|
حول من يريد اعادتنا الى القرون الوسطى
عبد الزهرة العيفاري
الحوار المتمدن-العدد: 3243 - 2011 / 1 / 11 - 14:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السـيـر الـى الأ مـس الـبـعـيــد !!! حول من يريد اعادتنا الى القرون الوسطى ! • لا يجوز انتها ك حرمة اتحاد الأ د بــاء . فالأ د بــاء نــور الـوطـن ! . • المرأة العراقية في اغلب الاحيان كـا فـحـت اكـثــر من الرجـل ! . • افشال الحكومة يجري عن طريق الـتـعــدي على حـريـات الـمواطـنيـن ! . في لجة الاجواء المفرحة بحلول الامن والامان ( الذي لايزال نسبيا ً ). وفي غمرة التهاني الواردة من الاشقاء والاصدقاء بتشكيل الوزارة بصورة تشاركية . وثبوت مقولة ان العراق بلد حضاري وهو دائما ً يتغلب على الكوارث والصعاب بقوة ابناءه وبناته .... ثـــم على انغام الموسيقى العراقية الشعبية اخــذت تصدح حناجر شباب عراقيين يقدمون انفسهم كمطربين كبار في الشوارع والساحات ، وتجلجل في الهواء الطلق مع الناس و بنجاح باهر اصواتهم الشبابية بأغانيهم ومونولوجاتهم البديعة المعنونة الى الوطن والى عيد الجيش والشرطة . وكل مواطن يريد ان يقول للعالم المحيط بنا : يا عالم اننا العراقيين ، ها نحن نفرح ونطلق الاهازيج الشعبية ، وشبابنا يرقصون في شوارع ورياض بلادنا العظيمة لاننا تحررنا ، ولم يعد العراق تحت سياط الـدكتاتورية السوداء ، واخذنا ننعم بحكومة وطنية ونتأمل ان تكون لدينا ديمقراطية كاملة بالتدريــج . ... الى هنا والسعادة الغامرة طافحة على وجوه ابناء شعبنا . و الاجواء الفريدة هذه تزينها الاستعراضات و الاحتفـالات بعيد جيشنا وشرطتنا لاول مرة في حياتنا بهذا الاندفاع والمسرة الطافحة ... الا اننا فوجئنا ( ويا للاسف ) واذا سماؤنا اخذت تلبدها غيوم سوداء الفنا منظرها البشع في العهود المبادة الغابرة . وقد شعرنا بالغصة التي حبست حناجرنا . لأننا ندرك افضل من غيرنا لكثرة تجاربنا المرة : ان الغيوم السوداء هذه التي بدأت تلبد سماءنا على حين غـــرة تعني ان على الابواب كارثة قادمة تدفعها قوى سوداء ازعجها فرح الشعب واحزنها الامل الوضاء الذي سينير طريقنا واقلقها ان النفوس طــابت ولذلك غنت في سماء العراق . ومن تجاربنا وتجارب غيرنا ، وجدنا ان انحراف الجهات الرسمية يبدأ بالاختفاء وراء كلمات مسـتعارة من (الشريعة) ومن موقع الهجوم على وضع المرأة واعاقة بروزها في المجتمع . ! وكم نود ان لا يرى شعبنا مثل هذه السياسات بعد الان !!!. و هكذا ... يبدو اننا لا نزال تحت التهديد واحتمالات التعسف . ولكن بأيدي الذين انتخبناهم واصبحوا وزراء برضا ء ٍ منا . واردنا ان تكون الديمقراطية والحريات الشخصية تترعرع على ايديهم . فهم منا ونحن منهم . ولكننا ــ كما يبدو ــ كنا في غفلة من امرنا . وظهرت حقيقة الناس ولكن من لون آخر . فالوزير يعتبر الوزارة ملكا ً له ، والمحافظ سيد مطلق بحكمه على الناس من خلال وظيفته واعضاء مجلس المحافظة يقررون من خلال وظائفهم المسؤولة ما يفكرون به هم انفسهم حتى ولو كانت افكارهم متخلفة و تتنافى والـتـقاليد المتنورة لدى الناس المتحضرين وتتعارض مغ الحريات الانسانية التي توصلت اليها شعوب الارض في العالم ... بينما دفع شعبنا الثمن غاليا ً لها ولكن بدون طائل . فـوزير مـــا يتخذ قرارا ً وزاريا ً بفرض الحجاب على موظفات " وزارته " من البنات اللواتي تحررن منذ عهد قريب طبقا ً لسنة التطور البشري . ووزير اخر كان يــنــوي عزل الاطفال ( اولادا ً وبناتا ً ) في المدارس عن بعضهم لالغاء المنظر الحضاري الذي يشكله التلاميذ في صفوف الدراسة منذ طفـولتهم !!! . والمحافظ يغير على اتحاد الادباء العراقيين " ليؤد بهم " عن طريق غلق النادي الذي يجمعهم بندواتهم الادبية بحجة مخالفة الشريعة !!! . وجهة اخرى تمنع الموسيقى من احتفالات شعبية ابتهاجا ً بالانتصار على الارهاب . ثم مسؤول آخر يغـتاض كثيرا ً عندما يجد اطفالنا لاول مرة في حياتهم الجديدة يضحكون بقلوبهم قبل افواههم على العاب السيرك . اذ يخرج عليهم عجوز معمم ( في البصرة ) ليعلن قراره بغلق السيرك وبسلب ابتسا مات اولئك الاطفال وضحكاتهم بحجة ملكية الارض التي بني عليها السيرك مؤقتا ً ولــعــدة ايام فقط لانــها تـعــود للاوقاف !!! . وكأن لا حل لهذه المشكلة ( العويصة جدا ً ) الا بغلق السيرك وهو مؤسسة ريا ضية يزورها الاطفال في كل انحاء العالم ما عـدا اطفال العراق !!! . لنعـد الى اتحاد الادباء !!! أيعرف اولئك المسؤولون الذين اساءوا لاتحاد الادباء ماذا يعني هذا الاتحاد؟ ! و من يضم النادي التابع للاتحاد بين دفتيه . ؟ ليعلم من لا يعلم لحد الان ، ان اعضاء هذا الاتحاد هم نور العراق ! . نعم هكذا تقيم الشعوب والحكومات الديمقراطية ادباءها . ان هذا الاتحاد صمد امام اعتى عصابات من فصيلة الفاشست وازلامهم وعبيدهم المسلحين في كل ادوارهم التي حكموا بها البلاد !! وان اعضاءه كانوا كالجبال الشماء . صمدوا في كل ادوار الارهاب البعثي وتحملوا السجون والمعتقلات والمنافي وقاوموا المفارز البعثية ومرتزقة القاعدة بعد السقوط . والكل يعرف ، انهم قاموا بتلك البطولات وهــم بدون حمايات اوحراس يحمون ظهورهم !! وهـم وبدون رواتب اسطورية " كبعض الشخصيات "!!!! . بل انهم لا يملكون شيئا ً من حطام الدنيا ، اللهم الا من ايمانهم وثقافتهم الوطنية . وعلى الاغلب هم من الفئات الاجتماعية الاصعب عيشا ً والاقل رفاها ً . ولكنهم في الواقع اغنياء ! واغنياء جدا ً . ولكن ليس بسياراتهم المطهمة و القصور المضمخة بعطور الـرياحين والياسمين . بل فقط بوطنيتهم ... وبالذات بعراقيتهم . فهل هذا هو الجزاء ؟؟؟!!! ياحكومة بغداد ؟؟!! وفي عراق الديمقراطية كما نقول ؟؟ !!! . ماذا يقول القائل بحق الـحـكام الجدد الذين بدأوا يتحكمون برقاب الناس الذين لم يمض على تحريرهم الا بعض الوقت . لدينا تفسير واحد : ان بعض المسؤولين عندنا ( ويا للاسف ) اخذوا يرسلون للشعب رسائل تتضمن وقوفهم بالمرصاد لمن ينتظر الحريات الشخصية و الديمقراطية في العراق !! . ان بعضهم بالامس القريب جدا ً ارادوا التطويح بالعملية السياسية ليستلمها ايتام العهد المقبور او الميليشيات ! ولكن الاوراق التي كانت بايديهم سقطت بعد جهد جهيد . ويبدو انهم اتجهوا لاستخدام الاداة التي طالما استعـمـلها ولا تزال تستعملها الانظمة الشمولية لالهاء الناس وموظفي الدولة عن الاصلاحات والحريات الانسانية ولوضــع العراقيل في طريق التنمية وتطوير البلاد . ان هذه الاداة تكمن في سحب المجتمع الى عصور القرون الوسطى باسم الشريعة وغيرها . وهــم يبدأون عادة بامتهان المرأة واذلالها واعتبار ها (عــورة ) وعليها ( حسب رأيهم ) تغطية عورتها !! . ويفرضون علبها الانزواء والـتـد ثر بالسواد . ولافتة الشريعة جاهزة للاستخدام . وكأن المرأة لا تعرف اصول الشريعة وحدودها !!! .لا يا ايها السادة ! ان المرأة العراقية في اغلب الاحيان كافحت اكثر من الرجل . ولذلك قدمت الكثير الكثير للوطن في اشد الظروف قساوة . انها الانسان التي عملت في سبيل تثبيت العائلة العراقية وبالتالي الـمجتمع العــراقي بــرمته ايـام الطاعون الدكتاتوري .... ايام توزع فيها الرجال بين السجون والمنافي والمقابر الجماعية والسعي لكسب العيش للعائلة . !! فمن حا فظ على لحمة العائلة ؟؟؟ انها الــمــر أ ة . اليس كذلك ؟؟ . فلا تظلموا هذا الانسان المـقـد س وهو من اقدس افراد عائلاتنا !! . ان المجتمعات المتحضرة تعقد الامال على المرأة ان تقود الاقتصاد والشركات الانتاجية والعملية التعليمية وتكون قطبا ً لحل المشكلات الصحية في البلاد وتساهم بتشريع قوانين الاحوال الشخصية لدرايتها افضل من غيرها بمشاكل الام والطفل والعائلة بشكل عام . كم اود ان يعرف بعض وزرائنا ان تقدم وتطور المجتمعات يقاس بوضع للمرأة و درجــة تقدديرها كانسان مقدس . وليس كعورة . كما يتجنى عليها البعض . فالام والزوجة والاخت والبنت لسن عورات . ان هذه النظرة الدونية للأم ولنساء العائلة الاخريات تتعارض مع قدسية الانسان . وقد ناضل الادباء والعلماء العراقيون سوية مع زملائهم في العالم منذ بداية القرن الماضي من اجل تحرير المرأة من احكام القرون الوسطى . والمرأة العراقية المثقفة تتذكر بامتنان نضال انصارها من ادباء العراق وعلمائه . ولكن يبدو ان هناك من يـقـتـتـلون على افشال الحكومة العراقية بطريقة خلق الهوس داخل السلطة العراقية وخلط الاوراق والهاء الناس عن واجباتهم الوطنية وفتح جبهات متعددة ليس في صالح الشعب لا من قريب او من بعيد !!! واذا كان الهوس الاقتصادي الجاري في المحافظات يسير ( كما كتبنا في مقال سابق ) بعيدا ً عن تنسيق المركز واشرافه العام والرقابة العلمية عليه فانه سينتهي بالفشل والفساد ... فاضافة مشاكل اخري للحكومة يعني الايغـال بتعقيد وضعها وهي ما تزال فـي بداية نهوضها . وعموما ً ان الاستمرار على هذا المنوال سينتهي بلطمة على خــد الحكومة العراقية الوطنية . !!! واسقاط مشروعهـا . وهذه كارثة ما بعدها كارثة !! . الدكتور عبد الزهرة العيفاري ـــ موسكو 11/1/2011
#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول المستقبل الاقتصادي للعراق
-
الى متى هذا التقاعس يا حكومة العراق
-
القسم الثاني المسألة القومية
-
القسم الاول المسألة القومية
-
بمناسبة تأليف الحكومة العراقية الجديدة
-
حول الاعتداء الايراني على الاراضي الزراعية العراقية
-
جواب على تعليق بخصوص الحكومة العراقية
-
بعد ترشيح دولة السيد المالكي
-
يا حكومة العراق ..... الحذر ، الحذر من الارهاب الزراعي !!!
-
ملاحظات حول الانتخابات
-
حول اشكالية -غياب الاستراتيجية التنموية - في العراق (مع الاخ
...
-
السياسة العراقية و مشكلة تكريس الطائفية
-
ارادة الشعب بين الدعا ية والمزايدات !!! هل سنرى برنامجا اقت
...
-
التراجيد يا والكوارث الوطنية -مأساة تصنعها اليوم كيانات سياس
...
-
ما ذا بعد الا نتخا با ت 3 ؟ رسالة الى الحكومة العراقية القا
...
-
ماذا بعد الانتخابات؟ ( 2 ): رسالة الى الحكومة العراقية القاد
...
-
ماذا بعد الانتخابات؟
-
الشعب العراقي على حق حين يشكو من التخلف الاقتصادي
-
الصلابة في مواقف الحكومة هي الطريق لكسب احترام العا لم للعر
...
-
على الائتلاف الوطني ان يترفع عن الخداع الاعلامي بدافع الانتخ
...
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: معبر رفح لن يُفتح إذا تكررت -الفوضى- م
...
-
أمريكي ينتشل أجزاء من طائرة منكوبة تحطمت في نهر بواشنطن
-
كيم جونغ أون غاضب ويحاسِب.. إقالة عشرات المسؤولين تورّطوا في
...
-
واتساب يتصدّى لعملية تجسس واسعة استهدفت صحافيين وناشطين
-
الجيش الاسرائيلي يعلن تعرض قواته لإطلاق نار داخل سوريا
-
ترامب يتعهد بالحديث مع بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا
-
ترامب: الأردن ومصر سيستقبلان سكانا من غزة
-
-الشبكة- يرصد أثر مشاهد تسليم أسرى الاحتلال على البريميرليغ
...
-
نادى الأسير يكشف عدد الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم السبت
-
ترامب يكرر تصريحه عن -تهجير- سكان من غزة إلى مصر والأردن
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|