أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟















المزيد.....


أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3233 - 2011 / 1 / 1 - 21:39
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ليس من المألوف ان نرى شعبا في منطقتنا المقمٌعة ينتفض ضد نظامه الديكاتاتوري المؤبد .ومع هذا ففي آذارعام 1991 انتفض شيعة العراق في الجنوب في البصرة بانتفاضة الشعبانية بعد ان ضاق ذرعا بنظام صدام حسين البعثي الجائر والحروب الاستنزافية التي أقٌحٌم فيها تنفيذا لرغبة الامريكان للقضاء على الثورة الإيرانية الاسلامية .وبدأت الإنتفاضة ولن نقول عفوية لان المراكمات لدى الفرد لها حد للتحمل بعدها تؤدي للانفجار واستعلت الانتفاضة عندما قام أحد الجنود العراقيين العائدين من حرب الكويت باطلاق النار على تمثال صدام وحينها قتل النظام اكثر من 300 الف عراقي خلال 14 يوم في هذه الانتفاضة. وبرغم بسالة العراقيين في الجنوب الا ان انتفاضتهم اخمدت بمساندة الامريكان لنظام صدام واستمر صدام في كرسيه واستمر معه مسلسل القمع .

ثم جاء عام 2009 وتحديدا بعد نجاح احمدي نجاد في الانتخابات المزورة ب 63 % من الاصوات على معارضه ميرحسين موسوي حينها انتفض الشعب الايراني باكبر مظاهرة بعد 30 عاما اي منذ عام 1979 باندلاع الثورة الايرانية الاسلامية بقيادة آية الله خميني على حليف امريكا شاه ايران .
ففي انتفاضة عام 2009 خرج اكثر من مليوني ايراني في الشوارع وعٌبر عن غضبه على الانتخابات المزورة بمظاهرات سلمية احتجاجية لكن قوى الامن والمخابرات اخمدت هذه الاحتجاجات بالرصاص الحي وسقط ثمانية شهداء في ساحة الحرية (آزادي) واعتقل العديد من النشطاء السياسيين مثل محمد علي ابتاهي النائب للرئيس سابقا وكان يدعم مهدي كروبي وسعيد حجريان في افكارهم الاصلاحية. وهكذا انتهت الانتفاضة الشعبية بالقمع المخابراتي ومازال احمدي نجاد يجلس على كرسيه ويستمر معه مسلسل القمع .

ثم جاء عام 2010 وعلى الرغم من انه ليس من المالوف ان نرى شعبا عربيا يثور على حكومته في المنطقة العربية الا اننا استيقضنا على صراخ شعب عربي يمتلك قوة نفٌس طويلة وارادة لم تموت وصوت لم يسكت وهو الشعب التونسي الابي الذي انتفض سابقا على نظامه المستبد في عام 2008 بانتفاضة الحوض المنجمي ولكن اليوم خرج بانتفاضة جديدة من سيدي بوزيد التي اشعلها الشّابّ محمّد البوعزيزي عندما وضع حدّ لحياته بعد ان ضا ق ذرعا من جور السّلطة التي ظلت تلاحقه وراء لقمة خبزه بعد ان غرق في وحل البطالة فلم تدعه يعيش فانتحر وكان ذلك في 17ديسمبر/كانون الأوّل من نهاية هذه السّنة واعقبه مواطنه من نفس المدينة الشّابّ حسين ناجي في 22ديسمبر الذي ادركه الياس بسبب البطالة ومن هنا اندلعت الانتفاضة الشعبية بدءا من منزل بوزيّان التي سقط فيها العديد من الابرياء من ضمنهم إستشهاد الشّاب شوقي بن لخضر بن حسين الحيدري من مدينة منزل بوزيان/محافظة سيدي بوزيد بعد ان اصيب بطلق ناري في عموده الفقري، ومنذ اسبوعين والشعب التونسي يابى السكوت والخنوع لنظامه المافيوي.

أن دماء هؤلاء الابرياء هو حبل المشنقة الذي سيلف أعناق السلطة الجائرة في تونس وعصابة المافيا عصابة اللّواء زين العابدين بن عليّ التي اغتالت هذين الشابين والضحايا الابرياء عندما قام البوليس بإطلاق رصاص حيّ على المتظاهرين النقابيٌين والطلاب والكادحيٌن أثناء إحتجاجاتهم السلميّة حيث سقط الشاب محمّد العماريّ في المسيرة وسقط معه 9جرحى في حوالي السّاعة الثّانية في 24ديسمبر .لقد اغتيل هؤلاء الكادحين والمتظاهرين بيد اللّواء زين العابدين بن عليّ الذي ضيٌق انفاس الشعب التونسي منذ 23 عاما وسرق من الشعب مايقدر بخمسة مليار دولار وأبى ان يترك الكرسي لغيره بدون ان يخجل من مطالبة شعبه بالانسحاب بضمير حي ولكن لاضمير لمثل بن علي حاله حال حسني مبارك والاسد والقذافي انظمة مافيوية تسرق ثروات شعوبها وتتٌفن في قمع ابنائها يوما بعد اخرباستخدام كل امكانياتها في تقوية قوى الامن والمخابرات بدلا من ان تستخدم امكانياتها في تعزيز مؤسسات التعليم والتطور الصناعي واحتضان المبدعين لديها . هذا شئ مستحيل ولايخطرفي تفكير هذه الانظمة العربية التي تتعاون مع المافيات والانظمة البرجوازية الغربية والتي لاتعبأ بصالح الشعوب العربية سوى مساندة الانظمة القمعية العربية مقابل سرقة ثرواتها .


ان زعماء العصابات المافوية الذين يحكمون الدول في منطقتنا دوما يتهمون المتظاهرين بالمشاغبين وليس بالمعارضين ولايرون انه عندما ينتفض الشعب فهو لانه يريد القول ان صلاحية نظامه انتهت ويجب استبداله بنظام اخروخاصة عندما يكون النظام قمعي ديكتاتوري .

فاين امريكا التي تدعي بناء الديمقراطية في الدول العربية ؟ الم تغزو العراق وافغانستان من اجل بناء الديمقراطية ؟ فاين امريكا الان امام صرخة الشعب التونسي الذي ينادي باعلى صوته تسقط حكومة اللّواء زين العابدين بن عليّ ؟
لن تسمع امريكا ولاغيرها اصوات الاحرار في تونس, لان تونس لاتملك ثروات نفطية فقط تملك الزيتون وهذا ليس كافيا كي تتدخل امريكا والدول الغربية في مساعدة الشعب التونسي لاسقاط نظامه و بناء الديمقراطية فيه !
كما ان الشعب التونسي لايطلب المساعدة من امريكا والغرب فقد اصبح جليا ماهي نواياهم واهدافهم فهي ليست من اجل الدفاع عن حقوقنا وكرامتنا بل من اجل نقل الارهاب الى ساحاتنا وتمزيق صفوفنا وثم اتهامنا باننا متخلفين وارهابييين .
ثم اين منظمة الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان العالمية؟ هل تخاف نظام بن علي , ام ان الشعب التونسي لايستحق ان يدافع عن حقوقه الانسانية المنتهكة ؟

واين صوت الدول الغربية التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان ؟ سكوت مطبق بل مساندة مستمرة لعصابة مافيا زين العابدين بن علي! وبالتاكيد لايمكن ان نطالب الشعوب العربية بخروج بمظاهرات تاييد وتضامن لسخط الشعب التونسي ضد نظامه الحاكم طالما ان هذه الشعوب العربية تعاني من نفس المشكلة ولاتجرؤ على الانتفاضة مثل الشعب التونسي الذي ضاق ذرعا بنظامه البوليسي المستبد لمدة23 عاما.

اين السعودية بلد الثروات النفطية من جوع شعوبها انها لاتعبه حتى بفقرائها فكيف ستعبه بالجياع في تونس والدول العربية الاخرى اليس الشعب التونسي هو شعب مسلم؟
بامكان السعودية ان تميت الشعب العربي جوعا اذا كان ذلك سيخدم مصالحها في التحكم في المنطقة هذه هي اغنى الدول العربية الاسلامية التي ينحصر كل اهتمامها برفع عدد زوار مكة كل عام لنهب المواطنين الذين لايستطيعون ادراك بان هذه الاموال اولى بان تذهب الى الجياع والعاطلين في الدول العربية!
اليوم لاندري كم سيكون ثمن تغيير السلطة في تونس نسأل كل من له سلطان على هذا الكون ان يريح هذه الأمة من ظلم الحكام العسكريين الذين يأبون التزحزح عن كرسيهم الا بانقلابات عسكرية او غزوات امريكية طبعا اذا تعاكست مع مصالحها النفطية , وهؤلاء مستعدون لتدمير اوطانهم (مثل صدام والبشير) وقتل كل شعبهم لان دماء شعوبهم ليس لها قيمة في حسابهم امام بقائهم في السلطة للابد.
من المثير للسخرية انه عندما يصرخ حاكم عربي طلبا للمساعدة من امريكا والغرب فان ندائه يسمع على الفور ويلبى النداء اما عندما يصرخ شعب عربي فتصم اذان امريكا والغرب وانظمة حقوق الانسان العالمية, ولكن نحن نعلم بان صرخة الشعب التونسي هذه ليس من اجل طلب المساعدة من الغرب بل هي صرخة في اذن نظامه الجائر نظام رئيس العصابة زين العابدين بن عليّ آملين بان يكبل الشعب التونسي ايدي بن علي قريبا .
وختاما وتضامنا مع ثورة الاحرار في تونس نرسل تحية غٌراء لجماهير الشعب التونسي البطل وهو يرسم وبيد ابطاله وشهدائه المستقبل الديمقراطي الجديد لابنائه الذين لايرضىون ان يحييو بدون كرامة وحرية راجين النصر لارادتهم الصامدة من اجل العدل والكرامة والمواطنة الحقة. والمجد والخلود لشهدائهم الابرار.



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرورة تفعيل وسائل القمع المخابراتية العربية!
- الدكتورة وفاء سلطان ومتلازمة استوكهولم!
- الحرب الإعلامية !
- نقد مقالات حادثة كنيسة السيدة نجاة !
- نقد التمييزالعنصري في الغرب...
- هل الولايات المتحدة الأمريكية المصدرة للإرهاب؟
- أسباب إضطهاد المرأة من مناظير مختلفة
- هل يحق لنا التدخل بحجاب المسلمة؟
- تداعيات الحرب في أفغانستان
- اسباب الاصابة بمرض سرطان الثدي
- تصحيح معلومات الى الكاتبة وجيهة الحويدر!
- الليبرالية الجديدة والديمقراطية البرجوازية
- ارادة الشعب بين فساد بيرليسكوني والديمقراطية
- فرويد مؤسسة -التحليل النفسي-
- هل نعتذر عن حرية التعبير!
- حوار عن اصل الوجود الانساني والحياة الابدية!
- هل النظام الاشتراكي محصن من الازمات الاقتصادية؟
- اسباب الازمة الاقتصادية العالمية
- سؤال الى الكاتب مصطفى حقي؟
- الطغاة يصنعون البغاء


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - مكارم ابراهيم - أين الغرب من صرخة الشعب التونسي؟