|
لمصلحة من يذبح المسيحين
جورج حزبون
الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 11:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لمصلحة من يذبح المسيحيين
لا يمكن ان تكون تلك المذابح المستهدفة للمسيحيين بالشرق الاوسط الكبير والمنطقة العربية حالات فردية او حسب الروايات الرسمية / تدخلات خارجية / فالاستهداف في نيجيريا والسودان والعراق ولبنان ومصر والكثير من البلدان المحيطة ، البعض يرى في ذلك تطرفاً اسلاموياً ( قاعدياً ) واخرين يجدونه سلفياً جهادياً، غائب عن الوعي ومخطئاً في التفسير الديني ، وكان الناس حقل تجارب ، وان الاسلام مفوض على العالمين ، ولكن يضم بعض العقلاء والمتنورين . بعد خروج السوفيت من الصراع مع الامبريالية ودعوات العولمة ، وبعد الانهيار الاقتصادي الراهن ، وصراع على الاسواق ومصادر الطاقة ، يظل الشرق الاوسط المرسم أميركياً من افغانستان الى كافة الاقطار العربية اهم مواقع الصراع ، لما يضم من ثروات ، وجغرافيا ، وفي السنوات الاخيرة تجتاح هذه المنطقة ازمات لا تنفرد بها دولة دون الاخرى ، واغلبها تستعصي على الحل ، من دارفور الى لبنان والعراق وفلسطين ، والقائمة طويلة ، مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي اعلن زمن بوش لا زال قائما ، وحتى بيرس الرئيس الاسرائيلي الراهن وضع كتابا حول الشرق الاوسط الجديد ، وكان بن غوريون قد رسم لاسرائيل ثلاثة دوائر الاولى لاسرائيل دولة صناعية متطورة ثانيا ايدي عاملة عربية رخيصة ثالثا سوق عربي وشرق اوسطي واسع . حين تستدعي التاريخ ، فاننا نقرأ مع اقتراب انهيار الدولة العثمانية بدأت الدول الاستعمارية عبر قناصلها ، تفرض حمايات على الاقليات الدينية والاثنية ، فرنسا وضعت وصايتها على الكاثوليك وروسيا على الارثوذكس والالمان على اللوثرين وبريطانيا على الدروز وهكذا بدأت الاستعدادات للتقسيم و وراثة الدولة العثمانية ، ومراجعة الاتفاقيات والحروب الاقليمية في تلك الفترة من القرن السابع عشر والثامن عشر توضح تلك المقدمات للاستيلاء على الشرق الاوسط . لم تكن حينها أميركا قد وصلت الى حالتها الامبراطورية ، وحين استطاعات فقد وراثه كافة الدولة الاستعمارية ،وجدت ضرورة فرض رؤيتها على العالم، وفي عام 1953 عين إيزنهاور ( آلن دالس ) مديراً لـ CIA وكان شقيقه جون فوستر دالس وزيراً للخارجية ، وكانت بدايات الحرب الباردة وقررا التركيز على الدين وتجاسرا على الدين الاسلامي باعتباره الدين المركزي ليستخدم ضد الشيوعية ، وفي اول وثيقة توجيهية لاينزهاور يقول // ان منطقة الشرق الاوسط هي الوحيدة في العالم التي تعيش حالة انكشاف امام السوفيت ، وبداية يحب ترتيب سلام عربي إسرائيلي بعملية سماها ( اوميغا ) . وفي زيارته الاولى للشرق الاوسط لتسويق تلك الخطة قال في مطار القاهرة ان هذه البلاد تقوم على بجرين البترول والدين ... ومنذ ذلك الوقت وهو يستخدمون الدين وسيلة لتحقيق اهدافهم التي كات اهم تجلياتها في أفغانستان .وبعدهم قال برجنسكي : سنجعل اديانحم عبئا على شعوبهم .. بالتأكيد قد يؤذي ترويض الذئب مدربه احياناُ ، لكن العبرة بللنتائج ، فالحرب على الارهاب ، كنتيحة لاحداث 11 سبتمبر كانت فرصة للهيمنة وتحقيق اهداف امبريالية واقتصادية ومناطق نفوذ وهيمنة تحقق سياسية القطب الواحد ونهج شرق واسط جديد ، والتي تتحقق عبر تقسيم الشرق الاوسط الى دويلات دينية وعرقبة وقد بدء التفكير في ذلك لمناطق القبائل في افغانستان وباكستان وهو امر كان قد اشار له جورج تنيت- الرئيس السابق لــ CIA وهو يقول انها اخطر مناطق الارهاب في العالم ، وايضا الان السودان ثم دارفور وهكذا من غزة الى كابول وما بينهما ، حينها تسهل عملية الهيمنة والاستغلال ورسم عالم جديد بمواصفات الحرب الثالثة العالمية التي تجري (بالقطاعي ) حول العالم . ومنذ حضور نابليون الى مصر كانت هذه البلاد قاعدة وقلعة شامخة يجب اقتحامها ثم تسقط الثغور واحدة بعد الاخرى ، ثم تحرك محمد على ومحاولاته اقامة امبراطورية على انقاض العثمانية وتحرك أوروبا لمنعه ثم تحرك الحركة الصهيونية لعرض خدماتها لمنع اقامة مستقبليه لتلك الدولة وفضل أسيا عن إفريقيا ، كل هذا بقي في وجدان وذاكرة القوى الامبريالية التي تخطط اليوم لانهاء المشكلة ( الاسرائيلية ) وتقسيم العرب وتحقيق فرض امر واقع وتسهيل مهام الاحتواء بكل اشكاله . وعليه فان التعرض غير المبرر والغير مفهوم والاستعباطي للمسيحيين بالذبح وهدم كنائسهم مما يدفعهم اما للهجرة مما يضغط على العالم الذي لم يعد يتحمل ذلك بفعل ازمته المتفاقمة ، او الحرب الاهلية تتدخل فيها عبر الامم المتحدة قوى الهيمنة والاستعمار الجديد وتحقق بذلك اهدافها . ليست القاعدة سوى ذلك القرد الذي تمرد على سيده ، وليس التعرض الطائفي خدمة للاسلام بقدر ما هو عداء للاوطان ونقدمها وامن شعوبها ، وهذه الهجمات تحرف القوى الديمقراطية عن غاياتها وتفتح المجالات للعنف يصعب اغلاقها ، فالاسلام لا تؤذيه دور العبادة ولا اصحاب العقائد الاخرى طالما هم جميعاً موحدين ، ولكن تؤذيه التفرقة وضياع الاوطان و الحقوق ، ويا حبذا لو جهد هؤلاء القتلو لمواجهة الظلم واستعباد الشعوب بدل ان يفرضوا انفسهم جلاوزة على البشر بعناوين سماوية . ان الحطر على الاوطان وليس الاديان ، وعاى الجكومات ان تواجه تلك القوى الظلامية بعقلية المواطنه وليس التميز في التعامل - كما هو قائم - مما يشجع على رفض الاخر وقمعه على طريق ابادته او تهجيره .
#جورج_حزبون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحية لعمال سيدي بو زيد
-
عيد الميلاد وفهم الاخر
-
هجرة المسيحين او الغربة الوطنية
-
الثورة هي الحل
-
الفضائية حالة نضالية متقدمة
-
مراجعات نقدية
-
الانغلاق الفكري الديني
-
ثقافة الفكر السلفي العصبوي
-
الراهن الفلسطيني والخيارات
-
حول منع العمل واستهلاك منتج المستوطنات
-
لا زالت الطبقة العاملة قاطرة التاريخ
-
المفاوضات والمرحلة الراهنة
-
المفاوضات والاستيطان
-
الحركةالنقابية الفلسطينية تاريخ واقع افاق
-
الضمان الاجتماعي للعمال الفلسطينين
-
القضية الفلسطينية حتى لا ننسى
-
قراءة في التجربة الشيوعية الفلسطينية
-
اتسع الرتق على الراتق
-
المطلوب رؤية فلسطينية ثورية
-
وحدة الموقف ووحدة الهدف
المزيد.....
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
-
مستعمرون يقطعون أشجار زيتون غرب سلفيت
-
تسليم رهينتين في خان يونس.. ونشر فيديو ليهود وموزيس
-
بالفيديو.. تسليم أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يونس
-
الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وجادي
...
-
القناة 13 العبرية: وصول الاسيرين يهود وموسيس الى نقطة التسلي
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|