دروس التاريخ

مارا الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 3237 - 2011 / 1 / 5 - 12:48
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

دروس التاريخ
قبل اكثر من ثلاثين عاما .....وقبل امتحان درس التاريخ…… نصحتنا مدرسة التاريخ ان نحفظ تاريخ يوم الحدث ...... واشخاص الحدث ..... ومكان الحدث من اجل ان لا تحفظوا اكثر من المطلوب.
قالت : اي عندما تقرأون درس الحرب العالمية الثانية ..... احفظوا يوم بداية الحرب ونهايتها ..... وقادة الحرب آنذاك ..... والمدن التي شاركت فعليا في الحرب.
فقلنا لها : ماذا عن الحدث نفسه ؟
قالت : قراءة التاريخ تتغير حسب الزمان والمكان.
قلنا : كيف والحدث هو نفسه في اي زمان واي مكان ..... ابتسمت المدرسة الذكية وقالت : يوما ما ستفهمون ما اعني .
كلما اقرأ التاريخ ...خاصة التاريخ العربي الاسلامي ....افهم جليا ما كانت تقصده مدرستنا التي سبقت زمانها في فهم التاريخ.
نقرأ في فصل الفتوحات الاسلامية : قام القائد العربي المسلم فلان الفلاني .. بفتح المدينة الفلانية .... بأمر من الخليفة الفلاني.
ومن بعدها يبدأ الدرس عن انجازات هذا القائد العربي المسلم عندما اصبح واليا لهذه المدينة.
طيب ..... كيف فتح هذا القائد هذه المدينة ؟ ماهي انواع الاسلحة التي استعملها ؟ كم يوما استمر الحصار على هذه المدينة؟ وهل استسلمت بسهولة ام لا ؟
بالتأكيد لم ينثر على رؤوس سكان المدينة ورودا ..... ولم يوزع الحلوى او النقود عليهم لاغرائهم في تسليم مدينتهم.
وبالتأكيد ..... كانت هناك مقاومة من قبل رجال هذه المدينة ..... ضد الجيش المسلم ..... فهو بالنسبة لهم مجرد قوات غازية جاءت من بعيد لتدمر حضارتهم .
هنا يبدأ السؤال : كم ألفا من الرجال تم قتلهم وابادتهم بواسطة جنود القائد العربي المسلم الى ان استسلمت المدينة بالكامل ؟
ماذا حصل لحاكم تلك المدينة وعائلته ؟
كم من النساء اغتصبت وسبيت اثناء الغزو ..... عفوا اقصد الفتح الاسلامي ؟
كم طفلا ولد مجهول الاب؟
كيف عاش سكان المدينة اول ايام الفتح ؟ وكيف حصنت النساء نفسها من الاذى ؟
هل سمح لهم بدفن موتاهم ؟ ام تعفنت في الطرق وداخل الاسوار؟







وسؤالي الاهم :
هل سيأتي يوم يكتب في كتاب التاريخ الذي يدرس كمنهج في مدارسنا عن الجانب المظلم للفتوحات الاسلامية ؟
هل سنعرف يوما ما وجهة نظر سكان المدينة التي تم فتحها على يد القادة العرب المسلمين ؟
ام ان الشعوب المهزومة لا يسمح لها بكتابة التاريخ
وتبقى كتابة التاريخ فقط ....... من حق الطرف المنتصر

#مارا_الصفار (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات