أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - حسن كبريت!














المزيد.....

حسن كبريت!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3234 - 2011 / 1 / 2 - 19:57
المحور: كتابات ساخرة
    


( كان هذا الرجل ،حسن كبريت،من اشقياء مدينة ” ...." ببغداد،عاش في أواخر العهد العثماني وبداية الاحتلال البريطاني .وتدل الروايات حوله انه كان سفاكا للدماء من طراز ذلك الرجل الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته. وتشير بعض القرائن الى انه كان مصابا بمرض السادية، اذ كان يتلذذ بالقتل وسفك الدماء،وقيل انه عندما اشترك مع المجاهدين في واقعة الشعيبة اثناء الحرب العالمية الاولى كان لا يكتفي بقتل جنود الاعداء،بل يقطع رؤوسهم ويأتي بها الى رجال الدين الذين كانوا مع المجاهدين فيتقززون من عمله هذا ويمنعونه دون جدوى.
سأله سائل في أواخر عمره عن عدد ضحاياه وكيف سيواجه ربه يوم القيامة فكان جوابه انه قتل من الناس عددا كبيرا ولكن له أملا في ان الله سيغفر له ذنوبه بشفاعة فاطمة الزهراء بنت النبي،ثم قص قصته التي يأمل بها الشفاعة وهي انه ذهب ذات ليلة مع رفاق له من اشقياء بغداد للسطو على بيت احد الاغنياء هناك،ولما اتمّ السرقة عاد عن طريق مقبرة الشيخ معروف،وكانت المقبرة يومذاك بعيدة عن العمران ..فسمع من بين القبور صوت فتاة تستغيث وتتوسل بفاطمة الزهراء وأدرك ان رجلا فظا يريد اغتصابها وهي عذراء غير مكترث لتوسلاتها،وعند هذا قرر حسن كبريت ان يضيف الى قائمة ضحاياه واحدا من اجل فاطمة الزهراء فاسرع الى الرجل من ورائه واغمد الخنجر في خصره فقتله فورا واخذ الفتاة الى اهلها سالمة).

انتهت القصة كما رواها علي الوردي في الجزء الأول من كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث"..وعلّق قائلا: ( أرجح الظن أن حسن كبريت مات وهو واثق من أنه سينال الشفاعة المنشودة ويدخل الجنّة.ولا يزال في العراق كثير من أمثاله ،اذ هم ينجرفون فيما اعتادوا عليه من أخلاق الجاهلية فينهبون ويعتدون ويقتلون ،ثم يقومون بعمل يرجون منه شفاعة أحد المقربين الى الله في زعمهم،فيغفر الله ذنوبهم جميعا).
كان هذا قد حصل قبل تسعين عاما،فكم حسن كبريت موجود الآن في الألفية الثالثة؟.
أولهم هو صدام حسين،الذي كان يبني جامعا كبيرا كلما ارتكب جريمة قتل كبيرة،ويلحق بمعظم قصوره جوامع صغيرة أو يصمم بعضها على شكل جامع..وأنه مات وهو واثق من أنه سينال الشفاعة بها ويدخل الجنة.وقل الشيء نفسه عن الارهابيين الذين يفجرون أنفسهم بين الأبرياء مقتنعين عن يقين بانهم ذاهبون الى الجنة..وقادة الميلشيات من (الصكاكة والعلاسة) الذين قتلوا الآلاف بين عامي 2006 و2008.
ان الشفاعة، في التحليل السيكولوجي،تبرير يهدف الى خفض القلق وتطمين النفس من عقوبة كبيرة على فعل او جريمة كبيرة.واللافت انها صارت تمارس بشكل واسع بين العامة من الناس الذين يقصدون زيارة أضرحة الأئمة والرجال الصالحين ليتشفعوا لهم عند الله مع علمهم في قرارة انفسهم أن من يزورونه أسمى من أن يشفع لذنوب قبيحة ارتكبوها.ويمارسها ايضا بعض الخاصة من المسؤولين بحج بيت الله مقتنعين بأن ما اخذوه من مال حرام او تقصير في واجب سوف يطوى كتابها يوم الحساب! ،وأن الله سيحلل لعضو البرلمان ملايين الدولارات التي تقاضاها في أربع سنوات حتى لو انه ما كان حضر بالسنة الواحدة جلسة وحدة!.

ومع أنك قد تعذر العامة لمحدودية وعيهم،فان كثيرا من السياسيين الواعين لديهم نفس قناعة حسن كبريت!..وتلك مصيبة الناس لا مصيبتهم!!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الى السيد وزير الصحة والأطباء النفسيين
- نداء الى القوى والشخصيات الديمقراطية العراقية
- دعوة لتأسيس مركز علمي لمناهضة الارهاب
- علي الوردي..أوراق لم تنشر الحلقة الثالثة (قراءة في مقتل عثما ...
- علي الوردي..أوراق لم تنشر (الحلقة الثانية)
- على الوردي ..أوراق لم تنشر.(تعريف -الحلقة الأولى)
- المؤتمر الأقليمي الثاني لعلم النفس ( تقرير)
- جرائم القتل..تحليل نفسي-اجتماعي (3-4)
- جرائم الكراهية
- هل ورث العراقيون نزعة الخلاف من أسلافهم؟!
- أساليب تعاملنا الخاطئة مع الصراع
- ثقافة نفسية:(19) لغة الجسد
- القتل والسيكوتين..للجنسيين المثليين!
- جرائم القتل - البارنويا والجريمة (3-4)
- جرائم القتل -تحليل نفسي اجتماعي 2-4
- سيكولوجيا الحسد
- رفقا بالضمير..ايها السادة!
- جرائم القتل -تحليل اجتماعي نفسي 1-4
- العراقيون ..وسيكولوجيا اللوم
- استهلال في مفهوم الشخصية العراقية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - حسن كبريت!