أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جودت هوشيار - نحو مفهوم جديد للرسالة الأعلامية














المزيد.....

نحو مفهوم جديد للرسالة الأعلامية


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15 - 12:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


يرى بعض المفكرين و فى مقدمتهم رائد التنظير الأعلامى مارشال مكلوهان ( 1911 – 1980 ) م أن تأريخ البشرية هو تأريخ أتصال و اعلام بين اليشر ، و أن التقدم العلمى – التكنولوجى هو الذى يسهم فى المقام الأول فى تشكيل و تطور المجتمعات الأنسانية ، و أننا من دون فهم الأساليب التى تعمل و سائل الأتصال بمقتضاها ، لن نكون قادرين على أدراك التغيرات الأجتماعية و الثقافية التى تطرأ على المجتمعات المعاصرة . و أن الوسائل الجديدة تشكل أمتدادا لأعضاء جسم الأنسان . .. فعلى سبيل المثال ، يعتبر الهاتف النقال أمتدادا لأذاننا و الميكروفون أمتدادا لألسنتنا و التلفزيون أمتدادا لعيوننا ، و أجهزة الكومبيوتر توفر الجهد الذهنى و تؤدى الى امتداد الوعى .
و يقول مكلوهان فى كتابه الشهير " كيف نفهم وسائل الأتصال " الصادر فى أواسط الستينات من القرن المنصرم ان " ان أهمية الرسالة تكمن في وسيلة نقلها " فى عمليات الأتصال الأعلامية ، بمعنى أن طبيعة كل وسيلة و ليس مضمونها هى الأساس فى تشكيل المجتمعات الحديثة .
فالرسالة الأساسية فى التلفزيون هى البث التلفزيونى ، كما أن الرسالة الأساسية فى الكتاب هى المطبوع ، لذا فأن المضمون – حسب رأيه – غير مهم ، بل المهم هو الوسيلة التى تنقل المحتوى ، كما أن لكل وسيلة جمهورا من الناس ، يفوق حبهم للوسيلة ، اهتمامهم بمضمونها . و التلفزيون كوسيلة تستقطب أهتمام جمهور عريض من المشاهدين بفضل الشاشة التى تعرض الصورة و الصوت و الحركة و الألوان . كما يحب الناس القراءة من اجل الأستمتاع بتجربة المطبوع و تؤثر وسيلة الأتصال الأعلامية فى المضمون الذى تنقله ، و ربما تستطيع الوسيلة أن تشوه المضمون ، و هذا ما تفعله مثلا الفضائيات الرسمية عندما تحول الواقع البائس الى انجازات للقائد الضرورة أو الفضائيات الحزبية ، التى تشوه مضمون ما تعرضه و تحرفه على نحو يتطابق مع أيديولوجية الحزب .
لقد تجلت أهمية التلفزيون – عند ظهوره فى أحتواء الراديو . أما اليوم فأن الشركات الرائدة فى مجال تقنيات الأتصال تسعى الى دمج الخدمات الأعلامية ,
و تعد شيكة الأنترنيت ذروة الأنجازات التكنولوجية فى هذا المجال . بل ان البعض يعتبرها " وسيلة الوسائل الأتصالية " لأنها تطوى بداخلها الوسائل الأخرى ، الى جانب استخداماتها المعروفة فى تبادل الملفات و تصفح قواعد البيانات عبر الشبكة و البريد الألكترونى و و أفلام الفيديو و فى الترفيه و الدعاية ، كما تؤمن التفاعل بين المشتركين فى ما بسمى بخدمة المؤتمرات و غرف المحادثة أى الحوار بين أتجاهين أو أكثر ، أى ان شبكة الأنترنيت حلت محل الأتصال أو الأعلام الأحادى الجانب ,
و ثمة اليوم انجازات تكنولوجية جديدة فى طريقها الى الأنتشار لدمج الأنترنيت و التلفزيون الرقمى أو الأنترنيت المتلفز لخدمة عدد أكبر من المستخدمين . و كذلك دمج الهاتف و التلفزيون و الأنترتيت و الكومبيوتر الشخصى النقال فى جهاز صغير .اضافة الى ظهور " الكتاب الألكترونى " و لا نقصد بذلك تحميل الكتب من الأنترنيت ، بل خزن محتويات الكتب الورقية فى جهاز الكترونى جديد لا تزيد ابعاده عن أبعاد كتاب ورقى خفيف و صغير و يمكن حمله فى الجيب و يتسع لحفظ مئات الكتب و من ثم قراءتها فى أى مكان وزمان ( خلال السفر او على الشاطىء او أى مكان آخر .بدلا من حمل الكتب الثقيلة . و الطريف فى الأمر ان الأنارة فى شاشة هذا الجهاز أشبه بمصباح منضدى مخفى ، مما يجعل قراءة الكتب متعة كبيرة و لا تؤذى العينين .
و فى ضؤ ما تقدم لم يعد تقسيم و سائل الأتصال الأعلامية ألى أتصال أو أعلام مطبوع و مسموع و مرئى مقبولا و هو فى طريقه الى الزوال ، و لم تعد " صاحبة الجلالة " أو " السلطة الرابعة " تحتل الا جانبا واحدا داخل المنظومة الأعلامية ، يختلف حجمها من مجتمع الى آخر .
و أذا كانت الوسائل " القديمة " تسعى الى أضفاء الطابع الشخصى على عملية التلقى و تفرض على المتلقى مضامين من طرف واحد فى توقيتات محددة ، فأن الوسائل الجديدة تتيح للمتلقى أختيار رسالته الأتصالية – الأعلامية من حيث الشكل و المضمون و وقت الأستقبال , أن عملية الأندماج المتواصلة بين الوسائل المختلفة ، ليست مسألة تكنولوجية فحسب ، بل لها أيضا فاعليتها المؤثرة فى تكوين الأنماط الأجتماعية و الثقافية .
أن المجتمعات المتخلفة التى لا تسهم الا بقدر ضئيل أو لا تسهم على الأطلاق فى التقدم العلمى – التكنولوجى لعصرنا الراهن ، تخضع شاءت أم أبت لما ينجم عن هذا التقدم من تغيير فى نمط الحياة و وتيرتها المتسارعة و هى لحسن الحظ تغييرات ايجابية عموما ، يمكن ( لو أحسن استخدامها ) أن تسهم فى تطوير و تحديث تلك المجتمعات ، و لن يتم ذلك ، الا بالأدراك الواعى و الفهم العميق لجوهر التقدم العلمى – التكنولوجى المعاصر ..



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المآثر البطولية لكرد الاكز ( alagiz)
- سوبرمان العصر الرقمى
- اسطورة حب فرهاد و شيرين فى آداب شعوب الشرق
- الترجمة فى عصرالعولمة
- السياسة فى العراق : مهنة من لا مهنة له !
- نظرية أوروبية الجذور، يعشقها العرب
- بحثا- عن قيادة ديمقراطية حقيقية للعراق
- الحلم الضائع في بحر إيجة
- فى أنتظار جرجل العراق
- من المستفيد من أحتكار المعلومات ؟
- عودة ظاهرة بشير مشير
- أسبرانتو - لغة المستقبل
- عراق غيت
- صك الأنتداب الأميركى الجديد للعراق
- البيت الأبيض فى اليوم الأسود
- النفط و الديمقراطية
- دروس و عبر من تجربة صحفية ناجحة
- كلاشنيكوف و الحكومة العراقية
- الأمبراطور الفنان
- حول النتاجات الفكرية للكتاب الكورد المدونة باللغات الأخرى


المزيد.....




- مصدر يُعلق لـCNN على تصريحات روبيو حول أوكرانيا: يُعبر عن -إ ...
- الاستخبارات الأمريكية تفرج أخيرا عن 10 آلاف صفحة حول قضية ا ...
- ذعر في جامعة فلوريدا بعد حادث إطلاق نار خلّف قتيليْن ومعلوما ...
- -هل يمكن أن يتعرض المواطن الأمريكي للترحيل تحت إدارة ترامب؟- ...
- تقلص مساحة قطاع غزة وازدياد الاستيطان في مراعي الضفة الغربية ...
- -بلومبرغ-: واشنطن تسعى إلى وقف كامل لإطلاق النار بأوكرانيا خ ...
- موسكو تستعد لموسم السياحة الجديد لعام 2025
- مصر.. الداخلية ترد على مزاعم الاعتداء على محتجين داخل السجون ...
- مصر.. هيئة سكة الحديد تكشف حقيقة اندلاع حريق في قطار روسي
- إعلام: ويتكوف عقد اجتماعا غير معلن مع رئيس الموساد بشأن إيرا ...


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جودت هوشيار - نحو مفهوم جديد للرسالة الأعلامية