أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - راسم عبيدات - الإرهاب واحد من كنيسة البشارة الى كنيسة القديسين ..















المزيد.....

الإرهاب واحد من كنيسة البشارة الى كنيسة القديسين ..


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 19:53
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


....... ما يحدث وما يمارس في العراق ومصر من تعدي صارخ على المسيحيين العرب،حيث يتعرضون إلى حملة إرهاب ممنهجة ومنظمة تطال أرواحهم وممتلكاتهم وكنائسهم وأديرتهم وأماكن عبادتهم وحتى وجودهم،وبما يمكننا وصفه بأنها عمليات تطهير عرقي وقتل على الهوية،كما كان يحدث في لبنان أيام الحرب الأهلية منتصف السبعينات،والتي حصدت أرواح عشرات آلاف الأبرياء من مختلف الطوائف والمذاهب،وقوداً لحرب أرادها أمراء الطوائف والحروب،خدمة لأهدافهم ومصالحهم في ضرب عروبة وقومية ووحدة لبنان،وخدمة لأجندات ومصالح وأهداف أمريكية وإسرائيلية في المنطقة يقف على رأسها تصفية الوجود الفلسطيني ومقاومته على الأرض اللبنانية ،ونحن في قراءتنا لما يمارس من إرهاب بحق جزء صميمي من الأمة العربية،جزء له باع طويل في المشروعين الوطني السياسي والنهضوي الحضاري،علينا أن نقرأ الأمور بعيداً عن لغة العواطف والمشاعر،وأيضاً بلغة تقول أن مسألة الإدانات والاستنكارات والشعارات البراقة والطنانة عن الأخوة والوحدة الوطنية والتسامح هي الأخرى لم تعد كافية،بل لا بد من معالجات جدية وجذرية لا تقف أمام القشور والمظاهر،بل لابد من الغوص في الجذور وإجراء حوارات مجتمعية معمقة تمس جوهر العملية التعليمية والتربوية.
وبداية ما يجب علينا قوله أن الإرهاب والاستبداد يكملان بعضهما البعض،ففي كل الحالتين تجري عمليات القتل والذبح للفقراء من مختلف أبناء الطوائف والمذاهب والأثنيات خدمة لأجندات وأهداف أنظمة الاستبداد ودعاة سياسة الفوضى الخلاقة وأصحاب نظرية تصدير الديمقراطية من على ظهر الدبابات،وكذلك دعاة وحملة فكر الانغلاق والتشدد والتكفير والتخوين وامتلاك الحقيقة المطلقة،ورفض وجود الآخر وإقصاءه،وموظفي الدين عن جهل وتخلف خدمة لأهدافهم وأغراضهم.
فالجميع يدرك أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر/2001،وما رافقها من شن حرب شاملة على العرب والمسلمين واتهامهم بالإرهاب،وما أعقب تلك الحرب من عدوان إمبريالي تقوده الرأسمالية المتوحشة بقيادة المحافظين الجدد في واشنطن وتوابعها في دول أوروبا الغربية وتحديداً في بريطانيا وألمانيا،وما نجم عن ذلك من احتلال لأفغانستان والعراق،حيث رأى البعض أن المستهدف بذلك هو الإسلام كدين وعقيدة وان ما يجري في المنطقة هو حرب صليبية،وكرد فعل على ذلك قامت واستحدثت قوى ظلامية وإرهابية مغرقة في الانغلاق والتشدد وأخذت تقوم بعمليات قتل وإرهاب تحت يافطة الجهاد والتحرير والرد على الإرهاب الأمريكي والغربي،وفي عملياتها كانت تقوم بالقتل من أجل القتل،دون هدف واضح ومحدد،وإرهابها كان يطول المواطنين الأبرياء من مختلف طوائف ومذاهب وأثنيات البلد،وقد وجدت ضالتها في حالة الفوضى التي سادت العراق بعد احتلاله وما رافقها من اقتتال واحتراب طائفي شيعي- سني على السلطة،ناهيك عن الاقتتال القبلي والعشائري والجهوي،يغذيه قوى ومليشيات حاقدة تحكم سيطرتها على السلطة بفعل ومساندة قوى الاحتلال الأمريكي،فأخذت تزرع الموت والدمار وتقوم بممارسة أعمالها الإرهابية في عنوان القاعدة،هذه العمليات الإرهابية المشبوهة الأهداف والأجندات،كانت توظف من قبل السلطة الحاكمة من أجل تشديد عمليات قمعها وبطشها بحق المواطنين العراقيين الأبرياء ومن أجل ترويع الناس وتخويفهم،وأيضاً من أجل تصفية خصومها السياسيين وأحكام سيطرتها على البلد ونهب خيراته وثرواته،وكذلك تستفيد منها أمريكا في تحقيق جملة من الأهداف في المقدمة منها وسم وتوصيف نضالات قوى المقاومة العراقية والفلسطينية واللبنانية المشروعة بالإرهاب وتحقيق أهدافها في نشر وتعميم سياسة الفوضى الخلاقة في المنطقة،تلك السياسة القائمة على تجزئة وتقسيم وتذرير جغرافية العراق وإغراق العراق في دوامة الحروب الطائفية والاحتراب العشائري والقبلي،ورغم أن المسيحيين العراقيين،ليسوا جزءاً من الصراع على السلطة،إلا أن جماعات من المهووسين دينياً،والمشبعة تلافيف أدمغتهم بأفكار مغرقة في التطرف والتعصب والتشدد والانغلاق وامتلاك الحقيقة المطلقة،أخذت تستهدف المسيحيين العرب في العراق،والاستهداف لم يقتصر فقط على جرائم القتل والترويع والاعتداء على الممتلكات ودور العبادة من كنائس وأديرة والكرامات والحريات الشخصية،بل عمليات تطهير عرقي شاملة،وبأهداف خبيثة ومشبوهة تقف خلف ذلك،وهي تكريس عمليات الانقسام الطائفي والعرقي في العراق،حيث يجري ترحيل العرب المسحيين وإعادة إسكانهم في العراق على أسس طائفية.
وما جرى من إرهاب منظم بحق مسيحيي العراق ومسيحيي مصر من زرع قنابل أمام بيوت العديد من العائلات المسيحية في العراق،وتفجير سيارة مفخخة أمام كنيسة القديسين وما نتج عنها من عشرات للقتلى والجرحى من المصلين ليلة رأس السنة الميلادية،يجب أن يشعل الضوء أمامنا كعرب بأن هناك أهداف مشبوهة وقوى مأجورة تقوم بتنفيذ هذه الجرائم،وتستهدف ليس العرب المسيحيين في العراق ومصر وغيرها من دول المنطقة،بل والأمن القومي العربي كلكل،وهذا يندرج في مقدمة أهداف دعاة سياسة الفوضى الخلاقة ومستهدفي الأمن القومي العربي،والذين كشف موقع ويكيليكس وشبكات الجواسيس التي جرى الكشف عنها في أكثر من دولة عربية،وأخرها قضية الجاسوس المصري طارق عبد الرازق وما قدمه من اعترافات خطيرة،يثبت بأن الأمن القومي العربي مستباح من قبل تلك القوى،وهي تسعى الى تقسيم وتفتيت وتذرير الجغرافيا العربية وإعادة تركيبها خدمة لأهدافها ومصالحها،ناهيك هن إغراق البلدان العربية في الفتن والحروب الطائفية والقبلية،وما جرى ويجري في العراق والسودان والصومال واليمن،باتت مقدمات سحبه على مصر واضحة وجلية،حيث بتنا نسمع وكردات فعل على ما يتعرض له العرب المسيحيين في مصر من مضايقات وعمليات إرهاب،وقصور وعجز قوى النظام هناك عن وضع حد لتلك الممارسات الى التدخل الدولي وفرض الوصاية وتوفير الحماية للمسيحيين العرب،والمقصود هنا بشكل واضح على غرار ما يجري في السودان تقسيم جغرافية مصر على أسس طائفية.
ولقطع الطريق على ما يبيت لمصر وشعبها مسلميه ومسيحييه،على النظام هناك الضرب بيد من حديد على كل دعاة الفتنة والتقسيم من قوى متطرفة ومأجورة أي كان اسمها وعنوانها،ووحدة المصريين لن تتحقق من خلال الشعارات والندوات والمحاضرات واللقاءات والتصريحات على الفضائيات،بل يجب أن يكون هناك حوار مجتمعي قاعدي معمق،وإعادة بناء المناهج والتربية والثقافة على أسس وطنية وقومية،وقطع دابر وشريان كل القوى الظلامية والمغرقة في التطرف والعنصرية والطائفية والفئوية والجهل والتخلف.
وكذلك من الهام جداً قوله أن هناك علاقة قوية بين ما يحدث في مصر والعراق وغيرها من الأقطار العربية،وبين قضية الأمن القومي العربي المخترق والمستباح،وهذا يستدعي تفعيل المعاهدات الأمنية عربياً،وبالذات معاهدة الدفاع العربي المشترك،بغض النظر عن الخلافات القائمة بين الأقطار العربية،فهذه المسألة يتوقف عليها حاضرا ومستقبلاً مصير أجيال بكاملها،فدعاة الفوضى الخلاقة والقوى الصهيونية،وأدواتهما المأجورة والجهلة والمتخلفين والمهووسين والغارقين في التشدد والتطرف،يستغلون ضعف الجبهة الداخلية،لكي يبثوا سمومهم وينفذوا أهدافهم الخبيثة بتفكيك وأضعاف الجبهة الداخلية،وخلق فتن داخلية طائفية وعرقية وأثنية،تدفع نحو تجزئة وتقسيم الدول القطرية،إلى كيانات اجتماعية هشة يسهل السيطرة عليها.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسرائيل وإستباحة الأمن القومي العربي ..
- حصاد عام فلسطيني آخر ...
- حوارات فتح والشعبية العبرة في التنفيذ والتطبيق ..
- دول أمريكا اللاتينية النموذج والمثال ..
- عودة لقضية نواب القدس ....وسياسة الابعاد ..
- نحن أمام أوسلو ( 2 )..
- في الذكرى الثالثة والأربعين للانطلاقة نفتقدك يا أبا غسان ...
- في ذكرى الانتفاضة الأولى- انتفاضة الحجر-
- ماذا بعد القرار الاسرائيلي برفض التجميد ...؟؟؟
- مع اقتراب صدور القرار الظني/ اتهامات جاهزة ومفبركة ولجان مسي ...
- ما بعد قانون الاستفتاء ...؟؟
- أحموا مسيحييتكم ......تحموا عروبتكم
- نعم هناك تراتبية اجتماعية مقلوبة في القدس...
- نحن في المؤخرة وهمنا المؤخرة ..
- أوقفوا الهوس الديني ....أوقفوا القتل على الهوية ....
- لا مصالحة في الأفق وجولات المصالحة كجولات المفاوضات ...
- الأسرى وشاليط والمفاوضات غير المباشرة..
- نعم آن الأوان لإنهاء هذه الإستباحة ...
- سعدات يتعرض لعملية قتل ممنهجة...
- حول تنامي ظاهرة العنف في المجتمع الفلسطيني ..


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - راسم عبيدات - الإرهاب واحد من كنيسة البشارة الى كنيسة القديسين ..