أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسان الجمالي - مسيحيو الشرق ودموع التماسيح














المزيد.....

مسيحيو الشرق ودموع التماسيح


حسان الجمالي

الحوار المتمدن-العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6 - 23:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مسيحيو الشرق ودموع التماسيح

حسان الجمالي

لا تسقط ورقة واحدة من شجرة إلا بمعرفة الشجرة كلها

جبران خليل جبران


أثارت الجرائم الأخيرة التي ارتكبت في العراق ومصر والتي سببت مقتل عشرات المسيحيين الذين كانوا يؤدون واجباتهم الدينية داخل كنائسهم٬ موجة استنكار صاخبة تردد دون ملل بأن الإسلام بريء من أولئك الإرهابيين الذين ارتكبوا تلك الجرائم. وكانت كذلك مناسبة لتذكير الناسين أو المتناسين٬ وما أكثرهم٬ أن الإسلام دين تسامح ومحبة وأنه يحترم أهل الكتاب ويعترف بكتبهم وبرسلهم٬ بالإضافة إلى مقولات شبيهة ينفضون عنها الغبار في مناسبات كهذه.

كلام سهل لا يكلف شيئا ويمنحنا نحن المسلمين راحة واطمئنان أهل الكهف٬ ويريحنا من القلق الدائم الموجع الذي يصيب الحريصين على مواجهة الذات ورؤية عوراتهم في المرآة.

في نفس الوقت نمارس بهلوانية فكرية أتقنا فنونها (من الإفراط في الممارسة) متجاهلين٬ لا أقوال بن لادن٬ ولكن محتويات كتبنا الدينية المدرسية وخطب كثيرين من شيوخنا في الجوامع ودروس «الوسطي» القرضاوي على قناة الجزيرة وآخرين على فضائيات أخرى والتي تردد دون كلل أو ملل أن المسيحيين مشركين بالله (بسبب ثالوثهم المقدس) وأن اليهود أحفاد القردة والخنازير وأن الدين الوحيد الصحيح الذي لم يخضع كتابه المقدس للتحريف وعبث العابثين هو الإسلام الذي هو وحده دين السماء الرسمي٬ تماما مئل دين الدولة أو دين رئيسها في معظم بلدان التقوى.

وما أسهل أن ندعي أن لا علاقة للمذابح الطائفية بأفكار الذين يصرون على أسلمه الدولة و تطبيق الشريعة«الإلهية » ويرفضون المساواة بين المواطنين ناهيك٬ لا سمح الله٬ عن مساواة المرأة بالرجل!
وكم من المألوف أن يتنصل من المسؤولية أولئك الذين يرفضون الزواج المدني والقوانين المدنية ويتهمون من يطالب بها على أنه علماني كافر.
أصوات المدافعين اليوم عن المسيحيين مشبوهة ولا مصداقية لها لأنها جاءت بعد فوات الأوان. منذ سنوات يتعرض المسيحيون للاعتداء٬ بسبب الرسوم الكاريكاتورية أو بحجج أخرى. وكنا ساكتين.
قتل من قتل من صائبة العراق ودمرت بيوتهم وتشرد معظمهم ونحن ساكتون.
لم نتحرك يوما من أجل حماية أكراد العراق من المأسوف عليه صدام.
كما لم نتحرك حتى لتقديم المساعدات الإنسانية لأهل الدارفور. ذلك أن السلوك العربي العنصري مقبول على أساس تفوق العنصر العربي٬ والتمييز ضد الأقباط في مصر مشروع باسم تطبيق الشريعة على أهل الذمة.
وما زال التحول من الإسلام إلى المسيحية جريمة من المغرب حتى السعودية. وفي الباكستان يحكم على الكافر بالموت وقد ينفذ حكم الإعدام هناك بحق امرأة في الأيام القادمة٬ ولن ينقذها من الموت سوى استنفار الغرب الصليبي الكافر الذي أنقذ سكينة الإيرانية « الزانية » من الرجم.
الادعاء أن المسؤولية تقع على الإرهابيين والمتطرفين وحدهم فيه كثير من الكذب والنفاق حتى لا نصفه بالدعارة الفكرية. ليس بن لادن هو الذي فرض الإسلام كدين دولة والذي وضع في الدساتير مواد تميز بين مواطني الوطن الواحد. وليس بن لادن هو الذي فرض على الدول الإسلامية وضع تحفظات على مواثيق الأمم المتحدة في قضايا حقوق المرأة والطفل خاصة وحقوق الإنسان عامة. يكفي أن رجل قانون سوري صرح٬ مأخوذا بحميته الدينية٬ أن النصوص المعترض عليها في قوانين الأحوال الشخصية٬ طالما أنها مستمدة من أحكام الشريعة٬ فستبقى نقدسها ونجلها ونطبقها٬ حتى لو خالفت الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود الدولية بما فيها حقوق الطفل!

اليوم الذي نعترف فيه أن مشكلتنا هي مع الحرية والتعددية ودولة المواطنة وحقوق المرأة نضع فيه قدمنا اليمنى أو اليسرى على بداية طريق الحرية وكرامة الإنسان. وهو نفس الطريق الذي سيؤدي إلى تحرير الإسلام من قيود الفقه ومن أثقال الشريعة.



#حسان_الجمالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسان الجمالي - مسيحيو الشرق ودموع التماسيح