أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - انعام الور - رد على مقلة السيد نضال نعيسة:















المزيد.....

رد على مقلة السيد نضال نعيسة:


انعام الور

الحوار المتمدن-العدد: 3231 - 2010 / 12 / 30 - 00:40
المحور: المجتمع المدني
    


رد على مقالة السيد نضال نعيسة المحترم: لماذا لا تلغى اللغة العربية من المناهج التربوية

أود التوضيح بداية بأن ما دفعني للرد على مقالة الأستاذ نعيسة لا يعدو كونه "غيرة علمية" اذا صح التعبير كون المقالة تضمنت ما يمكن تسميته سوء فهم لمبادئ واسس في علم اللغة او علم اللسانيات الحديث الذي اتخصص به واقوم بتدريسه. ولست الوم استاذنا على ما جاء في مقالته التي استمتعت بقراءتها بما فيها من التباس فكل متحدث للغة له ولها الحق بأن يدلوا بدلوهم في قضية لغوية كون لغة اي مجتمع انساني هي ملك للمتحدثين بها وليست حكرا على فئة من المتخصصين. ولكن من الملاحظ ايضا اننا لا نقدم تصورات في قضايا كثيرة دون الرجوع الى متخصصين في تلك القضايا الا في قضايا اللغة. من منا على سبيل المثال على استعداد بأن يبدي الرأي في ظاهرة بيولوجية أو فيزيائية دون الرجوع الى المتخصصين في تلك العلوم!
كما اود التأكيد على انني من المتابعين لمساهمات استاذنا ومن المعجبين بفكره.
اوافق سيد نعيسة بأن الكثيرين من طلبة المدارس في البلدان العربية ينفرون من حصص اللغة العربية وتأكيدا لكلامه نجد ان كثيرا من الطلبة يفضلون التقدم لامتحانات البكالوريا العالمية او ال المترك البريطاني بدلا عن امتحانات نهاية المرحلة الثانوية الوطنية حتى يتفادون ما امكن تخصصات مناهج اللغة العربية المملة والتي لا تمت بصلة لواقعهم الحياتي اليومي. كما اوافق الكاتب الكريم بأن قلة قليلة ان وجدت من المتحدثين بالعربية قادرة على مراعاة قواعد العربية الفصيحة حين التحدث بها او حتى قراءتها والسبب الوحيد الوجيه هو ان العربية الفصحى ليست ملكة طبيعية وانما هي لغة نتعلمها ولكننا لا نكتسبها اكتسابا طبيعيا كلغة ام. العربية الفصحى هي لهجة من لهجات العربية القديمة والأرجح خليط من بعض اللهجات القديمة التي قرر علماء اللغة واهمهم سيبويه انها فصيحة فجعلوا لها مكانة اجتماعية تعلو على اخواتها من اللهجات العربية. أذا المشكلة ان الطلبة العرب كما العرب اجمعين وفي المجالات الرسمية مجبرون على استعمال لغة هي ليست لغتهم الأم ولكن لا احد يجرؤ على الأفصاح بذلك!
من المعروف وهذه حقيقة موثقة ان معيار الفصاحة عند سيبويه ومن تلاه من علماء اللغة كانت القبائل العربية الموغلة في الصحراء ممن لم يكن لهم اتصال بالمتحدثين بلغات اخرى لظنهم اي العلماء القدامى بأن "النقاء اللغوي" لا يستقيم اذا كان هناك اتصال مع شعوب اخرى. لذلك قالوا ان "افصحهم اصحرهم". ولكنني لا اقلل من شأن المشتغلين باللغة من القدامى بل على العكس اقول: ان ما انجزوه بشأن العربية قد تقاعصت عن فعله جميع الأجيال من المتحدثين بالعربية منذ القرن الثامن الميلادي! والخص ذاك الأنجاز بأنهم اوجدوا ما يمكن تسميته بالمعيار للغة كتابة رسمية. منذ ذاك الحين أي منذ ما ينوف على اثني عشر قرنا لم يقم العرب باعادة صياغة معايير الفصاحة لتأخذ بعين الأعتبار التغيرات اللغوية والحياتية في واقع المتحدثين بما نسميه العربية. واما النتيجة الحتمية لهذا الواقع المرير فهو اجيال واجيال من الطلبة العرب الحائرون بين مطرقة مدرس العربية الذي يستهزء "بقدراتهم اللغوية" (واخال المدرس او المرسة ليسوا بأفضل حال من الطلبة من حيث المقدرة اللغوية!) وبين سنديان رغبتهم في الحداثة. هم مجبرون على كره واحتقار لغاتهم الأم وهنا مربط الفرس: ففي حقيقة الأمر هم لا يكرهون لغتهم الأم! من منا لا يحب لغته الأم ويشعر بدفئ اتجاهها؟ فتجدهم يتندرون ويبدعون بتلك اللغات (الشامية والحورانية والسلطية والكركية والرباطية والقاهرية والقصيمية...) ولكنهم مكرهون ان يصدقوا انهم لا يفقهون بالعربية شيئا كون العربية الوحيدة بلا منازع هي تلك التي كتبت قواعدها ابان القرن الثامن وعدا ذلك فان جميع اللهجات العربية الأخرى اي لغاتنا الأم هي علامة فساد! يعني لا ينفع دريد لحام ولا الماغوط ولا محفوظ ولا عقل ولا الرحباني كلهم فساد ولا يصلحون معيارا للثقافة ولا للفصاحة. لا اود الأطالة هنا واختصر بالقول: ما نحن بحاجة اليه وعلى وجه السرعة هو اعادة كتابة قواعد اللغة العربية لتكن قواعدا للعربية الحديثة كما يستعملها مثقفوا العرب الحديثين. ليكن نزار قباني ومحمد اركون وسعيد عقل وجبران ونوال السعداوي والقمني (وحتى نعيسة ان شئت!) معيارا للفصاحة فنعيد كتابة قواعد اللغة العربية الرسمية. ولنترك دراسة العربية الكلاسيكية لمن شاء من المهتمين. براي المتواضع لربما وجد اهتمام اكبر بين الطلبة العرب لدراسة العربية القديمة اذا اتفقنا انها العربية كما كانت وليس كما هي! شيىء من الديمقراطية اللغوية لربما يجدي نفعا.
عزيزنا سيد نعيسة: لا يوجد لغات راقية ولغات متخلفة هكذا بالفطرة. وانما الحقيقة التي يمكن اثباتها تاريخيا وعلميا هو ان جميع اللغات الأنسانية قادرة على التعبير بقدر متساو عن احتياجات المجتمع الذي يستعملها فاللغة تتغير وتتطور حسب التغيرات والتطورات في حياة الشعوب التي تتحدثها. الأنجليزية ابان الفترة النورماندية في الجزر البريطانية كانت تعتبر لغة العامة والطبقات "الغير متحضرة" مقارنة بالفرنسية لغة "النبلاء" في تلك الفترة وحين انتهى الحكم النورماندي الذي اتخذ من الفرنسية لغة للدولة بدأ التغير لصالح الانجليزية التي نهضت لتبدأ باحتقار لغات الشعوب السابقة في الجزر البريطانية (انظر ماذا حدث للغة ايرلندا الأصلية: ال جاليك والتي في اوجها كانت قد دحرت حتى اللاتينية كلغة عبادة في الكنيسة الكاثوليكية). قضية ان اللغة العربية سيطرت على لغة العلم ابان فترة معينة هي حقيقة تاريخية وليست بغريبة نظرا للواقع السياسي في تلك الفترة. كما ان اللغة التركية سادت مناطق شرق المتوسط ابان الحكم العثماني ولا زالت آثارها في لهجات المنطقة حتى يومنا هذا وكذا الروسية ابان الأتحاد السوفييتي واليونانية واللاتينية ابان فترات تفوق المتحدثين بهما في فترة ما الخ. كما ان قضية ان لغة معينة اسهل من اخرى من حيث المبدأ غير حقيقية: كل لغة ام اسهل لمتحدثيها من اي لغة اخرى مكتسبة من خلال التعلم. الطفل الصيني ينشأ متحدثا للماندرين اذا كانت هذه لغة من حوله كما الطفل البريطاني ينشأ متحدثا للانجليزية كمن حوله والأثنان يتقنان لغة آبائهم خلال السنوات الأولى من عمرهما. لا فرق في عدد السنوات التي يتطلبها الطفل الصيني مقارنة بالطفل الأنجليذي حتى يتقن لغته الأم. وكذا الحال في العربية فلا فرق في عدد السنوات التي يتطلبها الطفل المغربي لأكتساب لغته الأم مقارنة بالطفل اللبناني وهكذا... ما تراه من تعثر العرب في "العربية" محصور بمقدرتهم اللغوية في العربية الكلاسيكية القديمة لا غير. أيعقل انا الأردنية ان تكون مقدرتي اللغوية تفوق مقدرة السيد ثعيسة بلهجته السورية؟ طبعا لا. كما انه لا يمكن فهم عدم مقدرة اي انسان ذو قدرات طبيعية عن التحدث بلغته الأم! فكيف "تغلط" عند استعمال اللغة الأم!
واما قضية ان في العربية احرف لا يمكن النطق بها للدارسين فانها قضية نسبية تعتمد على الخلفية اللغوية للمتعلم. لا اصوات او احرف غريبة في العربية بالمفهوم المطلق (وبالمناسبة جميع الأحرف في اللغات الأنسانية "طبيعية" من حيث ان فسيولوجيا النطق عند جميع الشعوب متطابقة: كل انسان باستطاعته ان يلفظ كل حرف في اللغات الأنسانية من حيث المبدأ). ألضاد ليسث بصوت صعب على الأطلاق فهذا الصوت الذي تعني لا يعدو كونه "دال مفخمة" واما ان كان الأفتراض بأن العربية سميت ب "لغة الضاد" لأنها تفردت بهذا الصوت بين لغات العالم فلي تعليق في هذا الشأن: الضاد العربية المعنية والتي انحدرت منها الضاد الحديثة ليست كما ننطقها في العربية الحديثة وانما اصلها (وهذا الوصف تجده في سيبويه "الكتاب") صوت احتكاكي (بعكس الضاد الحديثة وهي صوت انفجاري) مفخم ذلقي (اي انه يشبه "اللام" بعض الشيىء في كيفية نطقه). ذاك النطق القديم للضاد والذي حدثنا عنه سيبويه هو الذي دعا القدماء لوصف العربية بأنها لغة الضاد فاللغاث السامية الأخرى كانت قد تخلصت من هذا الصوت في فترة اسبق للعربية. الصوت الأصلي نادر في اللغات الأنسانية ولكن العربية لم تتفرد به (كما هو معتقد) والعربية كغيرها من اللغات السامية قد الغت هذا الصوت من منظومتها واستبدلته بالدال المفخمة (اي الضاد الحديثة) مع العلم ان بعض اللغات القوقازية تحتفظ بصوت يشبه الضاد السامية والعربية القديمة وكذا اللغة الويلزية (المستعملة في ويلز في المملكة المتحدة) فتحتفظ بصوت مشابه (وهو ما يكتب باستعمال حروف
ll
. واما بالنسبة للحرف "قاف" الذي ذكره الكاتب من جملة الاصوات التي"يستحيل معها لأي انسان او المتحدثين الأصليين اللفظ بها بشكل جيد" فاقول ان هذا غير صحيح فالفارسية على سبيل المثال فيها نفس الصوت وفي حقيقة الأمر فان اغلب الظن ان هذا الصوت في العربية الحديثة هو نتاج تغير لغوي اي ان العربية لم تحويه قديما وانما القاف العربية الأصلية هي اشبه بلفظ هذا الحرف كما في حوران او المحكية السعودية والخليجية والبغدادية ولربما ان القاف الفصحى الحديثة المهموسة ان لم تكن نتاج تغير لغوي طبيعي هي من تأثير الفارسية على العربية (انظر في هذا الشأن ما جاء في مقدمة ابن خلدون)

قبل ان اختم بشكري الجزيل للسيد نعيسة على مساهماته المثرية اتوجه ببعض العتب الى الكاتب الكريم واحد المعلقين لما اراه تعسف وبعض من الأستهزاء باللهجات العربية المحكية في شمال افريقيا. كان وما زال "المشارقة" ولا اعني الكاتب المحترم ينظرون الى الجزء الأفريقي بأنه "اقل عروبة" وان لهجات شمال افريقبة "مسلية" مضحكة" "غريبة". برأي المتواضع جدا هذه التصورات وهمية في احسن الأحوال ونرجسية في اسوأها: اللهجات العربية المحكية في شمال افريقيا هي نتاج التفاعل بين اللهجات العربية القديمة التي وصلت مع العرب (بنو سليم وبنو هلال) ولغات الشعوب الأصلية في هذه المناطق واهمها البربر تماما كما ان اللهجات المشرقية بما فيهاحتى الحجازية داخل الجزيرة (عدا عن النجدية ربما) هي نتاج الالتقاء والتفاعل بين اللهجات العربية القديمة ولغات المناطق التي وصلت اليها القبائل العربية. أرى ان "النكات" التي اوردها احد المعلقين غير لائقة خاصة بموقع كالحوار المتمدن كما انها غير مضحكة على الأطلاق!
كل الشكر للسيد نعيسة وللموقع

د. انعام الور
جامعة اسكس. المملكة المتحدة



#انعام_الور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - انعام الور - رد على مقلة السيد نضال نعيسة: