عدنان زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 11:19
المحور:
الادب والفن
تَقولُ العَرّافَةُ: بُنَيَّ، ما عادَ الماءُ ماؤُكَ ولا الهَواءُ
لِمَنْفاكَ الجَديدِ شَكْلٌ هُلامِيٌّ غابَتْ صُدْفَةً عَنْهُ السَماءُ/
ولِلصَقيعِ لَونُ حُزْنً مَوْروثٍ عَنْ رِسالَةٍ في الحُبِّ الأَوَّلِ/
بَعدَ أنْ وُلِدَ الغِناءُ
لِلشَمْعَدانِ ضَوْءٌ باهِتٌ يَكادُ يَكونُ جَميلاً/
بَعْدَ أَنْ هرَبَ مِنْ أطْرافِهِ صَباحٌ مُزَيَّفٌ وحَلَّ المَساءُ
وهذي النُجومُ الباهِتَةُ فيها إصْفِرارُ النَرّجِسِ العَطِشِ قَبلَ الخَطيئَةِ/
فَلا الرّيحُ تاهَتْ هُنا/ ولا الأمامُ أمامٌ ولا الوراءُ وراءُ
والقَمرُ الجَنينِيُّ عابِسٌ/ صَعْبُ المِزاجِ/ بَكَتْ في ظِلِّهِ النِساءُ
تَقولُ العَرّافَةُ: بُنَيَّ، جَغرافيِّتُكَ وَطنٌ لِلفَرَحِ المَمْنوعِ
وتاريخُكَ لُغَةٌ مُكَبَّلَةٌ بَينَ عَدَمَينِ/
غَيرُ قابِلَةٍ لِلصَرْفِ/
لا القَدَرُ فيها قَدَرٌ ولا القَضاءُ فيها قَضاءُ
وجَدَّتُكَ تَحْتَرِفُ السواحِلَ في بُحورٍ ضائِعَةٍ/
وما زالَتْ تَصعَدُ الدَرَجاتَ في دَفْتَرِ ألْحانٍ يَسّْكُنُهُ العَزاءُ
تَقولُ العَرّافَةُ: بُنَيَّ، مَرَّ مِنْ هُنا خَيالٌ ضَحّْلٌ يُشْبِهُ حُرِّيَتَنا
ثُمَّ عادَ كَطَيْفٍ مَهْزومٍ يَصْحَبُهُ العَراءُ
ثُمّ صَمتَتْ العَرّافَةُ بَعدَ أنْ نَطقَ السَيِّدُ الفَناءُ
عدنان زيدان
#عدنان_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟