أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله المدني - الإرهاب هو الإرهاب أيا كان مصدره أو هدفه















المزيد.....

الإرهاب هو الإرهاب أيا كان مصدره أو هدفه


عبدالله المدني

الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 20:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بقدر ما يجب علينا شجب الأعمال الإرهابية والعمليات الإنتحارية التي قامت بها الجماعة التي تطلق على نفسها "حركة جند الله" البلوشية السنية مؤخرا ضد النظام الحاكم في طهران، والتي قضي بسببها عدد من الأبرياء الشيعة في موسم عاشوراء الأخير، فإنه يجب علينا أن نشجب بالقوة نفسها القرار الذي يقال أن طهران قد إتخذته مؤخرا بإطلاق سراح عدد من كبار قياديي تنظيم القاعدة الموجودين لديها من أمثال الضابط السابق في الجيش المصري"سيف العدل" والمدرج على لائحة الـ 85 للمطلوبين في السعودية "أبو الخير المصري"، والناطق السابق بإسم تنظيم القاعدة الكويتي "سليمان أبو غيث"، وخبير المتفجرات/القيادي في جماعة "الجهاد" المصرية "أبو محمد المصري".

فمثل هذا القرار، لئن لم يكن عملا إرهابيا مباشرا، فإنه في الواقع يندرج في خانة تشجيع الإرهاب ومنح رموزه دفعة معنوية كبيرة. فهؤلاء يجب محاسبتهم على ما إقترفته أياديهم الملطخة بدماء الأبرياء في أكثر من مكان - أو على الأقل تسليمهم إلى الجهات التي تطالب بهم- لا أن يـُصار إلى إطلاق سراحهم أو إستخدامهم في ردود أفعال إنتقامية ضد هذا الطرف أو ذاك.

ولا يحتاج المتابع إلى ذكاء للقول أن نظام الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وحلفائه داخل الحرس الثوري والمرجعية الدينية، لم يـُقـْدموا على هذا العمل إلا من أجل إغاضة الغرب الذي يعارض مخططاته النووية الهادفة للهيمنة الإقليمية، ويفرض عليه بسبب من ذلك حصارا إقتصاديا قاسيا، بات يأتي أكله على أكثر من صعيد، كإضطرار طهران مؤخرا إلى تخفيض حجم مساعداته لحزب الله اللبناني بنسبة 40 بالمائة، وإضطرارها لرفع الدعم الحكومي عن الوقود والخبز رغم حساسية الملف الأخير شعبيا.

غير أنه من السذاجة الزعم بأن القرار الإيراني المذكور لن تكون له تأثيرات سلبية على إيران نفسها قبل غيرها. فالقرار سوف يساعد دون شك في إعادة بناء التنظيمات الإرهابية المتواجدة في أفغانستان وباكستان، وهذه التنظيمات لها – كما لا يخفى على أحد – أجندتها وبرامجها الخاصة الهادفة إلى زعزعة الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، وتصفية أكبر عدد ممكن ممن لا يلتزمون بعقيدتها الدينية المتطرفة، وقلب جميع الأنظمة التي لا تتبنى رؤيتها المتشددة، وعلى الأخص منها النظام الفقهي القائم في طهران.

ومن هنا نقول أن حكومة نجاد تخطيء لو ظنت أن إطلاق قياديي القاعدة الذين ظلت تحتفظ بهم منذ إنهيار نظام طالبان الأفغاني في عام 2001 سوف يتسبب فقط في المزيد من المتاعب للولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات الساعيات لتثبيت الأمن والإستقرار في أفغانستان من جهة، وإجتثاث الحركات المسلحة الخارجة عن القانون في باكستان من جهة أخرى،

وهي تخطيء أيضا لو ظنت أنها بذلك القرار المتسرع وغير المدروس سوف تقلق فقط مضاجع الحكومة الباكستانية ومؤسستها العسكرية وأجهزة إستخباراتها التي لطالما إنتقدها الإيرانيون، سرا وعلانية، زاعمين أنها توفر الدعم والحماية للمتمردين البلوش الساعين للإنفصال عن الكيان الإيراني، أو أنها لا تقوم بعمل حاسم ضدهم كي يتوقفوا عن عملياتهم العسكرية ضد عناصر الحرس الثوري، خصوصا بعدما شهدت تلك العمليات تطورات نوعية وكمية في أعقاب قيام طهران بإعتقال وإعدام الزعيم السابق لـ "حركة جند الله" عبدالملك ريغي في فبراير من عام 2010.

إن القرار الإيراني الأخير سيرتد لا محالة على متخذيه أولا لأنه ببساطة سيزيد من حالة الإحتقان الشيعية - السنية ، وسوف تكون له ثانيا نتائج وخيمة على حالة الأمن والإستقرار في عموم المنطقة التي تنتمي لها إيران لأنه سيتسبب في المزيد من المعاناة الإنسانية والإرتباك الأمني في دولتين جارتين لإيران هما أفغانستان وباكستان. ولعله من غرائب الأمور أن النظام الإيراني الذي ساهم مساهمة فعالة – بإعتراف الإمريكيين - في عملية إسقاط النظام الطالباني وحلفائه من تنظيم القاعدة التي حررت شيعة أفغانستان من أعمال التمييز والإقصاء والتصفية، هو نفسه النظام الذي يعود اليوم ليمد يده إلى التنظيم الأخير، مأخوذا بنزعة الإنتقام من الغرب فحسب، ومتجاهلا تبعات مثل هذا العمل.


قد تكون القيادة الإيرانية قد إتخذت القرار المذكور من منطلق المصاعب التي تواجهها قوات "الناتو" العاملة في أفغانستان ومنطقة الحدود الأفغانية – الباكستانية، في محاولة منها لزيادة مداها وحجمها. غير أن تلك المصاعب لئن كانت واقعا بدليل ما قاله الرئيس الإمريكي "باراك أوباما" في أكتوبر الماضي، حينما أعلن أن قوات بلاده - رغم تحقيقها بعض التقدم في السيطرة على إقليم قندهار- فإنها تواجه مشاكل متزايدة للسيطرة على المناطق المحيطة بالإقليم المذكور كنتيجة لتكتل القوى القبلية البشتونية الجنوبية من تلك المعارضة للتواجد الأجنبي في أفغانستان، ثم بدليل ما ذكره قائد قوات "الناتو" العاملة في أفغانستان الجنرال "ديفيد باتريوس" في وقت سابق من أنه غير مقتنع بإمكانية تحقيق نصر حاسم في المناطق الخاضعة لميليشيات طالبان، ليس مبررا كافيا للإقدام على خطوة إطلاق سراح إرهابيين كبار مطلوبين للعدالة في أكثر من بلد، ولا سيما المدعو " سيف العدل" رئيس جهاز الأمن لدى أسامة بن لادن وأحد المدرجين الرئيسيين على قائمة الإرهابيين المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي لتورطه في عملتي إعتداء ضد سفارتي واشنطون في نيروبي ودار السلام في عام 1998 . ذلك أنه ثبت بالدليل القاطع أن الغالبية العظمى من أصحاب الفكر المتشدد - أيا كانت جنسيتهم أومذهبهم، وأيا كانت الجهة التي تحتجزهم- يعودون إلى الإنخراط في الأعمال الإرهابية بمجرد إطلاق سراحهم، بل ويعودون بفكر أكثر تشددا، وبرغبة مضاعفة في القتل والتدمير.

ونختتم بإعادة التذكير بما قيل مرارا وتكرارا من أن طهران تتعاون، رغم كل التباينات الفكرية والمذهبية، مع الإفغان العرب والرموز المتشددة للإسلام السياسي السني، بل تعتبرهم إحتياطيا إستراتيجيا لها يمكن الغرف منه كلما دعت الحاجة. وهذه الحاجة الآن تتمثل في الإنتقام من الغرب وباكستان معا. ولو أن الأخبار التي روجتها أجهزة الدعاية الإيرانية مؤخرا ونفتها مصادر "حركة جند الله" نفيا قاطعا حول إعتقال كبار قياديي الأخيرة (من أمثال أمير الحركة الحاج محمد ظاهر بلوش، والناطق الرسمي بإسمها عبدالرؤوف ريغي) كان صحيحا، وليست مجرد حربا نفسية للتأثير على معنويات عناصر الحركة وأنصارها، لما عمدت طهران إلى إطلاق سراح قياديي تنظيم القاعدة الإرهابي في هذا التوقيت من أجل تنشيط عملياتهم ضد من تتهمهم بدعم المتمردين البلوش.



#عبدالله_المدني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بزوغ نجم سياسي قوي في تايلاند
- في بورما التعيسة .. لا يزال الوضع على ما هو عليه
- الهند تحتل الموقع الثاني عالميا في صناعة الدواء
- جمهورية الخوف والغموض تقصف جمهورية الفرح والشفافية
- التنافس على جزر الكوريل .. يعود إلى الواجهة
- ماذا يجري بين الصين وسريلانكا
- مأزق في كوريا الجنوبية بسبب -رؤوس الأخطبوط-
- الهند تدخل عصر بطاقات الهوية البيومترية
- ردود فعل بكين على منح نوبل للسلام لمنشق صيني
- -شمس القرن 21- يختار ولي عهده
- في الأزمة المتفجرة بين ثاني وثالث أقوى إقتصاديات العالم
- كارثة الفيضانات تعزز نفوذ العسكر في باكستان
- إقتصاد باكستان الكسيح بعد كارثة الفيضانات
- أعين الجماعات الإرهابية مصوّبة على قرقيزستان
- صناعة المركبات كوسيلة للإدعاء بالتفوق الصناعي
- كيف ترى الصين نفسها؟
- في اليابان أيضا .. -ما بيصائب للحكم إلا صائب-
- تحديات جمة تنتظر زعيم الفلبين الجديد
- صعود آسيا و حراك القوى الإعلامية (2 من 2)
- صعود آسيا وحراك القوى الإعلامية (1 من 2)


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله المدني - الإرهاب هو الإرهاب أيا كان مصدره أو هدفه