|
إنفجار كنيسة القديسين ... ضربة معلم ... غاندي هو الحل
أسعد أسعد
الحوار المتمدن-العدد: 3235 - 2011 / 1 / 3 - 07:52
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نجح تنظيم إسلامي في تأدية فريضة الجهاد لإعلاء شأن القرآن و سنّة و شريعة النبي العربي محمد إبن عبد الله صلي الله عليه و سلم ... فهاجم مركزا من معاقل الشرك و الكفر و عبادة الصليب التي يقال لها كنيسة ...فقتل و أصا ب و جرح العشرات من الكفار الزنادقة عباد الصليب المشركين بالله من النصاري أعداء الله و رسوله صلي الله عليه وسلم ... الله أكبر ... اللهم أعز الإسلام ... اللهم إرفع راية المسلمين ... اللهم إنصر دينك و نبيك و المؤمنين بك ... يا أرحم الراحمين... إنك أنت القوي العزيز الحكيم...
لا شك إنه هكذا إستقبل و سيستقبل ملايين من المسلمين أنباء الهجوم علي كنيسة القديسين بالأسكندرية بجمهورية مصر العربية و هم يتشفون في النصاري الكفار أعداء الله و رسوله ... و سيتلون الأدعية بالنصر لبقية جيوش المسلمين الفاتحين الذين أعادوا للإسلام مجده و للعروبة عزتها ... و سيشعرون بالفخر بتلك الصحوة الجهادية الإسلامية و هم يرددون الآيات القرآنية ... و أعدوا لهم ما إستطعتم من قوة و رباط الخيل ترهبون به عدوكم و عدو الله...إقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ... قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم....
إلا أن هؤلاء الملايين من البسطاء الذين من بينهم منفذي العملية أنفسهم لا يعلمون إن الأمر في بر مصر ليس صراعا من أجل الله و رسوله بل هو صراع علي السلطة و ما يليها من الهبش و الهبر و السرقة و تكويم الأموال ....و لا يدري هؤلاء المؤيدين المكبرين المهللين ...إن من خطط لهذه العمليات لا يهمه الله و لا رسوله ... لا يهمه إذا كان الله ثالث ثلاثة أو إذا كان له ولد أو إذا كان هناك صليبا من خشب أو من حديد و لا إذا كان هناك إنجيلا صحيحا أو مزيفا .... و كل ما يهمه هو فكرا و تعاليما تخدم أهدافه و صراعه علي السلطة و المال ....
الحكومة المصرية التي هي إمتداد لإنقلاب يوليو 52 العسكري الذي أطاح بالملك و بأحزاب الشعب و بزعماء الشعب و ببرلمان الشعب و ثروات الشعب المتمثلة في بنوكه و شركاته و مصانعه ... حكومة الإنقلاب العسكري هي ذاتها أحد فروع الإخوان المسلمين الطامعين في إعتلاء عرش الخلافة الإسلامية ... لكن بطابع عسكري يميل إلي المدنية و لا يعنيه من الدين إلا ما يخدر به شعب مصر ... فإنقسموا عن الجماعة التي - علي يد وعلي فكر مؤسسها حسن البنا - كانت تريد السيطرة و الحكم و عودة الخلافة عن طريق المشايخ و الجوامع و فرض الدين بالترهيب ... معتقدين بإمكانية السيطرة علي الشعب بالسطوة الدينية ... فكانوا هم الخاسرون .. و كسب المعركة الضباط الذين فرضوا سلطتهم بالقوة العسكرية ... بحسب النظرية المخططة بالسياسة الأمريكية
فمنذ تأسيس جماعتهم كانت للإخوان تجارتهم و أموالهم و جمعياتهم و شركاتهم ... لكن الجيش الإخواني سلك الطريق السهل ... التأميم و الإستيلاء علي الثروات جاهزة مشفاة موزعة علي أهل الثقة ... و تطورت الأمور و دارت عجلة الحكم و أشكاله من نجيب إلي جمال إلي أنور إلي حسني حتي أصبح لدينا اليوم ... جماعة الإخوان المسلمين التي حظرها الجناح العسكري ثم الواجهة المدنية لهذا الجناح العسكري أي الحزب الوطني ...
كانت نظرية جمال عبد الناصر في إرجاع الخلافة الإسلامية و إعتلاء عرشها هو إمتطاء صهوة القومية العربية التي جعلها فرسه التي إمتطاها ليصل بها إلي عرش الخلافة الإسلامية ... شجعه علي ذلك إن هذه كانت نظرية إنجليزية ... فلقد خلقوا له الجامعة العربية ليسيطروا بها علي الشرق الأوسط في جسد واحد ... و لم ينتبه عبد الناصر زعيم الوحدة العربية – و هو يوقع إتفاقية فصل السودان عن مصر - إلي عملية تغيير فلسفة السيطرة الأوروبية من إنجلترا إلي ربيبتها الأمريكية التي غيرت الفلسفة السياسية من نظرية جَمِّع ونَظِّم و سُد إلي كَسِّر و حَطَّم و حَوَّل إلي فوضي ... نظرية إنجلترا ... نظرية كلاسيكية تتطلب جهدا سياسيا تفاعليا و تدخلا منهجيا لبقاء وحدة الدولة تحت سيطرة الإمبراطورية ... أما النظرية الأمريكية فهي كَسِّروحَطِّم و دَع الكل يجرون وراءك بالفوضي الخلاقة ... السيطرة علي المُحَطَّم و المُفَتت و ليس المُتكامَل المُجَمَّع....
لم يعلم منفذوا عملية كنيسة القديسين إن المخططين لا يقصدون مجرد ضرب النصاري و قتل الكفار إنما الهدف هو إسقاط حكومة مصر المتحكمة في الهبشة و الهبرة الكبيرة لكي تسقط الهبرة من يد الحزب الوطني إلي يد الإخوان المسلمين .... و تسألني يا قارئي العزيز و لماذا لم يضرب هؤلاء إحدي مؤسسات الحكومة و الحزب ... ليه النصاري ... ما تضرب وزارة الداخلية أو وزارة الصناعة أو أي وزارة أو مصلحة حكومية .... أقول لك يا قارئي العزيز إن هذا فكر عبيط جدا .... إن ضرب الحكومة و الحزب الوطني و مصالحه أو مؤسساته سيؤدي إلي تعاطف شعبي مع الحكومة و سيؤدي إلي تثبيتها أكثر لأنها ستكون الضحية المجني عليها و الملايين ستتعاطف معها و تعضدها ... أما ضرب الأقباط يا عزيزي فله بعد آخر ... إظهار ضعف الحكومة و عجزها و بالتالي تأليب الداخل و الخارج و زرع مزيد من الفتنة و الإنقسام لكي تسقط الحكومة و تسقط منها هبرة مصر إلي يد الإسلاميين طالبي الثروة و المال و السيطرة علي إقتصاد مصر و مقدراتها
يا قارئي العزيز إن ضرب كنيسة القديسين و ضرب الأقباط المسيحيين عموما تحت شعار أنهم نصاري كفار و إن كان هذا في ظاهره يعني التعصب لدين الإسلام فالغاية و الهدف البعيد ليس دينا ولا إلاها و لا عقيدة و لا قرآنا و لا إنجيلا ...إنه المال و الإقتصاد و الثروة ... الأقباط و ضربهم هو وسيلة لزعزعة الحكومة بهد ف إسقاطها و إسقاط الثروة من عصابة الحزب الوطني إلي عصابة الإخوان المسلمين
إنها ضربة معلم ... و في الإتجاه الصحيح و البقية تأتي كما كتب المفجرون أنفسهم علي سيارتهم المفخخة ... و علي الأقباط أن يتوقعوا المزيد و الأعنف .... وسواء إنهزمت الحكومة و تفتت عصابة الحزب الوطني فسيهرب نصف الحزب بثرواتهم إلي خارج مصر و سيظهر الخفي و المستور و هو إن النصف الآخر من الحزب هم من الإخوان المسلمين و هم سر تعاطف الداخلية و الأمن مع الإرهابيين و المجاهدين و قاتلي النصاري من الأقباط المسيحيين ...
و الأقباط المسيحيين ليس أمامهم طريق و لا حل سوي غاندي الذي حرر الهند من الإمبراطورية البريطانية ... الذي إتبع طريق المسيح و تبعه من بعده القس الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينج الذي حرر زنوج أمريكا من قبضة الإمبراطورية الأمريكية المتغطرسة و في عقر دارها... و جميعهم إتبعوا وصية المسيح القائل... الذين يأخذون بالسيف بالسيف يؤخذون ... لا يغلبنك الشر بل إغلب الشر بالخير ...و هذه الأقوال تعني المقاومة السلمية الإيجابية التي لا ترفع سيفا و لا تحمل سلاحا ...
يا أقباط مصر صلوا في الشوارع ... رنموا في الأزقة و الحواري ... عيّدوا في الميادين و في الحدائق ... سلموا علي الجميع .... صلوا لأجل الجميع ... عظموا مسيحكم أمام الجميع ... و إعطوا ما لقيصر لقيصر و ما لله لله ... فلا تنسوا العمل الحقوقي المدني النشيط الدؤب...
إضطهاد الكنيسة علي مر العصور كان دائما تحت إتهامات سياسية و القليل جدا تحت إتهامات عقائدية دينية ... في أول الإضطهادات الرومانية كان إتهام المسيحيين بأنهم ضد الإمبراطور و ضد الدولة وليس لأنهم يعبدون إلها غريبا ... لأن روما كان بها عشرات الآلهة المحلية و المستوردة و التعددية الدينية كانت من سمات الدولة الرومانية ... آخر أضطهاد في الإمبراطورية العثمانية كان علي الكنائس الكلدانية و الآشورية و إبادة الأرمن ... و التهم التي إتهموا بها المسيحيين - صدق أو لا تصدق – الإستقواء بدولة روسيا ... إخفاء أسلحة في الكنائس ... تكويش الأموال و الثروات ... يا قارئي العزيز التاريخ يعيد نفسه أو إن التهم جاهزة من كتب التاريخ الإسلامي...و الهدف الحقيقي هو نهب و سلب الأموال و سبي النساء و خاصة الصغيرات الجميلات ...
يا قارئي العزيز ... الضربات ستتوالي ... التفجيرات ستتكاثر و الرصاص سيتناثر ... و الأشلاء و الدماء ستتطاير علي تراب مصر و ستنزف قلوب مصر ... و ستزداد ضربات المعلم ... و علي ضوء تعاليم المسيح و كفاح مارتن لوثر ... ستجد إن غاندي هو الحل
#أسعد_أسعد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوارات قبطية في المواطنة المصرية
-
السيدة إكرام يوسف ... أنا آسف ... لا أستطيع أن أقول آمين لصل
...
-
القضية القبطية ... بين واقع مصر الإسلامية ... و مطالب المسيح
...
-
الإنسان بين العمل و العبادة
-
إلي جناب الفاضل الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد الطيب شيخ الجامع
...
-
الدين لكاميليا و الوطن لجمال ... و الله أكبر
-
إصلاح الدولة المصرية – الأستاذ أمير ماركوس و نظرية المؤآمرة
-
نهرو طنطاوي بين إصلاح الدش و إصلاح الكنيسة و إصلاح الدولة ال
...
-
بين يهوه إلوهيم و الله الرحمن الرحيم
-
رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة - ج-5
-
رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة ج-4
-
رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (3)
-
رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (2)
-
رد علي كتاب التقرير العلمي للدكتور محمد عمارة (1)
-
إصلاح مصر ... أولا: ما هي المشكلة و أين الداء؟
-
إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً
-
الموت ... قرين الحياة و رفيقها
-
نعم الدكتور سيد القمني دكتور رغم أنف محمود سلطان و بقية إخوا
...
-
الموت... ما هو و كيف و متي و لماذا
-
تساؤلات منطقية حول تفسير الآيات القرآنية
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|