أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصارعبدالله - أسئلة الكارثة














المزيد.....


أسئلة الكارثة


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3240 - 2011 / 1 / 8 - 18:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد كارثة رأس السنة،..ثمة أسئلة كثيرة يتعين علينا أن نلتمس إجابة عليها ونحن نواصل طريقنا نحو مستقبلنا الذى أصبح بعدها ملفوفا بالهواجس والمخاوف ، وأول هذه التساؤلات يتعلق بالحصاد النهائى للكارثة فى مجال الموقف النفسى للمسلمين والأقباط : كل نحو الآخر، وهل كان هذا الحصاد إيجابيا فى محصلته النهائية بفضل ما أبداه الكثيرون من المسلمين المصريين من التعاطف الحقيقى مع إخوانهم والذى وصل إلى حد المطالبة بتشكيل دروع بشرية لحماية الكنائس، بل لقد قام الآلاف بتشكيلها فعلا ليلة الإحتفال بأعياد الميلاد ، أم أن هذا الحصاد فى محصلته النهائية كان سلبيا من خلال ما أدت إليه الكارثة من إثارة مواجع متراكمة للأقباط دأبت على تغذيتها من قبل عوامل داخلية وخارجية كثيرة، وهو ما تجلى فى سلوك عناصر قبطية متشنجة وصل التشنج ببعضها إلى حد أنها قد تعاملت مع وفود المعزّين كما لو كانوا شركاء فى الجريمة، رغم أن هؤلاء المعزين هم ـ بمعنى ما ـ مثل كل المصريين من بين ضحاياها ؟؟ وهذا التساؤل رغم أهميته ليس بوسعنا أن نجيب عليه إجابة دقيقة، ذلك أن مصر للأسف الشديد ليس فيها مؤسسات متخصصة فى قياس الرأى العام واتجاهاته تقوم بنشر نتائجها على الملأ ، فإذا ما تركنا هذا التساؤل قليلا وانتقلنا إلى تساؤل آخر مرتبط به وجدنا أنفسنا أمام السؤال الذى يطرح نفسه على كل بال ، وأعنى به ما هو احتمال تكرار الكارثة ؟؟ وإذا ما تكررت فأين ياترى سوف يكون التفجير القادم ؟؟ وهل سوف يصيب كنيسة أخرى أم مسجدا أم مولدا من الموالد؟؟ ، وماذا سوف يكون رد الفعل فى هذه الحالة : هل ستزداد حجم المظاهرالإيجاببية للتلاحم والتصميم على المواجهة المشتركة للإرهاب أم سيحدث العكس وتتسع الشروخ وتتعمق الفجوة ؟؟. .. ثم يبقى بعد ذلك السؤال الأهم وأعنى به : أما آن الأوان لوقفة حاسمة لا تتهرب من مواجهة المنابع الأولى للجراح، وبدلا من ذلك تحاول أن تقفل الطريق أمام قوى التطرف والتشنج فى كلا الجانبين : القبطى والإسلامى، و وبذلك تسد الذرائع التى قد تحاول أن تنفذ إلينا من خلالها القوى الخارجية المعادية . وإذا كان لى أن أذكر مثالا محددا لواحد من الجراح التى كانت وما زالت من أهم أسباب إيقاظ الفتنة بين الجانبين فإننى أشير إلى حالات المواطنين والمواطنات الذين يواجهون ظروفا مادية أو نفسية أو عاطفية قاسية ، والذين قد يتصورون فى لحظة معينة أن انتقالهم من ديانتهم كفيل بأن يقدم لهم البلسم الشافى مما يواجهونه ، وفجأة يجدون أنفسهم وقد أصبحوا أداة للتهليل والمفاخرة من هذا الجانب أو ذاك والتدليل على أن انتقالهم إلى الديانة الجديدة نصر مبين لتلك الديانة ودليل قاطع على أفضليتها ،... وما بين التهليل والجذب من هذا الجانب، وما بين الإنكار والتشبث من الجانب الآخر يضيع هؤلاء المواطنون التعساء ، وبدلا من أن يحلوا مشاكلهم النفسية الأصلية يجدون أنفسهم وقد حملوا عبئا نفسيا جديدا ، بينما الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى جميعها واقفة تتفرج عليهم وقد أصبحوا سلعة يزايد عليها الجانبان . ...أما آن الأوان للدولة أو لمؤسسات المجتمع المدنى أن تحتضن هذه الحالات الإنسانية وتتولاها بالرعاية والعناية ، وان تلتمس لها من الحلول ما يعين أصحابها على اجتياز أوضاعهم النفسية الصعبة ، فإذا ما اجتازوها فإنها ربما يحق لهم بعدئذ إذا شاءوا أن يدرسوا دراسة وافية ما تشاء من تعاليم الديانات المختلفة لكى يختاروا منها ما تطمئن إليه نفوسهم دون وصاية من أحد ودون تهليل أو ضجيج إعلامى. ، ثم.. أما آن الأوان للمؤسسات التعليمية والإعلامية أن تكرس حقيقة أراها بديهية إلى أقصى حد وهى أن أى إنسان فى هذه الدنيا يختار الديانة أو الطائفة التى يجد عليها أبويه، ونادرا ما يتخلى عنها إلا لظروف قاهرة من المعاناة أو الإغراء أو الإغواء ، وأن أية ديانة فى هذا العالم هى وحدها الديانة المثلى من وجهة نظر أتباعها، وأن أية محاولة من جانب إنسان معين لإقناع أى إنسان آخر بأفضلية ديانته لا تختلف فى جوهرها عن محاولة إقناعه بأن أبويه أفضل شأنا، وأن من الأفضل له أن يعترف بذلك ـ رسميا إذا أمكن ـ ومثل هذه المحاولات لا تنتهى فى المعتاد بالإقناع ولكنها تنتهى غالبا بالإستفزاز والعداوة وإيقاظ الفتنة .
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجوه الغائبة
- فودة: حوارات وذكريات
- عن أساليب التزوير (2)
- عن أساليب التزوير (1)
- عن الحبر الفوسفورى
- ميساء آق بيق
- رأس المال والصحافة
- جداول الناخبين على الإنترنت
- عن رفت المحجوب(2)
- عن رفعت المحجوب (1)
- مصر الولادة
- عقيدة الآميش
- كذب الأخطبوط ولو صدق!!
- الأبنودى يتبرع بجسمه
- رحيق العمر
- عن المرأة والقضاء
- فيللا النقراشى باشا
- لابد من تشريع عاجل
- هزيمة وانتصار
- أحمد كامل ( 2)


المزيد.....




- كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
- طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21 ...
- ” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ ...
- 21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا ...
- 24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل ...
- قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با ...
- قائد الثورة الاسلامية:غزة الصغيرة ستتغلب على قوة عسكرية عظمى ...
- المشاركون في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يلتقون قائد الثو ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نصارعبدالله - أسئلة الكارثة