روجيه عوطة
الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 18:44
المحور:
الادب والفن
فتحت الثلاجة،
وضبت كل الأشياء في مكانها..
حبوب الحمص المسلوقة في كيس،
الكوسا الخضراء في كيس،
الفاصولياء العريضة في كيس،
البندورة الزرقاء، بقربها بازبلاء تنتظر نضوجها،
متكأة على خاصرة زجاجة كحول تناست أن للجالسين في المنزل أفواه تشرب من كثرة الضجر والملامة،
ثم وضعت الجبنة-
الجبنة التي اشتريناها بفعل غباءنا الفرنسي-
فلا البقرة ضحكت ولا نحن ارتفعنا الى القمم الحمراء.
وضبت كل شيء،
حتى أنني حشرت موتي في كيس بلاستيكي
مع بعض حبوب الليكزوتانيل للحفاظ على إشعاعاته غير المضرة.
كل شيء أصبح في الثلاجة،
العاطفة واللبنة،
التنفس والحليب،
الوقت والزيت،
الضحك ومعلبات التونا،
الحقارة والكاتشب،
قلق الغد من اليوم،
الخردل والحزن،
المايونيز والفرح،
كل هذا الى الثلاجة
والزيتون الى سلة المهملات.
...
وأنا أقلي البطاطا
تخيلت وجهك في المقلاة،
غليان الزيت،
عيون تفقع،
جلد يذوب،
كدمات بنية على وجنتيك،
وفمك يملأه الأميدون وينتفخ،
كل ذلك وأنا أقلي البطاطا فماذا عن الباذنجان؟!
...
عواطفنا الباردة رميناها في المقلاة فكان الحزن.
...
مرآة متشققة رمت نفسها في ماء يغلي: فقاعات ضحكاتنا الفارغة تغيظ زجاج مطبخنا.
#روجيه_عوطة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟