أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دنيا الأمل إسماعيل - صمت المقهورات / صوت














المزيد.....


صمت المقهورات / صوت


دنيا الأمل إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 970 - 2004 / 9 / 28 - 12:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في ذلك الصباح المر، استطاعت أن تعي جيداً، أي فقرد أصاب قلبها... وإلى أي وحدة سينتهي بها العمر... هكذا كانت تظن، أو هكذا حلمت ذات مساء حزين في شرفة حزينة ووحيدة مثلها....
في ذلك الصباح المر، مزقت كل الأوراق القديمة، وقرت أن تهب نفسها للنسيان الجميل، وأن تعيش، بلا زمن... بلا مكان،... ببساطة أن تعيش بلا قلب، غير أنّ قلبها خانها بعمق، كعادته الحميدة معها، استحسنت الأمر في البداية... أعجبها تغيرها المفاجيء... طريقة تعاطيها للحياة من جديد... لهفتها على الكسب المشروع للحظات فرح قصيرة...
ملأتها الدنيا برحيقها، أحبت فعاشت، فعشقت حتى النخاع... حتى تلك الكائنات الصغيرة التي تنفر منها وتهابها في الوقت نفسه.
جديداً أصبح قلبها، نسى جرحه القديم، وأوراقه القديمة، وبدأت تكتب أوراقاً جديدة، لقصة جديدة، أقنعت نفسها بأنها مغايرة، وبأنها خلاصة ألمها في حياة لا تعترف بتميزها. أعطته الحب والوقت والمال، أنفقت بسخاء في سبيل فرح مدفوع الثمن، بتعب طويل وعمر لم يحفظه لها أحد... أنفقت وأعطت عطاءً لا منّة فيه ولا تجريح...
لكن ذلك الصباح المر لم يكن عابراً، كان صباحاً مراوغاً، احتال على حاجتها الإنسانية لمحبة مميزة، ومعطاءة لمحبة لا حسابات فيها سوى حسابات القلب والوجدان،
... لم يكن عابراً ذلك الصباح المر، كان قدرها... أن تعيش صباحات موبوءة بالفقد والخسران، موصومة بعار عطائها بلا حدود، سوى حدود الروح،... ذهب المال رخيصاً كما العمر في لحظة كأنها دهر، في دهر كلحظة، لكنها كانت –على وهم منها- لا تصدق، تسمح لعينيها بالذهول، ولشفتيها ببراح الدهشة، ولدم الكلمات تنزف على جسد يئن من ثقل الوحدة.
لم يكن مالها ما ذهب، كان عمرها الذي ادخرته لحبيب خائن، وحبٍ مشفوعٍ بالهزيمة... هل أحبها حقاً، هل عرف أي قلب رهيف تحمله، أية ورود زرعتها في حدائق أوهامها... هل عرفها أم تراءى له/لها.
كيف يفّصل المال أحبابه... كيف يدلهم على طريقه الملعونة بجنة زائفة.
مشاعرها لم تكن زائفة، قلبها ليس زائفاً، ولا هي كائن زائف... كانت صادقة وحالمة إلى حد الموت ربما، ... لكنها كانت هي بلا رتوش، أو نفاقات صغيرة وكبيرة، كانت هي بمحبتها وتأففها ومشاحناتها. ولأنها هي، تريد الآن أن تترك الحياة بصمت لا رحمة فيه... صمت المقهورات أمثالها وأمثالي.



#دنيا_الأمل_إسماعيل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغطية الإعلامية لدور المرأة في الانتفاضة
- الأسيرات الفلسطينيات
- الإصلاح... الإصلاح... فليحيا الإصلاح
- الشباب الفلسطيني والقيم والثقافة
- فتحية التي هدموا منزلها للمرة الثالثة:
- سعاد وجيش الاحتلال
- هامشية المرأة/هامشية الصحافة
- المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية بين الشكل والمضمون
- أثر العنف ضد المرأة على الحق في الصحة الإنجابية
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - دنيا الأمل إسماعيل - صمت المقهورات / صوت