بريد لرجال غزة

دينا الطائي

الحوار المتمدن-العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6 - 00:06
المحور: الادب والفن
    

بريد لرجال غزة

ضجيج الأخبار عن غزة ..
يفزعنا ..
يرعبنا مرأى الدماء ..

عام مضى ولم نقرع الطبول ..
فقطاع الطرق ..
وملوك الدجل لدينا يحكمون ..
شعوبنا تسكر بالبترول ..
رجالنا بنصف عقل ..
شبابنا أعرج ..
ونساءنا ينجبن ضفادع مفقوءة العيون ..

ستون عاما مضى ..
ولم نقرع الطبول ..
نجلس على أرصفة الأمم ..
نشحذ الحليب والرز ..
نشحذ خبز العدل من بين أنياب الذئاب ..
نشحذ الذل والصابون !!
ونشكي عذابنا للخالق التواب ..

ستون عاما مضى ..
وبلادنا مصيدة ..
ونحن كالفئران ..
فالعدل لدينا لا يعرفه ..
سوى الملك ..
والأمير ..
والسلطان ..
في بلادنا ..
يسقط كل شئ ..
يسقط كل شئ ..
الشعر ..
النثر ..
والنجم .. والإنسان ..

ستون عاما مضى ..
ووجه أمتنا شاحب اللون ..
وهواءنا يملأه العفن ..
فالقدس سرقت ..
و بغداد سقطت ..
و الضاحية الجنوبية سحقت ..
وجيوشهم تخرج من الخليج ..
من غرف النوم في الخليج ..
ونشير بأصابع تمطر دما ..
إيران هي السبب !!

ستون عاما مضى ..
وكلنا في أنظار حكامنا ..
نعاج ..
وخراف .. وأكياس طحين ..
نباع باليورو ..
بالدولار ..
وتحرق ملفات القضية ..
لنكون يوما قطيع لاجئين ..

ستون عاما مضى ..
ولازلنا نبحث في الظلام عن قبور ..
فنار القدس ..
وحريقكم ..
سوى قناديل تضئ لنا الطريق ..

ستون عاما مضى ..
وسيف إسرائيل في بيوتنا ..
في غرف نومنا ..
في ظهورنا ..
وفلسطين امرأة مباحة ..
أفلا تشكرون ؟!!

ستون عاما مضى ..
ونحن مسطولون دائخون ..
لا تقلقوا علينا !!
فأخبارنا عادية جدا ..
وحالنا على خير ما يكون ..
فقاتنا ..
وجمر النراجيل ..
وطبلنا .. وزهرنا ..
وأفيوننا ..
على خير ما يكون ..
نتسلى بإمرأة ..
إسمها ديمقراطية – وهبوها لنا –
نشتري لها الفودكا من البيت الأبيض ..
ونهديها أسهما في الخليج ..
ونسهر معها ..
تارة في شرم الشيخ ..
وتارة في تل أبيب ..

ستون عاما مضى ..
ولم نقرع الطبول ..
فدعمنا لكم محض افتراء ..
وما تبثه فضائياتنا هراء ..
وحواراتنا السياسية رياء في رياء ..
نحن شعب يجيد الرقص على أشلاءكم ..
لا يجيد البكاء ..
ضميرنا موبوء ..
شار بكم بأسواق الهوى ..
يباع ..
ماضينا برئ منا ..
ومجدنا أكذوبة تذاع ..
حاضرنا قردة وكلاب مسعورة ..
ونعاج تلعق أيادي السلاطين والأمراء ..

ألف عام يمر ..
ألف عام يمر ..
ولن نقرع الطبول ..
لتيأسوا منا ..
أنتم رجال الحق ..
ونحن إبليس بملامح إنسان ..

مارس 2010
دينا الطائي

#دينا_الطائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات