|
الحزب الشيوعي -كتنظيم قيادي - هو بذرة البرجوازية النامية في رحم الدولة البروليتارية
جاسم محمد كاظم
الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 22:30
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كتب الكثيرون حول البرجوازية النامية في داخل ديكتاتورية البروليتاريا وماهي شروطها الموضوعية وكيف تنمو في هذا الرحم . ولماذا انهارت التجربة الاشتراكية في روسيا ومن قبلها الدول الاشتراكية . ويذهب البعض بعيدا نحو اسباب خارجية . بينما ذهب البعض الى البحث عن الاسباب الداخلية وربطها بالانتهازيات والتحريفات للاشتراكية والذي يتناساة او لم يدركة هؤلاء الكتاب هو بنية الاحزاب الشيوعية نفسها وانها بالاساس هي البذرة التي تنموا لتصبح نبتة غريبة ثم غابة من شجيرات ضارة تدمر البناء البروليتاري كلة . فهذة الاحزاب المسماة بالشيوعية هي بالاساس غير شيوعية ولاتمثل البروليتاريا من بعيد او قريب . فاغلب كوادر واعضاء هذة الاحزاب من الطبقة البرجوازية . المثقفين. المتحررين . العدميين . الفوضويين . من الذين لم يشاركوا الطبقة العاملة ماسيها . ولم يكتووا بنار البؤس . الحرمان . ولم يمارس اغلبهم اعمالا حقيقة منتجة بل يعتاشون من الهبات .المنح . مردودات الصحافة. الجمعيات الخيرية حينما تكون هذة الاحزاب بعيدة عن مقود السلطة . وتكون تجارتها الشهيرة واغنيتها المفضلة الدائمة الشعارات الخاوية البعيدة عن واقع الحقيقة اشبة بشعارات كتاب الثورة الفرنسية ومثقفيها "مثلما وصف لينين الحزب الشيوعي الالماني في وقتة بانة شلة من المثقفين البرجوازيين " . وبرغم ان اعضاء هذة الاحزاب اقلية ضئيلة جدا فهي تحاول تضخيم نفسها الى حد هائل والادعاء بالتالي تمثيل كل الطبقة العاملة . وحين تنهار سلطة الدولة تلك بظروف خارجية وليست بثورات او تناقضات طبقية داخلية كما حدث في اغلب الدول التي حررتها الجيوش الروسية من السيطرة النازية يرتدي اعضاء الحزب الشيوعي بدلة الخاكي بدل لباس العمل و زي الطبقة العاملة وتصبح السلطة عسكرتاريا مقيتة تحاول الباس المجتمع المدني لباسها الميت الالوان وتاسس هذة الاحزاب المتسلطة اجهزة من الجواسيس والمخابرات والشرطة السرية تفتك بالطبقة العاملة .وتستبدل البروليتاريا عملها المجيد بانتاج السلعة بالانشغال بالتجسس على بعضها البعض ومراقبة العمال المتذمرين وتصبح النقابات مراكز تجسسية على مؤسيسها . .و يصبح الحنين للراسمالية اخيرا حلما ورديا يراود الخيال في ربوع المجتمع وحنينا لقانونها الشهير بالحرية - دعة يعمل – دعة يمر - حين يموت العمل والبضاعة ويصبح التصنيع عسكريا بحتا وينتشر الجوع وتفرض حالات التقشف على الشعب بسبب الضرورة التي يعلنها الحزب الشيوعي الحاكم الذي يتحول بالتالي الى "طغمة " . بينما تصبح الدولة بنكا مدرا للنقد في جيوب اعضاء الحزب من كادرة المتقدم ومكتبة السياسي ولجنتة المركزية المتبؤة للمناصب الحساسة المعتاشة على العمال . تمتلك للبيوت الفارهة .الشقق .الارصدة والحسابات .السفرات المجانية بعمل العمال . بعد ان تنتقل القيمة الزائدة اساس وجود و روح المجتمع الراسمالي هذة المرة الى جيوب المتنفذين العسكريين الجدد . وتجد البروليتاريا نفسها اخيرا قد دخلت عبودية اشد فتكا وسوداوية واذلالا لها من عبودية الراسمال . لقد شغلت هذة الطغم العسكرية ارق المفكرين الشيوعيين في وقتها وكما يصفها هنري لوفيفر في كتابة مالحداثة "" ان هؤلاء المراجعين انما ينصبون انفسهم مراجعين لماركس وانجلز ولينين .انفسهم الذين تظل الدولة لديهم زائلة : لاتنشا الا لتزول ولايمكن لها الا ان تزول " اما الادراة الاجتماعية لوسائل الانتاج الممشركة " من الاشتراكية " وليس المدولنة ( من الدولة ) ولا كذلك المسلمة الى الاختصاصيين والتقنيين (والنبلاء ) الذين ينوبون عن الطبقة العاملة والموضوعيين – كالدولة – فوق المجتمع في مناخ قيادي محض ""....1 تعطي الموسوعة البريطانية الصادرة في عام 1974 تعدادا باعضاء الاحزاب الشيوعية في العالم كما هو موضح -ولاحظ ان اعداد هذة الاحزاب قليلة جدا بالمقارنو مع عدد السكان - ( الاتحاد السوفيتي 15 مليون عضو . البانيا 87 الف . بلغاريا 700 الف هنغاريا 760 الف فيتنام 11000000 مليون ومئة الف يوغسلافيا مليون ومئة الف . رومانيا 2380000 مليونان وثلاث مئة وثمانون بولندا مليونان ومائتي وسبعون الفا . المانيا الشرقية 1950000 مليون وتسعمئة وخمسون .الصين 28 مليون فقط مليون . العراق واسرائيل 2000 الفان فقط )..2 . وبمرور الزمن يصبح كادر الحزب طبقة عفنة اشد عفنا من الراسمالية وشخصوصها . مثلما قال " ريش هونيكر " لقد اذلت دول الديمقراطيات الشعبية البروليتاريا اكثر مما اذلتها الراسمالية ". يصف غورباتشوف احد الرسائل التي حصل عليها من جمهورية ليتوانيا بعد التغيير والاصلاح في كوادر الحزب والسلطة " ان القلب مفعم بالانطاباعات لدرجة يستحيل معها الصمت فها نحن نرى للمرة الاولى بعد سنوات طويلة في قيادة الحزب والدولة اناسا لهم وجوة انسانية " ...3 بينما يؤكد لينين بعد انتصار اكتوبر المجيد " ليس هناك في التاريخ ثورات يمكن بعد انتصارها ان توضع في الجيوب او تنام على اكاليل الغار "" 4 فلم تكن الاحزاب المسماة بالشيوعية احزايا بروليتارية مثلما كانت احزاب كاسترو واريش هونيكر وجاو جيسكو وتيتو وكيم ايل سونغ بل هي تشكيلات عسكرية اعادت البروليتاريا الى حكم ا لملكية السابق على عصر البرجوازية الراسمالية حتى اصبحت الدولة الشيوعية في اخر امرها وراثية ملكية . يقول لوفيفر " غير ان البرنامج الاوحد للماركسية ذلك الذي يحوي فكر ماركس الاصيل كان يجيب بوضوح ..... فبقفزة واحدة ستجعلنا الثورة ننتقل من نظام الضرورة الى نظام الحرية " ..." وان تعريف الاشتراكية عن ماركس ولينين وانجلز هو تحطيم اليات الدولة البرجوازية واستبدالها بدولة اشتراكية ومحو الطبقات "...5... ان مؤسسي الماركسية واشتراكيتها العلمية لم يخترعوا شكل جاهزا للاشتراكية بل ان كل شكل مرتبط بظرف المرحلة. وبما ان بروليتاريا اليوم ليست بروليتاريا الامس . فبروليتاريا اليوم مقسمة حسب طبيعة المهن والعمل الى عمال مهنيين . عمال مهرة . فنيين . تقنيين _ تقنيين اختصاص . مهندسين . خبراء تصميم وهذة التقسيم الجديد للعمل لايمكن الاستغناء عنة ابدا في عصر الاقتصاد الحديث . فالبروليتاريا سارت ايضا تقدم المادة وجدلها ولم تعد عمال متفرقين يشغلون نول نسج القطن او انتاج جزءا من السلعة . حين اصبحت السلعة خليطا هائلا من الخبرة والعمل للانتاج ومزيجا تسويقيا متكاملا للبيع . امام هذا الوضع الجديد لابد من ايجاد وتاسيس احزاب شيوعية مختلفة تمام الاختلاف عن بنية الاحزاب السابقة البعيدة عن موطن العمل ومكانة وغريبة كل الاغتراب عن انتاج سلعة .بضائعة وعمالة . يكون اعضائها من العمال والفنيين المهندسين . النقابات وكل الفئات التي تمارس العمل الفعلي المنتج وليست الفئات التي تتعاطى الفكر المجرد والثقافة التنظيرية الفارغة . كتب ماركس (" ان الشيوعية ليست نموذجا مثاليا بل تحرك للمجتمع للخروج من حالتة السابقة " وان وجة الاشتراكية هو وجهها الانساني الامر الذي يتفق تمام الاتفاق وفكرة ماركس الذي راى مجتمع المستقبل مجتمعا يحقق المثل العليا للانسانية على ارض الواقع " " ومن السمات الجوهرية للاشتراكية اقامة سلطة الشعب الحقيقية " الاشتراكية كما نفهمها الان هي بالدرجة الاولى الحرية لقد كان مؤسسا الاشتراكيةالعلمية يربطان ربا وثيقا الدافع الرئيس للثورة الاجتماعية - تحرير الطبقة العاملة - بتحرير الجنس البشري كلة من جميع اشكال الاضطهاد ....6"") وحسبنا هذا التعريف الماركسي اللينيني الرائع للثورة الاشتراكية جاسم محمد كاظم
1-- مالحداثة هنري لوفيفر ترجمة كاظم جهاد دار ابن رشد للطباعة 1983 طبعة اولى 2- britannica of the year 1975 ص 187 3- البيريسترويكا . اعادة البناء والفكر الاشتراكي .. الى اين نحن سائرون ؟ ص23-25 ميخايل غورباتشوف ترجمة الدكتور عباس خلف الناشر شركة المعرفة 1990 4- نفس المصدر 5-مالحداثة هنري لوفيفر ترجمة كاظم جهاد دار ابن رشد للطباعة 1983 طبعة اولى 6- البيريسترويكا . اعادة البناء والفكر الاشتراكي .. الى اين نحن سائرون ميخايل غورباتشوف ترجمة الدكتور عباس خلف الناشر شركة المعرفة 1990
#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طاقتنا لها وزير ومستشار ونائب للرئيس.. والطاقة = صفر
-
للمرحوم العراق - الفاتحة-
-
ماذا لو اعلن احد احزاب السلطة في العراق الثورة ضد الاميركان
...
-
كيف تكون الاشتراكية في بلدا يخلوا من طبقة العمال والفلاحين ي
...
-
ماذا يقول الرئيس انور السادات حين اصبح -راشد- شيخا -وزينب- م
...
-
هل اصبح مايسمى (بالشهيد ) هو الخاسر الاكبر في العراق ؟
-
-الحل هو المحتل- ايها الاخوان المسلمون
-
الاولى بالاستحداث وزارة للمولدات الكهربائية
-
الشيعة والانتساب الكاذب لعلي بن ابي طالب
-
مذ خلقنا ونحن مسروقين - يا شاعر قناة الفرات-
-
الدينجية ..1
-
هل سيُقبل الخروف ناب الذئب في السلطة المحدثة
-
.هل تريد السعادة الابدية . اذا كن سجينا سياسيا عراقيا
-
-ماظل حجي يسوي العتب- .. ياالبغدادية
-
فريضة حج للبيع .. هل اصبح الدين سلعة ؟
-
جلادي العراق الجدد .
-
أكتوبر التي اوقفت التاريخ على قدمية نسخ الكتروني جاسم محمد ك
...
-
بعد محاضرتة الاقتصادية هل اطلع أحمدي نجاد على مؤلفات فؤاد ال
...
-
تقسيم الفئات العراقية في مواقعها اللاانتاجية
-
- لينين -باقلام القومية العربية - نسخها جاسم محمد كاظم -
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تعمل من أجل إنجاح الإضراب الع
...
-
تعليم: نقابات تحذر الحكومة ووزارة التربية من أي محاولة للتم
...
-
تيار البديل الجذري المغربي// موقفنا..اضراب يريدونه مسرحية ون
...
-
استمرار احتجاجات ألمانيا ضد سابقة تعاون المحافظين مع اليمين
...
-
رائد فهمي: أي تغيير مطلوب
-
تيسير خالد : يدعو الدول العربية والاسلامية الانضمام إلى - مج
...
-
التخطيط لمظاهرات في ألمانيا لمناهضة التعاون مع اليمين المتطر
...
-
Al-Sudani and Keir Starmer’s meeting – and male hypocrisy!
-
هيئة الدفاع في ملف الشهيدين شكرى بلعيد ومحمد البراهمي تعلق ح
...
-
مقترح ترامب للتطهير العرقي
المزيد.....
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
-
طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و
...
/ شادي الشماوي
-
النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا
...
/ حسام عامر
المزيد.....
|