطور نحو الثوريه ومن الفئويه الى المسؤوليه الطبقيه حينما يقوم باحتواء هذه الاحتجاجات وتوظيفها كجزء جوهري من محتوى نضال العمال ..وهذا يعني تخلي النشاط النقابي عن كيفيته المحدده والتطور نحو التنظيم الفكري الاجتماعي بمعناه الاشتراكي ..هنا تبادر النقابات العماليه لتبني موقف احتجاج العاطلين وتندمج في تنظيم اعلى يتمثل في موقف تحزبي عمالي حيث يكون المطلب تغيير السلطه جوهرا من خلال واقعية وتاكد شرط تغييرها شكلا ..والا فان تغيير الشكل في احيان كثيره يكون ايضا من دواعي مصالح الطبقه المالكه وحينها وكمثال في حال تونس فان النتيجه ستتوقف عند استبدال علي بن زين العابدين بالغنوشي ..وحينها ستكون المحصله النهائيه لتضحية (بن عزيزي) المؤلمه بدايه سعيده لعوائل تلتهم ما كانت تلتهمه العوائل الوزاريه التي كان يرعاها زين العابدين ..ولعل اخطر من كل هذا ان توفر مثل هذه النهايه امكانيات مهمه وقويه لان تدفع القوى الراسماليه العالميه بالاسلام السياسي الى منصة السلطه الجديده .. ولهذا فاننا ولحد الان نعتبر ان اتفاضة تونس المفترضه والممكنه والمشروطه بوعي القوى التقدميه التونسيه قد تم اجهاضها ..بأكتفائها على ان تكون احتجاجات فئويه (بل ان هناك مؤشرات الى التعامل معها بكونها فوضى كما حدث في بعض مناطق العاصمه وبالتحديد في المناطق التي يسكنها العمال ) ..والسبب في كل هذا يكمن في تقصير القوى التقدميه التونسيه التي بدت انها تفتقر وبدرجه حاده للوعي الثوري ,قبل ان تكون فقيرة الامكانيات التنظيميه ..فلو توافر لها مقدار ما من الوعي لادركت حينها بان الواقع التونسي في ايام الاحتجاجات الاولى قد قفز على التقيمات الكلاسيكيه والتنظيريه الحذره ولأدركوا ان هذا الواقع الذي سيطرت عليه استجابات الاحساس باليأس قد وفر امكانيات رجل النمله من ان تتحول بوطئتها الى ما يوازي وطئة قدم الفيل او اكثر ..فماذا كان يتظر هؤلاء التقدميون وتلك الحركات التي يملىء فضاءات الانترنيت صخيب بياناتها وكتباتها وتصريحاتها ...ماذا ينتظرون اكثر من تلك اللحظات التاريخيه التي يتم فيها فقط صناعة التاريخ ..أم انهم يتظرون ان تهبط اليهم ملائكة الثوره من السماء وتقدم لهم كل اسباب الانتصار وتتعهد لهم بها ...فبؤس ما فعلوا وبؤس ما ينتظرون
#ليث_الجادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسفتنا الاشتراكيه..ج2
-
فلسفتنا الاشتراكيه...ج 1
-
المجلسيه بديل السلطه البرجوازيه
-
العراقيون وعلاقات العبوديه السياسيه
-
ملاحظات في الماديه الجدليه....ج3
-
ملاحظات في الماديه الجدليه...ج2
-
ملاحظات في الماديه الجدليه....ج1
-
في تقييم الواقع السياسي العراقي
-
المالكي يتجه نحو (حكومة طوارىء)
-
المجد لكومنة باريس العماليه
-
الكوتا العماليه ..صوت وصدى
-
نعم للانتخابات بشرط الكوتا العماليه
-
دروس من التجربه القتاليه للشيوعيين العماليين الاحرار
-
مختصرات من وثيقة المشروع
-
الشيوعيه العماليه ومحاكمة الاتجاهات الثلاثه (المشروع)
-
في نقض (الدستور ) الاسود
-
سلاما ..فتية باريس
-
ليكن الهدف(قلب)الاسلام وليست (اطرافه) 2
-
ليكن الهدف (قلب) الاسلام وليست( اطرافه )1
-
أنه اوان (البرنو)) فامتشقوها ايها الكردستانيون
المزيد.....
-
برقية تضامن ودعم إلى الرفاق في الحزب الشيوعي الكوبي.
-
إلى الرفيق العزيز نجم الدين الخريط ومن خلالك إلى كل مناضلات
...
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
-
تسعة شهور من الحبس الاحتياطي.. والتهمة “بانر فلسطين”
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|