أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الفتنة الطائفية صناعة محلية














المزيد.....


الفتنة الطائفية صناعة محلية


محمد البدري

الحوار المتمدن-العدد: 3246 - 2011 / 1 / 14 - 16:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما في العراق حدث ذات الامر في مصر. كنيستين وفي مناسبات دينية لا تخطئها عين. انها الفرحة التي يريد الفاعل اطفائها. يريدون الذعر من التواجد في دور عبادة لدين غير دينهم. يسعون لجعلها اماكن مهجورة بزرع الخطر والخوف فيها وجعله قرينا لها.
جاءت حكاياتهم في زمن تحطم الاصنام الموغل في القدم خالية من قتل النفس التي تقدس شيئا قال عنه المعتدي انه صنما. ولم يصوب اللاحقين الامر بكونها عدوانا بل تمادواا في غيهم واعتبروا فعل الاجداد فخرا فانشدوا ورتلوا ايات التحطيم. لكن المشترك بين مرتكب الجرم والراوي وبين المعتدي عليه ان هناك خلافا دينيا. هكذا زرعوا الخلاف لكن الزمن تكفل بتضميد الجروح بالتحام جديد للبشر تعايشا في مجتمع واحد. كانت ضرورات الحياه اقوي من أن تشقها خلافات دينية وحكايات واساطيرتتحدث عما لا علم لنا به. ورغم زرع الخلاف علي ذلك الخفي الذي لا أحد يدري عنه شيئا الا ان الاصنام ظلت موجوده وتعايشت وتعايش معها البشر. فحياة البشر والشجر والحجر اقوي من ان تهزمها نوازل الطبيعة وتشنجات البلهاء وافكار التوحيد.

وتعلم اللاحقون درسا بان تحطيم الحجر غير مجد بل ولا يكفي، فصنوعوا احجارهم وتولوا مهام اخري جديدة - قتل البشر، لعلهم يفلحون. بهذا الفعل الاجرامي خانوا اجدادهم مرتين. مرة بخلق الصنم وصيانته وخدمته ومرة باستحداث الجريمة التي لم تكن من سنة الاولين – القتل.
في زمن التابعين صدعوا ادمغتنا عن الخلاف الفكري عن طبيعة المعبودات ومن هي وما اسمائها وصفاتها. تجلت كل بلاغتهم في كيفية الوصف. فعبدوها في بيوت وقدسوا احجارها نسبوها الي معبودهم، ولم يعد سوي تصفية من لا يعبد علي طريقتهم. فالهتهم لا تحيا وتتضخم الا بحشد البشر لها. ورغم ذلك تواجدت كل المعبودات وكل البيوت وكل التراتيل وكل الكتب شاهدة علي التعدد وليس التوحيد.

التوحيد يصفي به طرف باقي الاطراف وفي التعدد يتسامحوا جميعا بالمساواه والتآلف والتعاون والمشاركة. في التعدد يجتمع الجميع ليختلفوا ثم يتفقوا بالا يتحاربوا ينصتوا لبعضهم ويتدبرون امر انفسهم بل ويصحح بعضهم اخطاء بعض فما اكثر اخطائهم جميعا. وفي التوحيد لم تعد هناك من فرصة لمعرفة الصواب من الخطا فيصبح الخطا دستور الجماعة والجميع. وهل ارتكب احد في العالم من الخطا ما يرقي الي حجم الاخطاء في منطقتنا التعسة.

يقول ديكارت: "انها جريمة ان يتجنب المرء الصواب ويسعي الي الخطأ، ويبرره باواهم ايمانه الذاتي فتسعد نفسه بما في خيالاته من مرض، لذا ارتايت أن معرفة الحقيقة من واقع الاشياء سترقي بنا الي اقصي الكمالات حتي ولو كانت في غير صالحنا. وتبين لي ان من الافضل ان نكون اقل مرحا واكثر معرفة" ... انتهي الاقتباس

منذ زمن ذلك الفيلسوف العظيم سعت الانسانية لتاسيس نظام جديد تعافه وتكرهه نفوس المؤمنين من اهل منطقتنا التوحيدية من مروجي التحطيم، واكتشفوا هناك بعدها كم كان ديكارت مقصرا، لانهم اصبحوا هناك اكثر معرفة واكثر مرحا ايضا. وظلت منطقتنا التي تعج باديان التحطيم والتي مولت اهلها بالفئوس قديما ثم بالمفخخات حديثا مستعصية علي المعرفة ولا تعرف للمرح سبيلا، فحولت الاعياد والبهجة الي دموع وعويل.

التشابه واضح في هوية الفاعل فيما بين كنيسة سيدة النجاه البغدادية والقديسين السكندرية الفاعل يسعي للنكد لا للمرح وللجهل بدلا من المعرفة. لكن المسرح فيما بين العراق ومصر يتسع لديكورات اكبر وسيناريوهات متعددة وشخوص وكومبارس اكثر تتحرك بخيوط ممتدة من مناطق لا يدخلها الموطن الرعية. ففي الحالة المصرية هناك سباق بين حراك اجتماعي وسياسي له سقف زمني محدد ومعروف، وبين فتنة يراد لها البلوغ بالامر الي حد تسكين الامور بالقوة للنفاذ من عنق الزجاجة المسدود.



#محمد_البدري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي ماذا اقسم البشير؟
- العمرانية ونهاية عصر الشهداء
- كيف نفهم الجرائم الاصولية الاخيرة
- اغلاق مؤقت باذن الله وباذن السلطة
- تحالف الاصولية الاسلامية مع الصهيونية اليهودية
- السلف وسذاجة الفكر
- قمة فضح العرب
- ما قد حدث للمصريين
- أزمة النص عند العرب والاسلاميين التاريخية
- انسدادات حوارية ومحاولة محموده للحل
- سؤال قديم مكرور
- في ذكري العام التعس 1952
- نصر ابو زيد الحاضر دائما
- بين هايزنبرج وعمارة
- السلف وبلاهة الفكر
- الكنيسة إحدي مؤسسات القمع التاريخية
- المشترك بين لينين وستالين والاسلام
- إما الليبرالية وإما مالاخوليا العروبة
- صديقي العزيز
- العرب بين الاساطير والعقلانية


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد البدري - الفتنة الطائفية صناعة محلية