أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مناع النبواني - الوطن والمواطنة















المزيد.....

الوطن والمواطنة


مناع النبواني

الحوار المتمدن-العدد: 969 - 2004 / 9 / 27 - 11:34
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الوطن والمواطنة

- الوطن في اللغة –
جاء في كتاب _ لسان العرب _ لابن منظور ما يلي :
(( الوطن : المنزل الذي تقيم به ، وهو موطن الإنسان ، ومحله ، والجمع أوطان .
لكن المعجم المدرسي أورد تفصيلاً أكثر حيث جاء فيه :
- (( الوطن : مكان إقامة الإنسان ومقره ، إليه انتماؤه ، وُلِد فيه أم لم يولد )) .
- (( الوطن الأصلي : المكان الذي وُلد به الإنسان أو نشأ فيه .
- (( الوطني : الذي يتعلق بوطنه فيدافع عن حقوقه ويضحي من أجله )) .
- (( المواطن : الذي نشأ أو أقام معك في وطن واحد ، وساواك في الحقوق والواجبات )) .
الوطن عند العامّة والعشائر
الوطن عندهم هو (( الديرة )) . والجميع مطالبون بالدفاع عن هذه الديرة وحمايتها ورفع كرامتها ، ومن يخرج عن هذه الأعراف يسمى : (( خاين الديرة والعشيرة – البواق )) .
الوطن في السياسة والقانون
لقد ارتبط مفهوم الوطن بالدولة ، ولذلك فالوطن / الدولة هو منطقة جغرافية ذات حدود معروفة ، تمتلك حريتها كاملة ، يسكنها شعب حرّ ، تجمع بين أفراده رابطة ما ،أو عدة روابط تربطهم بهذا الوطن وتشدّهم إليه ، يسودها نظام حقوقي يضمن حقوقاً متساوية للجميع ، ويرتب واجبات متناسبة مع الجميع .
وعند فقدان أي ركن من هذه الأركان الثلاثة – ولو جزئياً – يصبح الوطن غير ذي كرامة ، ومنقوص السيادة ، سيان أكان الفقد بسبب من جهة خارجية أم من جهة داخلية .
أما المواطن :
فهو الشخص طبيعياً أو اعتبارياً ، الذي ينتمي لهذا الوطن ، يحافظ عليه ويحميه ، يعمل على تقدمه والنهوض به بكل ما يستطيع ، ومهما يحمل من أفكارٍ ومبادىءَ سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية .
ولاؤه للوطن وللوطن فقط ، و إلا فهو من الجاليات الأجنبية الموجودة في هذا الوطن لسبب أو لآخر .




الوطن في المفهوم الحضاري والإنساني – كما أراه :
الوطن هو الفضاء الرحب ، والمجال الحيوي الذي يمارس المواطن فيه نشاطه وحياته بكل حرية واختيار ، لا يمنعه أو يحول دون حركته أو تفكيره ، إلا الشعور الداخلي بأنه ليس وحيداً في هذا الوطن ، وإنما يوجد إلى جانبه مواطنون آخرون ، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات ، حيث يصبح الرادع الوحيد ، والقيد الأدبي الطوعي هو : (( تنتهي حريتك ، حيث تبدأ حرية الآخرين )) .
لا أريد التكلم عن الحقوق والواجبات ، حقوق المواطن في وطنه وحقوقه على وطنه ، وواجبات المواطن تجاه وطنه ، لأنها أصبحت أكثر من معروفة ، ولكني أريد التكلم عن كيف نمارس هذه الحقوق وتلك الواجبات .
يحصل المواطن على حقوقه من خلال النظام القانوني الذي يجب عليه وطنياً أن يحمي هذه الحقوق ويطورها ويعمل من أجل تقديمها للمواطن وتوفيرها له بأيسر السبل وأسهلها ، لمجرد طلبها أو حتى بدون طلبها ، كذلك توفر الشروط الضرورية لأي منها ،دون تمييز بين مواطن وآخر .
ويؤدي المواطن واجباته طواعية ، من خلال مشاركته في الشأن العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، مشاركة فعالة ومنتجة وطنياً لا شخصياً فقط .
وقد ورد في الفقرة الرابعة من المنطلقات الأساسية للدستور الدائم للجمهورية العربية السورية – المقدمة – ما يلي :
(( الحرية حق مقدس والديمقراطية الشعبية هي الصيغة المثالية التي تكفل للمواطن ممارسة حريته التي تجعل منه إنساناً كريماً قادراً على العطاء والبناء ، قادراً على الدفاع عن الوطن الذي يعيش فيه ، قادراً على التضحية في سبيل الأمة التي ينتمي إليها ، وحرية الوطن لا يصونها إلا المواطنون الأحرار ، ولا تكتمل حرية المواطن إلا بتحرره الاقتصادي والاجتماعي )) .
فعلى المستوى السياسي ، أي التنظيمات السياسية – الأحزاب -
تؤدي الأحزاب السياسية واجبها الوطني عندما تتسابق وتتبارى ، وتختلف مع بعضها من أجل الوطن ، ولما فيه خدمة الوطن وتقدمه ، لا من أجل الوصول إلى مراكز السلطة ، لمنافع شخصية أو حزبية .
وحول ذلك يقول السيد (( مهدي دخل الله )) رئيس تحرير صحيفة البعث في مقالة له في ملحق صحيفة البعث الفكري – حوار – العدد /14/ تاريخ 3/11/2003 :
- (( والذي حصل هو أن جميع الأحزاب والحركات انشغلت تماماً بالصراع على السلطة ، واعتبرت السلطة هدفها المركزي ، فابتعدت بصورة متزايدة عن (( مهدها الطبيعي – المجتمع - )) .
- (( قبل نصف قرن كان مفهوم الحزبية في أرجاء العالم مفهوماً إيجابياً ، يشير إلى الالتزام بالخير العام ، وحسب توجهات نظرية معينة )) وإلى التضحية والعمل من أجل الناس، أما اليوم ، فهل هناك مجتمع واحد في العالم مازال ينظر نظرة إيجابية إلى الحزبية ؟ )) .
- كان المنطلق الفكري الذي قامت عليه الأحزاب والحركات هو اعتبار السلطة أداة لتحسين البنية المجتمعية ، وتعزيز التحرك الاجتماعي عبر إطلاق طاقات الناس وقدراتها ، لكن الأداة تحولت إلى هدف ، وتحول الهدف – المجتمع – إلى أداة للحفاظ على السلطة )) .
أما الدكتور منيف الرزاز فيقول في كتابه – التجربة المرة – ص /306 / :
-(( وليس في الوطن العربي كله حزب واحد أو حركة واحدة يمكن أن تدعي لنفسها أنها تحتكر الحركة القومية اليسارية ،ولقد أضاع اليسار القومي فرصاً ثمينة جداً بتقديمه التنافس والنزاع بين أحزابه وتنظيماته المختلفة ، على تعاونه ، وفتح بذلك المجال واسعاً أمام الرجعية العربية )) .
-أما الدكتور مطانيوس حبيب فيوضح الأمر بشكل أكثر في مقال له منشور في ملحق البعث الإداري – العدد /3/ ص-3- تاريخ 17/11/2003 . إذ يقول :
-(( من المبادئ الوطنية أيضاً أن الوطن لجميع أبنائه ، فلقد قال الرئيس الراحل حافظ الأسد (( ليس لأحد أن يدّعي ملكية الوطن منفرداً ، فالوطن ملكية مشتركة تعود خيراته للجميع وتقع حمايته والدفاع عنه واجباً على الجميع ، والقاعدة التي يجب تطبيقها هي (( يجب أن يكون الوطن للجميع حتى يكون الجميع للوطن )) وعكسها أيضاً صحيح ، أي إذا لم يكن الجميع للوطن فلن يكون الوطن للجميع ، بكلام آخر إن الموالاة والمعارضة يجب أن يكون هدفها واحداً هو رفع شأن الوطن ، وتحسين واقعه وزيادة خيراته )) .
وفي الصفحة الخامسة يقول : (( فالانتماء الأعلى هو المواطنة ، وكل الانتماءات الأخرى من حزبية وطائفية وقبلية وعشائرية أو جهويّة ، كلها انتماءات صغرى يجب ألاّ تعطي أية مزيّة لأصحابها . وإذا لم يكن ممكناً صهرها في بوتقة الوطن ، فلا يجوز على الإطلاق أن تكون أداة تمييز بين المواطنين في تولّي المهام الإدارية ، أو وسيلة للحصول على مكاسب أكبر في الثروة الوطنية .
متى يكون الوطن وطناً ؟
حتى يكون الوطن وطناً ، يجب أن يكون مصدراً لعزّة نفسه وعزّة مواطنيه ، يجب أن يملك كلّ أسباب العزة والمنعة ، وقد أعدّ العدّة للحاضر والمستقبل عملاً بقول القرآن العظيم : ((وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ الله وعدوكم )) .
هذه الآية تحضّ جميع المواطنين قادة وشعوباً ، بل تأمرهم أن يسارعوا وبكل الوسائل للحصول على القوة
التي تقوّي الوطن وترهب الأعداء .
مفهوم القوة لا يعني السلاح بكافة أنواعه فقط ، وإنما يعني السلاح ، والاقتصاد ، والسياسة ، والعلاقات الداخلية والخارجية على السواء ، كذلك قوة المواطن ،ليس المقصود بقوة المواطن ، القوة الجسدية فقط ، وإنما قوته الثقافية والاقتصادية والسياسية والعلمية .
إن قوة الوطن من قوة مواطنيه ، والعكس ليس صحيحاً ، وأكبر مثال على ذلك ، الاتحاد السوفييتي سابقاً . فلقد كان قويّاً بنفسه لا بمواطنيه .
وكذلك العراق سابقاً أيضاً ، ففي الحالتين كان المواطن مغيّباً مقهوراً .
قوة الوطن تكمن في سيادة الحرية ، سيادة القانون الذي تضعه ، ويُذلّ الوطن بغياب الحرية وغياب القانون .
قوة الوطن تتمثّل في جهة الولاء ، ولاء المواطن ، فحينما يكون الولاء كل الولاء للوطن والحرية ، يكون الوطن قويا?ً مهاباً ، وعندما يصبح الولاء للحزب أو للدِّين أو المذهب أو لشخص الحاكم ، أو العشيرة ، يضعف الوطن ويضيع . والمثالان السابقان خير دليل على صحة ذلك .
وهنا يحضرني قول ممثل الحق العام العسكري الفرنسي في محاكمة الضابط الفرنسي اليهودي الخائن – درايفوس – عندما سأله قائده : ألم تثر الفتنة بين اليهود والمسيحيين في فرنسا بما ذكرته في مرافعتك ضد درايفوس ، أليست إثارة الفتنة مثل الخيانة ؟
أتدرون بما أجاب ؟ لقد أجاب : (( إن فرنسا فوق مذاهبها يا سيدي )) . فمتى تصبح العروبة فوق مذاهبها يا ترى ؟ .
عندما يكون الولاء للوطن يتبارى الجميع في تقديم أكبر وأفضل إنتاج ، وهذا بدوره يؤدي إلى الإبداع والإتقان في كل شيء ، وتحلو التضحية بالنفس والمال .
أما عندما يكون الولاء لغير الوطن ، طوعاً أو كرهاً ، تضعف الهمم ، وتختفي فرص الإتقان والإبداع ، وتغيب التضحية حتى بأبخس الأشياء ، وينتشر التواكل ، ويتجذّر الفساد والمحسوبية ، ويزداد عدد المرتزقة واللصوص والوصوليين الذين يتسابقون لتأدية فروض الطاعة الكاذبة ،ولا يهمهم في ذلك لا الوطن ولا المواطن ، وإنما جلّ همهم مصالحهم الشخصية ، ولو أدى ذلك إلى تدمير الوطن والمواطن وإذلالهما.



كيف نجعل وطننا قوياً
نؤكد على ما قدمناه سابقاً (( قوة الوطن من قوة مواطنيه وليس العكس )) .
ولذلك يصبح السؤال : متى يكون المواطن قوياً ؟! .
قوة المواطن حسبما أراه – وعسى ألاّ أكون مخطئاً – تتمثل في الحالات التالية :
1 – الكرامة والعزّة : وتتجلى كرامة المواطن وعزّته بما يتمتع به من حرية التفكير والاعتقاد ، وحرية القول والعمل داخل حدود الوطن ، وبالمشاركة الحرّة في اختيار المسؤولين ومراقبتهم للوصول لمحاسبتهم أصولاً، ثواباً أم عقاباً .
بالمشاركة الجادة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية والثقافية .
2 - ضمان المستقبل : ويتجلى هذا في تأمين العمل والتأمين الصحي ، وتأمين الشيخوخة وتامين الأولاد – الأجيال – وبشكل عام ، أن ينحصر تفكير المواطن بالشأن العام ، لا بالشأن الشخصي أو الأسري ، وهنا تحضرني قصة قرأتها تقول : (( في إحدى أماسي الشتاء القارسة ، سئل فقير معدم ، ليس لديه ما يتدفّأ به مع عياله ، هل تصلي ؟ فأجاب : إن البرد لشديد )) .
يا ترى ماذا تكون إجابة أي مواطن عربي فقير هذه الأيام ، إذا سئل : هل تدافع عن وطنك ؟ حتماً سيكون الجواب : إن الجوع يثبط الهمم .
الوطن والمواطن في الواقع العربي الماضي والحاضر :
لم يتطرّق القانون ولا الفكر السياسي – على حد إطلاعي – إلى مفهوم الوطن كوطن ، ولا إلى مفهوم المواطن كمواطن .
الجميع تحدّثوا عن الأمة / الدولة – الفرد / الشعب . وشتان ما بين مفهوم الدولة والفرد ، وبين مفهوم الوطن والمواطن .
الوطن غير الدولة . الدولة مفهوم مجرّد يشمل أرضاً ذات سيادة ، وشعباً حراً ، وسيادة قانون .
أما الوطن فهو حالة شعور وجدانية ، حالة انتماء وتفاعل تكونت في الماضي فاعلة في الحاضر ، وتتجه نحو المستقبل ، تعمل من أجل أن يبقى الوطن قوياً متماسكاً ، له مكانته بين الأوطان الأخرى . فالجنسية تكتسب بمرور خمس سنوات أو أقل أو أكثر على من يسكن الوطن ، أما المواطنة فهي غير ذلك تماماً .
الفكر الشيوعي قال : العامل ليس له وطن – مهما كان التفسير – وهذه أول فكرة على الساحة العربية تنفي وجود الوطن ، وتعفي العامل العربي بل تحرمه من شرف الانتماء وقدسية الدفاع ، وعندما ينتفي وجود الوطن ينتفي معه وجود المواطن .
الفكر القومي : تحدث عن الوطن العربي تخيلاً لا واقعاً ، الحقيقة : لا وجوداً فعلياً ولا عملياً لهذا الوطن .
الموجود هو حالة شعور وجداني عاطفي – أقول عاطفي فقط ، لم يترجمها أحد عملياً بشكل وطني صحيح حتى الآن .
الوطن والمواطنة سجادة بيتية يدوية ، يشكل الوطن فيها خيوط السداة ، والمواطنون خيوط اللحمة .
فهل الوطن العربي اليوم وطن لكل العرب ؟ لا . بل كلا وألف كلا .
إلى كم من الموافقات والتأشيرات والهويات وجوازات السفر يحتاج المواطن العربي حتى ينتقل من قطر عربي إلى قطر عربي آخر ؟!
نحن نعيش في مقاطعات متباعدة ، وليست متقاربة .
نحن نعيش في أكثر من اثنتين وعشرين مقاطعة ، وننقسم إلى أكثر من مائة وخمسين أمة متناحرة متقاتلة يكفّر بعضها البعض الآخر أو يخوّنه .
الإسلام – بضع وسبعون ملة ، المسيحية – إحدى عشرة طائفة – اليهود /3/ طوائف . هذا من حيث التقسيم الديني ، أما من حيث التقسيم الإثني / القومي / فلدينا :العربي- الكردي – الشركسي – الأرمني – البربري – الأمازيغي – الآشوري – الآرناؤوطي - ....... إلخ .
نحن لسنا بحالة وطن واحد ولسنا أمة واحدة .
هل صحيح أن عرين العروبة بيت حرام ؟
لا : ليس عرين العروبة بيت حرام ، إنه حلّ مستباح لكل مشتهٍ داخلياً أو خارجياً .
كيف يكون وطناً من تحكمه السلطة التسلطية التي لا تعرف إلاّ الطاعة العمياء ، نفّذ ثم نفّذ تم نفّذ .
فلم تعد مقبولة لديها حتى مقولة : نفّذ ثم اعترض . وبهذا الصدد يقول الدكتور – حليم بركات : (( والشعب مقهور في علاقاته بالدولة والآخر والمؤسسات العائلية والدينية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فتسيطر هي على كل حياته ، ولا يسيطر هو عليها ، ويعمل في خدمتها ولا تعمل في خدمته ، ويجد نفسه مضطراً للتكيّف مع واقعه بدلاً من العمل على تغييره )) . ويقول أيضاً : (( ففي ظل الأنظمة السلطوية يعيش الإنسان العربي على هامش الوجود والأحداث ، مستباحاً لمختلف المخاطر والاعتداءات ، قلقاً حذراً من احتمالات السقوط والفشل والتعرض للمخاطر )) .
ويتابع قائلاً : (( المجتمع العربي يعاني من حالة اغتراب عن ذاته ، وقد كشفت الانكسارات المتتالية عن عجزه عن مجابهة التحديات التاريخية ، كما كشفت عن هشاشة الحركات السياسية والاجتماعية وفشلها في تحقيق برامجها الخطابية ، ينطبق ذلك على الحركات السياسية الموالية للأنظمة ، كما ينطبق على من هو معارض لها )).
يكون الوطن وطناً عندما يصبح العلم للجميع ، والعمل للجميع ، الغذاء للجميع ، والدواء للجميع .
حيث يشعر المواطنون – جميع المواطنين – بعدم الخوف من المستقبل .
يصبح الوطن وطناً عندما يقف على قدم المساواة ، إن لم يحرز قصب السبق مع الأوطان الأخرى .
إمّا النصر ، وإمّا النصر . فليس للهزيمة مكان في قاموسه .
نسعى لإيجاد وطن يحتضن الجميع ، يحترم قومياتهم واعتقاداتهم بشكل متساوٍ على الصعيد الشخصي لكل منهم ضمن إطار الانتماء الشامل ، والانصهار والكلي في بوتقة الوطن العربي الواحد .
فمن كان مؤمناً بشيء فإيمانه لنفسه ، وليس للآخرين ، بحيث يصبح أكبر عيب في هذا الوطن : أن يسال المواطن أخاه المواطن : (( من أي بلد أنت ، أو لأي دين أو قومية تنتمي ؟ )) .
نسعى لخلق مواطن يبني ولا يهدم ، يقاوم ولا يساوم .
أمّا عن المواطنة :
فشتان ما بين المواطن ، والساكن في الوطن .
المواطنة لا تتمثل في اللغة و العادات والآلام والآمال التي ينضوي تحتها كل الساكنين في الوطن .
المواطنة ليست مجرد شعور بالانتماء فحسب .
المواطنة ترجمة عملية لكل ما سبق الحديث عنه .
المواطنة سلوك ليس يومياً مفروضاً فقط، وإنما هو مترافق مع كل ما يقوم به المواطن من فعاليات / طواعية / قولاً وعملاً من أجل رفعة الوطن وتقدمه .
كيف يكون مواطناً من يسرق أموال الوطن ؟ .
كيف يكون مواطناً من لا يحترم عمله ولا يتقنه أيضاً ؟ .
كيف يكون مواطناً من لا يحترم الوقت أو الاتفاق أو الوعد ؟ .
كيف يكون مواطناً من يساوم على حقوق المواطنين أو يهدرها من أجل مكسب دنيء مادي أو جنسي أو غير ذلك ؟ .
كيف يكون مواطناً من يرمي الأوساخ في الشارع العام ، أو يخرب الممتلكات العامة أو يكسر مصابيح الكهرباء في الشوارع أو الحدائق أو يقطف أزهار الحدائق العامة ؟ .
كيف يكون مواطناً من يقدم للمواطنين أطعمة سامة أو فاسدة ، صناعة أو تجارة ؟ .
كيف يكون مواطناً من يعمل قواداً على أعراض الآخرين وبالتالي على عرضه ؟ .
القواد على العرض هو بالضرورة قواد على الأرض أيضاً .
كيف يكون مواطناً من لم يعلن ولاءه للوطن وللوطن فقط ؟.
كيف يكون مواطناً من يخشى أن يناقش كل شيء حوله بحجة أنه مقدّس أو ممنوع ، أو عيب ؟ .
لقد صاغ العلاّمة المرجع محمد حسين فضل الله أعظم نظرية في فهم الحياة عندما قال : (( لا شيء مقدّس كل شيء قابل للنقاش )) .
يصبح الوطن وطناً عندما يثيب المجيد ، ويعاقب المسيء .
يحترم المبدع ، ويكافئ المجدّ .
يعطى فرصة للمقصّر ، ويتسامح عن المخطئ .
و إلاّ فهو ليس وطناً .

المحامي مناع النبواني



#مناع_النبواني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مناع النبواني - الوطن والمواطنة