أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - السودان:تصدع البيت المشترك للعرب والأفارقة















المزيد.....

السودان:تصدع البيت المشترك للعرب والأفارقة


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 3232 - 2010 / 12 / 31 - 09:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منع والي العباسيين على مصر أحمد بن طولون(833-863ميلادية)سلوك الطريق الجنوبي لجلب الذهب من مملكة غانا الواقعة على طول ضفتي نهر النيجر،مفضلاً طريق المغرب:كان تحول منطقة المغرب إلى ذلك الوسيط هو السبب الاقتصادي لإزدهار الدول وقوتها هناك،التي امتد بعضها مثل الدولة الفاطمية(عاصمتها المهدية في الساحل التونسي)إلى مصر عام968،فيما كانت سيطرة دولة المرابطين (1050-1140) ممتدة على مساحة بادئة شمالاً من عمق الأندلس وصولاً حتى جنوب الساحل الغربي الافريقي،وهوماتابعته دولة الموحدين(1125-1269). استطاع المرابطون والموحدون تعريب بربر الجنوب،مماشكَل القناة الجغرافية للوصول إلى مملكة غانا التي اعتنقت فيها قبائل ساراكولا الاسلام سلماً في عام1076،قبل أن تؤدي تداعيات وحراك داخلي إلى انهيار تلك المملكة ،ولينتشر إثر ذلك في تلك الرقعة الجغرافية الواسعة ممالك مسلمة مثل مملكة مالي(1230-1340) ومملكة الهوسا في شمال نيجريا.
أدى هذا التفاعل،بين العرب والأفارقة عبر جسر الاسلام،إلى تمازج وتقارب ثقافي- سياسي:عندما سلك محمد علي باشا خلافاً لابن طولون،الطريق الجنوبي واخترق مجاهل جنوب السودان الحالي بين عامي1821-1822 باحثاً عن الذهب والخشب للأسطول المصري والجنود لتجنيدهم في الجيش،فإنه كان يؤسس لمشكلة.
في أعوام الحكم المصري – التركي للسودان(حتى عام1881)كانت هناك تقسيمات عرقية للجنود السودانيين في الجيش:"الجهادية"وهم الذين أَُسروا وأرغموا على التجند من الجنوب وجبال النوبة(جنوب كردفان)ودارفور،و"الباش بوزوغ"من عرب الوسط والشمال السودانيين وكانوا، خاصة من كان من عرب الدنكالاوية،يتولون مهمات جمع الضرائب وقيادة وحدات"الجهادية". على الصعيد المدني،كانت هناك تقسيمات عرقية انعكست في الاقتصاد ،وعبره في الاجتماع، أثناء الحكم الثنائي البريطاني- المصري(1899-1953):في أحد تقارير مساعد رئيس استخبارات السودان،س. أ. ويليس(1915-1926 )هناك العبارة التالية:"في النظام الاجتماعي لشمال السودان هناك اعتماد على ملكية العبيد،والتي بدونها لاتوجد ملكية اقتصادية يتم تطويرها،أوشؤون عائلية تدار"(نقلاً عن :أحمد العواد سيكانكا:"الانعتاق والعمل في السودان الكولونيالي"،منشورات جامعة تكساس1996،نسخة ألكترونية)،ويذكر المرجع المذكور أنه في العشرية الأولى للقرن العشرين كان هناك في اقليم دنكالا من العبيد 15,468بينهم 9,908من النساء. عبر هذا الوضع أرادت لندن معاملة الجنوب،ذي التركيب الزنجي والذي على مايبدو لم ينسى مرحلة مابعد1821،معاملة خاصة لغايات فصله عن الجسم السوداني ودمجه في الإدارة البريطانية لشرق افريقيا(كينيا-أوغندا- تنجانيقا)،من اعتماد يوم الأحد عطلة رسمية بالجنوب في 1918،إلى الفصل الإداري للجنوب عن الشمال في1922.كانت عودة البريطانيين لتكريس السودان وحدة إدارية واحدة في مؤتمر جوبا(حزيران1947) مشروطة عند ممثلي الجنوب باعتماد الفيدرالية،وهو ماأدى تراجع البريطانيين والحكومة السودانية المؤقتة (منذ انتخابات الجمعية التأسيسية:ت2- ك 1 1953)عنه إلى انفجار التمرد المسلح لجنود حامية مدينة توريت يوم18آبأغسطس1955،الذين ذبحوا ضباطهم الشماليين وعائلات الموظفين الشماليين والتجار العرب"الجَلابة"،ممالوَن استقلال السودان في أول أيام العام التالي بألوان قاتمة.
حاولت حكومات الخرطوم المتعاقبة،وفي ظل تهميش في التعيينات والاستثمارات الحكومية لم يشمل فقط الجنوب وإنما أيضاً مناطق جبال النوبة ودارفور وكل من ينحدر من أصل افريقي(احصاء1956:العرب39%:مدثر عبد الرحيم "الامبريالية والقومية في السودان"،دار النهار،بيروت1971،ص14،وفي التحديد اللغوي العرب51% ص200، وفي روزنامة العالم2010 في نيويورك: العرب39%)،أسلمة وتعريب الجنوب:امساك الحكومة بمدارس البعثات التبشيرية في الجنوب عام1956،فرض يوم الجمعة عطلة رسمية بالجنوب عام1960،وقد كانت التعيينات في المركز والأطراف لصالح هيمنة عربية- شمالية.
كان رد حركة(أنيانيا- ا)المتمردة الجنوبية منذ عام1963 هو المطالبة بإنفصال الجنوب:لم يكن هذا رأي كل غير العرب من السودانيين،حيث قام الأب فيليب غبوش،من جبال النوبة، بتأسيس"جبهة التحرير الافريقية السودانية المتحدة"في نيسان1969بالاشتراك مع أحزاب وحركات من الجنوب ودارفور ومن قبائل البجا في شرق السودان وكانت رؤيتها وحدوية غير انفصالية ولكن قالت أن السودان"افريقي الهوية" ضد حكم"أقلية عربية شمالية"،وقد خططت هذه الجبهة للقيام بانقلاب عسكري في 29أيار1969سبقهم فيه جعفر النميري بأربعة أيام، ثم كان تأسيس"الجبهة الوطنية السودانية"بيوم13حزيران1974على نفس الخطا والتركيب،وإن كان يغلب عليها النوبيون،وقد حاولت هذه الجبهة القيام بمحاولة انقلابية عسكرية في5أيلول1975،أحبطها النميري.
حاول جون غارانغ،منذ تمرد1983،متابعة خطا الأب غبوش،طارحاً رؤيته ل"السودان الجديد"،وقد استقطب عرباً ونوبيين، وأيضاً أفارقة من جنوب ولاية النيل الأزرق،ومواجهاً تياراً انفصالياً في(الحركة الشعبية لتحرير السودان)أتى من بقايا(أنيانيا-2)المتأسسة عام1981،ثم تجسد في انشقاق1991بالحركة عن غارانغ بقيادة الدكتور رياك ماشار.
لم ينجح التيار الوحدوي السوداني عند غارانغ،حيث اتجهت (الحركة الشعبية)منذ مقتله بحادث طائرة عام2005نحو نزوع انفصالي واضح للجنوب.بالمقابل فإن جناح عبد الواحد محمد نور في (حركة تحرير السودان) ينادي ب"حق تقرير المصير"لدارفور منذ عام2008،وهو مابدأ غريمه في الجناح الآخر للحركة،أي(مني أركو مناوي)، يطرح مؤخراً منذ لجوئه لمدينة جوبا شيئاً قريباً من ذلك إثر تخليه عن "اتفاق أبوجا" الذي وقعه مع الحكومة في أيار2006. هناك فترة انتقالية لوضعية جنوبي ولايتي كردفان والنيل الأزرق تنتهي في 9تموز2011،وفقاً لاتفاقية نيفاشا بين الحكومة والحركة الشعبية بعام2005،يتقرر إثرها"تشاور شعبي" لتقرير مصير المنطقتين للإنضمام إدارياً إلى الشمال أوالجنوب في حال بقاء السودان موحداً وفقاً لاستفتاء9كانون ثاني2011لتقرير مصير الجنوب،أوللإنضمام إلى أحد الكيانين السياسيين للشمال والجنوب في حال قرر الجنوبيون في الاستفتاء الانفصال،وهناك الكثير من المؤشرات على أنهما ستختاران جوبا بدلاً من الخرطوم.
في 12كانون ثاني1964جرى انقلاب عسكري في جزيرة زنجبارضد السلطان العربي ، وقد ذُبح آلاف العرب إثر ذلك الانقلاب،وفي يوم22تشرين أول1987جرت محاولة انقلابية في موريتانيا من قبل تنظيم عسكري من الأفارقة(20% من السكان)بقيادة وزير الداخلية السابق(أمادو بابلي) وبدعم من "جبهة تحرير الأفارقة الموريتانيين"،أفشلها الرئيس معاوية ولد أحمد الطايع : تعطي الخمسة والخمسون سنة من عمر السودان المستقل صورة عن فشل كبير لتجربة بيت مشترك واحد للعرب والأفارقة.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيئة الخارجية للنزعة الانفصالية
- دمشق وبيروت
- مابعد لشبونة: بداية احتواء روسيا في المنظومة الغربية
- مأزق نموذج الديموقراطية المصرية المحدودة
- الهند والولايات المتحدة في مرحلة مابعد الحرب الباردة
- التوتر اللبناني وعملية التسوية للصراع العربي الاسرائيلي
- محمد سيد رصاص في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنمية ...
- اشكاليات العلمانية في العالم الاسلامي
- الدولة – الساحة
- المحتل الفاشل
- الحراك في بنية النظام الشرق الأوسطي الحديث
- بيروت وبغداد
- تفارق المصائر بين جوبا وأربيل
- واشنطن ومحاولاتها ايجاد تسوية للصراع العربي الاسرائيلي
- التصنيع الأيديولوجي للعدو
- الإنقسام الاجتماعي أمام الاحتلال
- 11سبتمبر:الحضور العسكري الأميركي المباشر للمنطقة وتناقص وزن ...
- المفاوض الفلسطيني
- هل ستكون أفغانستان فيتنام أميركية ثانية؟...
- تمظهرات الصراع السياسي-2


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد سيد رصاص - السودان:تصدع البيت المشترك للعرب والأفارقة