عدنان زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3236 - 2011 / 1 / 4 - 08:52
المحور:
الادب والفن
ما عادَ يَهُمُّني مَن أكونُ أنا ومَنْ تَكونٌ أنتْ
ما عادَ يَهُمّني مَن إخْتَرعَ لُغةَ الكلامِ ومَن إلتَزَمَ لغَةَ الصَمتْ
ما عادَ يَهُمّني مِنْ أيِّ زاوِيَةٍ تَأتي الرّيحُ/
ومِنْ أيَّ سَماءٍ يأتي المَطرْ
ما عادَ يَهُمّني مَتى يَحلُّ الظَلامُ هُنا/
ومِنْ أي جِهَةٍ يَأتي القَمرْ
ما عادَتْ تَهُمّني هَوِيَّةُ التِلفازِ ولا نَشْرَةُ الأخْبارِ ولا ألوانُ الصُوَرْ
ما عادَ يَهُمّني إنْ أشْرقتْ الشَمْسُ الآنَ أوْ نَطقَ الحَجَرْ
ما عادَ يَهُمُّني أيَّ حَرْبً كانتْ هُنا/
ومنْ هُزِمَ هُنا ومَنْ إنْتَصَرْ
ما عادَ يَهُمُّني مِنْ أيِّ قَلبٍ أقْلَعَتْ جارَتُنا/
وأيُّ مُتَيَّمٍ فيها الآنَ قَدْ كَفَرْ
ما عادَ يَهُمُّني بِأَيُّ أبْجَدِيَّةٍ أقْرأُ التَعاويذَ الآنَ/
والقَلبُ كانَ قَدْ إنْكَسَرْ
ما عادَ يَهُمُّني أيَّ هَزيمَةٍ أخْرى/
وقَدْ قامَتْ القِيامَةُ والحُلُمُ الجَميلُ قَدْ إندَثَرْ
ما عادَ يَهُمُّني مِنْ أيِّ قَبيلَةٍ جِئْتَ وفي أيَّ عَشيرَةٍ صِرّتَ/
وأَيُّ الغُزاةِ إلى مَضارِبِنا قَدْ حَضَرْ
ما عادَتْ يَهُمُّني أَيُّ الكُتبِ المُقَدّسَةِ تُدَفِّئُني/
والنّارُ صارَتْ بارِدَةً على روحّي بَعدَ أنْ رَحَلَ عَنْها البَشَرْ
ما عادَتْ يَهُمُّني مَنْ كَتَبَ التاريخَ ومَنْ زَوّرَ التَضاريسَ/
ومَنْ كَتبَ السِمفونِيَّةَ الأخيرَةَ ثُمّ إنْتحَرْ
ما عادَ يَهُمُّني مَنْ عَرَّفَ الحَرْبَ والسَلامَ والإرْهابَ/
وحَليبَ الأطْفالِ وبَقايا الصُوَرْ
ما عادَ يَهُمُّني مَنْ وضَعَ الأسْلاكَ الشائِكَةَ ورَسَمَ الحُدودَ/
وكَتَبَ الدَساتيرَ وأعْطى الرُتَبَ وحَقلَ ألْغامٍ ما إنْفَجَرْ
عدنان زيدان
#عدنان_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟