أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - من سيدفع الثمن














المزيد.....


من سيدفع الثمن


حافظ آل بشارة

الحوار المتمدن-العدد: 3241 - 2011 / 1 / 9 - 11:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من سيدفع الثمن ؟ / حافظ آل بشارة
اصبح للوضع السياسي في العراق مايميزه كثيرا عن غيره من بلدان العالم ، فهناك حالة من التحسن السريع ثم الانهيار السريع في ظواهر عديدة ، المزاجية والتقلب والتغيير المفاجئ وعدم الثبات على حال وعدم القدرة على التنبؤ بالاحداث أو التنبؤ بشيء وحدوث شيء غيره صفة غالبة . الديمقراطية العراقية سريعة الايقاع وتسوط القوم سوط القدر فتجعل الاعلون اسافل والاسافل اعلون ، وتقدم وتؤخر في ضربات سريعة ، الديمقراطية تمنع الحكام من الالتصاق الى كراسيهم ، الا ان الحدث العراقي سجل تقلبات خاطفة لم تحصل في الانظمة الديمقراطية ، بعضهم يحظى بولايتين ليكمل ثماني سنوات ولكن البعض الآخر ينال ولاية واحدة والمغضوب عليهم ولايتهم اقصر (كلعقة الكلب انفه) وهو وصف امير المؤمنين (ع) خلافة مروان بن الحكم ، الرجل يتقلب وسط جيش جرار من رجال الحماية والسيارات المضللة وغدا يأتي لوحده خائفا يترقب لا حشم ولا خدم ولا اضواء ولا كامرات ، التقلب يشمل كل شيء فبينما الأمن قائم والاطفال يلعبون والعوائل تملا الحدائق والشوارع مفتوحة تقع المفاجئة كمزنة الربيع فتكفهر الوجوه وتغلق الطرق ويختفي الناس وتخلو الشوارع من المارة وتحزن الحدائق ثم تصحو على اكوام القمامة ، هنا يبدو كل شيء كاذبا ومزيفا وغير موثوق وغير مضمون وعرضة للزوال ، رجل محترم يتحدث عن مكانته ومشاريعه ويملا المكان بتصريحاته وحضوره لكنه يختفي فجأة ويتحول الى ذكرى لسبب بسيط وهو ان شهادته كانت مزورة فهو هارب من الخجل ولأنه مطلوب للقضاء ، ولكن هذا التقلب يأخذ طابعا مؤلما في المناطق الساخنة التي تعتبر حقول عمل متناوبة للارهاب والجريمة المنظمة ، ففي أحد أحياء بغداد كانت رسائل التهديد تصل الى الاهالي على خلفية طائفية ومنهم من هجر منزله ومنهم من اصر على البقاء وقد اصيب الفريقان بقلق شديد فهم يحسبون كل صيحة عليهم وكل اطلاقة باتجاههم ، ويعدون كل صوت قوي عبوة تنفجر ، حتى شنت الحملة الامنية في بغداد سنة 2007 فعاد الأمن واصبح الارهابيون بين معتقل وهارب فكان الناس بعدها يجددون عشرتهم القديمة ويؤكدون اخوانياتهم السابقة ، ولكن في هذه الايام عادت التهديدات السابقة تقض مضاجع بعض العوائل بالطريقة نفسها فيكتبون على ابواب منازلهم انهم مطلوبون ، عادت مشاعر القلق تفترس ابناء ذلك الحي وهم عائدون توا من التهجير القسري ، حالة التقلب السريع في الاحوال تضع حياة الناس على كف عفريت ، التأخر في تعيين الوزراء الأمنيين وعودة الابتزاز السياسي كلها عوامل تساعد على مضاعفة الاخطار وتدمير المنجزات السابقة وخسارة كل امتياز حققته القوات الأمنية والخسارة هنا ليست شيئا عابرا لانها تترجم الى دماء وتضحيات وجهود ووقت ومال ، مرة اخرى يستغيث الناس بمجلس النواب وهم كالمستغيث من الرمضاء بالنار يطالبونه بقول كلمته وليس لديه اي كلمة ، ضحايا الامس يدفعون الثمن مجددا ويواجهون الارهاب لوحدهم في قلب بغداد .



#حافظ_آل_بشارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمة الامن والنظافة
- قبل وبعد أزمة النص
- الاعلام وهموم التنمية الثقافية
- الحكومة في الميزان
- جاءت الحكومة فاين البرنامج
- مصادرة المثال وانهيار المصداقية
- حل سحري باستخدام الديكور
- حكومة الوزارات المختلقة
- الفنون والآداب في واد آخر
- مقال
- العراق وأزمة الهوية


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حافظ آل بشارة - من سيدفع الثمن