|
قراءة فى فكر دكتورة وفاء سلطان (3) ردا على مقالة لا تعش فى جبة نبيك 2
شاهر الشرقاوى
الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 20:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الدين، كلعبة الدمينو، عندما تسقط أية فكرة فيه ينهار برمّته. أي خلل في أيّ دين يقوّّض من مصداقيته وبالتالي ينفي مصدرة الإلهي، هذا إذا افترضنا بأن الألوهية هي الكمال المطلق! ولذلك لو استطاع المسلمون أن يثبتوا بأن محمدا أكثر بني البشر تسامحا، سيسقط إدعائهم هذا أمام قوله: الجنة تحت ظلال السيوف، أو قوله: جعل الله رزقي تحت حدّ سيفي! ومهما تبجّح المسلمون بالآية التي تقول: "لكم دينكم ولي ديني"، سيسقط تبجحهم أمام تلك التي تقول: "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم". لا تستطيع الآية الأولى أن تبرر ما جاء في الثانية! في الإنكليزية هناك تعبير يقول: "كإنتقاء الكرز"، وقد واجهني يوما أحد الأمريكان بقوله: بعض المسلمين يدّعون بأنك تنتقي من القرآن كما لو كنت تنتقي ما يعجبك من صندوق مليء بالكرز. فغرق جميع الحضور بالضحك عندما قلت: "ولكن، ياسيدي، صندوق الكرز الذي يهبط علينا من السماء لا يُفترض أن يحوي كرزا معطوبا، ولذلك وجود أية حبة كرز معطوبة فيه ينفي سماويته" وأنا إذ أحاول أن أزرع لدى المسلمين الشك بألوهيّة دينهم أسهّل عليهم عملية السؤال والبحث عن جواب! لذلك كلانا- أنا والمسلمون- ننتقي من صندوق الإسلام. إنتقاؤهم للكزر الجيد لا يستطيع وحده أن يٌثبت مصدره الإلهي، إما إنتقائي للمعطوب منه فيستطيع أن ينفي ذلك المصدر. هذا إذا غضننا النظر عن حقيقة تاريخية أخرى تؤكد بأن الآيات التي تأمر باعتماد السيف كوسيلة لفرض الإسلام جاءت لاحقا، ونسخت الآيات التي تقول: "لكم دينكم ولي ديني"! *************************************************************************** السادة القراء تحياتى هذا الجزء المقتبس عاليه من باقى مقالة الدكتورة وفاء لا تعش فى جبة نبيك 2 يا دكتورة سؤال لو سمحتى انا طبعا موافقك تماما على حكاية الدمينو هذه ..ولكن هل هذا ينطبق على كل الاديان ام على الاسلام فقط؟؟؟؟
المهم ..ما علينا الدكتورة وفاء تصف المسلمين ..بالبجاحة ..شكرا يا دكتورة ..ده بس من ذوقك
مثال صندوق الكرز مثال جيد .جدا ..ومثال الافكار الساقطة ايضا مثال جيد ..ولكن ..من يحكم على الفكرة كونها ساقطة ام لا .بل وكونها موجودة وصحيحة كما وصلتك ام لا ؟؟ اما بالنسبة لحبات الكرز المعطوبة .فيجب علينا اولا ان نثبت انها معطوبة .وان العطب ليس فى نظر الفاحص او فى فهمه او ادراكه لمعانى الايات والاحداث والقصص القرانى بصفة عامة القصص القرانى يا دكتورة ..ليس حواديت وحكايات تشبه حكايات قبل النوم التى كانت تقصها علينا جدتنا ..مثل حكايات السندريلا والاقزام السبعة ..وليست اهازيج واقاصيص نسمعها من الراوى وعازف الربابة .كحكايات القهاوى لنتخاصم بعدها .الحق فى صف من ..الزناتى خليفة .ام ابو زيد الهلالى ..موسى ام عيسى ام محمد؟؟ القصص القرانى والدينى بصفة عامة ..كنوز من المعرفة .ومعين لا ينضب ولا يجف .من العبر والمواعظ والاشارات تحتاج لغواص ماهر فى بحار العلوم الالهية والمعرفة الربانية كى نفهمها ونستخرج منها ما يفيدنا فى عصرنا الحاضر لنجعل حياتنا افضل واجمل واحسن دائما
سمعتك فى حوار تلفزيونى عبر موقع اليوتيوب على ما اذكر .تنددين بقول محمد (صلى الله عليه وسلم ) جعل رزقى تحت ظلال رمحى ..او سيفى ..وهناك مقولة اخرى ايضا .ان الجنة تحت ظلال السيوف .وقد ذكرتى هذه الاحاديث فى مقالتك ايضا ثم قرات لك فى احدى مقالاتك .تقولين ان لو كان محمد قال جعل رزقى تحت ظلال الفأس او اى من هذا القبيل لتغيرت احوال المسلمين
وتعجبت ..فانت فعلا يا سيدتى وضعت يدك .على جوهر وفحوى الرسالة المحمدية ..دون ان تشعرى .ولكن لانك .أسقطتى صفة محمد من حسبانك .وتغاضيتى عن كونه رسول مكلف بمهمة محددة .تاهت منك الفكرة وضاعت.
هل محمد كان فلاحا ..حتى يقول ان رزقه تحت ظلال فأسه؟ هل كان محمد عالما او طبيبا او مهندسا كى يقول ان رزقه تحت ظلال مختبره .او سماعته ومشرطه اوتحت ظلال المسطرة حرفt او البرجل والمنقلة؟
الصورة التى زرعت فى عقولنا ..عن النبى .أى نبى سابقا ..انه رجلا كل مهمته .ان يتكلم بالحكمة ..ويسير متكئا على عصى ناظرا الى الارض تواضعا لله ..او رافعا كلتايديه الى السماء ..داعيا لمولاه ..وحوله .بعض الاتباع .او الحملان .ويسير فى الصحراء .ويعتزل الناس فى اغلب الاحوال فى صومعته ليتعبد ويقنت لله .وليتلقى منه الوحى والالهامات والتعليمات ..هى التى جعلك تشكين فى نبوة محمد .لان لم يكن كذلك ..
محمد يا دكتورة ..نبى مختلف ..رسول ..مختلف ..انسان .مختلف ..عن كل من سبقوه من الانبياء والرسل الكرام او حتى من البشر جمع الله فيه صبر نوح ..ومنطق وعقل ابراهيم .وحزم وقوة موسى .وتسامح ورأفة .وشفقة السيد المسيح عليهم جميعا افضل الصلاة واتم التسليم مهمة محمد .كانت عامة وشاملة ..تطهير الارض من الظلمة والفسقة ومستعبدى البشر .وتجار الدين والكهنوت والمستغلين للبسطاء من العوام بالاوهام وعبادة الاصنام والاوثان ووضع نظام ومنهج للحياة كى يسير عليه الانسان ..اى انسان .اذا اراد النجاح فى الدنيا والاخرة فى كل امور حياته ذلك بالاعتماد على العقل والمنطق والعلم والسعى والاخذ بالاسباب لتحقيق الهدف المراد تحقيقه .ولكن بالحق والعدل
السيف او الرمح المذكور فى الحديث يا دكتورة .هو الاداة .التى استخدمها محمد .للتخلص من هؤلاء وليس لفرض الايمان او الاسلام كما تتصورين ..او تصورين هو سيف الحق ..وليس سيف القهر والاستبداد وقد كتبت مقالة بعنوان الجزية وما فيها.. فيها توضيح لمعنى اية السيف فى سورة التوبة ..يسعدنى لو اطلعتى عليها ردا على مقولتك ان الاسلام انتشر بالسيف ..الذى انتشر بالسيف .هو الحق .هو القضاء على الباطل ..هل احد يكره الحق ويحب الباطل ؟...ومن كان هكذا فهو لا يستحق الحياة هذا السيف هو الذى اشار اليه ايضا السيد المسيح عليه الصلاة والسلام رسول الرحمة والمحبة والتسامح والسلام .عندما قال (ما جئت لالقى سلاما ..بل سيفا ..ولافرق بين الابن وابيه .والكنة ..الخ) محمد هو النبى الذى اكتفى بالتوجيه والارشاد .ولم يعتمد على قدرات الله وذات الله وتدخلاته المباشرة ومعجزاته المرئية والعينية ..لكنه اعتمد فقط على ذاته هو .وعلى تعاليم المولى له .ودقة الاداء وامانة التبليغ والصدق فى العمل المكلف به .ليكون نموزج .لكل انسان فى موقعه ومقامه فى الحياة نموزج للقائد والحاكم ..نموزج لكيفية الطاعة لمن يتولون امرنا .وتعليمنا فى الحياة ..نموزج .للابن ..للاب ..للزوج ..للصديق ..للمعلم .للمدرب .لكل من يتولى مهمة او يشترك فى اقامة بنيان أيا كان
ليس مطلوب منا جميعا ان نكون مثل محمد بالتمام والكمال ..ليس مطلوب منا جميعا ان نكون رسل وانبياء او ان نواجه العالم كله ونسوده .ونحكمه .كما كان مكلفا محمد من الله ..لاقامة دولة الحق والايمان .والقضاء على الجبابرة وقوى الظلم والطغيان يكفى كل انسان فينا ان ينجز المهمة وان يحقق الحلم الذى يحلمه فى الحياة وان يراعى من تولى امرهم .كثروا او قلوا . فالفأس هو رمح وسيف الفلاح والسماعة والمشرط والعلم هو سيف ورمح الطبيب والعدد والالات هى سيف ورمح العامل .. والحضارة الاسلامية التى امتدت حتى وصلت الى اوربا .تشهد على ذلك ولن احول الموضوع والمقالة الى موضوع انشائى لتوضيح فضل علماء المسلمين وحضارتهم على العالم اجمع
اما عن ايات ..فاذا انسلخ الاشهر الحرم ..فهذه الايات نزلت فى مشركى مكة ..الذين كانوا على عهد له مدة محددة تنتهى بانتهاء الاشهر الحرام .كى يوفقوا اوضاعهم .ويعلنوا ولائهم التام .تماما . للدولة الوليدة وليس لدول اخرى .لانه كانت هناك قبائل ..تدين بولائها للروم واخرى للفرس ..واخرى تتمسك ببعض الامور المخالفة للمجتمع الايمانى الجديد .الذى اصبح فى عهدة وتحت سيطرة المسلمين بعد فتح مكة ..والذى كان يجب ان يطهره تماما من كل اثار المجتمع والعهد السابق بكل فساده ومتعلقاته وان يعلن مبادئ الدين ويقيم شعائره .بمعنى الاعلان عن الصلاة بالاذان ..وتحصيل الزكاة .للمشاركة مع باقى القبائل التى اسلمت وامنت بالفعل ..وليس معناها ان من لا يصلى يتم قتله ..لان (اقامة الصلاة ..) غير اداء الصلاة ..الاقامة معناها ان يعلنوا عنها فى مواعيدها المختلفة كاثبات لهوية الامة الاسلامية هذه اية من متشابه القران يا دكتورة .وليست اية محكمة ...وكانت لها ظروفها .لان الاسلام كان فى بداية تكوينه .
نحن نتعلم من هذه الايات ان التغيير يجب ان يكون بالتدريج وايضا يكون هناك سقف ومدة محددة لكل مرحلة من مراحل الاصلاح فى اى بنيان فاسد مثل شركة مثلا او دولة او مدينة او حتى اسرة او عائلة ..ولا تترك الامور هكذا دون خطة وترتيب .وحزم .كى تستقيم امور الحياة اما بالنسبة للناسخ والمنسوخ .فهذه قضية .اخرى ..فالقران كله يستفاد منه ويعمل به وبكل اياته ..لاننا نصلى بها ونتعبد الله به ..ومن غير المعقول (كما قلت سابقا فى احدى مقالاتى او تعليقاتى ..لا اذكر .).ان يتعبدنا الله بايات وقران ملغى ومنسوخ .ولسنا مطالبين بالعمل به.
ما زال هناك جزء فى المقالة .سارد عليه فى مقالة اخرى خشية الاطالة وشكرا لكم جميعا والسلام عليكم
#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة فى فكر د وفاء سلطان (2) الرد على مقالة لا تعش فى جبة ن
...
-
قراءة فى فكر دكتورة وفاء سلطان(1)
-
الجزية وما فيها ..ردا على موضوع الزميل عمرو اسماعيل (فلنجد ح
...
-
رسالة الى بن لادن ..على هامش مذبحة كنيسة الاسكندرية
-
رسالة مفتوحة الى السيدة وفاء سلطان
-
الايمان كما أعرفه
-
مرة ثانية .استاذ احمد صبحى منصور
-
كيف نقرأ الانبياء....ردا على مقالة سامى لبيب .(..كيف تكون من
...
-
هل محمد نبى مصنوع
-
اشكالية القضاء والقدر .والدعاء فى الاسلام (2)
-
اشكالية القضاء والقدر والمشيئة الالهية فى الاسلام(1)
-
بين محمد صلى الله عليه وسلم والسيد المسيح عليه السلام..معا ع
...
-
رسالة مفتوحة الى الدكتور كامل النجار
-
السنة الغائبة _كيف تنجح فى الحياة (2)
-
السنة الغائبة(كيف تنجح فى الحياة)1
-
رد على موضوع السلف وسذاجة الفكر للاستاذ محمد البدرى
-
رد على مقال صديقى الملحد سامى لبيب(الدين عندما ينتهك انسانيت
...
-
رد على موضوع الرائع سامى لبيب .عن مكانة المرأة فى الاديان ال
...
-
رد على موضوع الرائع سامى لبيب كيف يعتقدون ولماذا يؤمنون (9)ا
...
-
رسالة مفتوحة الى الاستاذ احمد صبحى منصور شيخ القرانيين
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|