أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل عبدالله - غزة والحلم














المزيد.....

غزة والحلم


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3230 - 2010 / 12 / 29 - 03:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليست قرية وليست دولة !! تعيش حياة العصور الوسطى فحسب بل هي المجمع العربي , إذ ضمت أحياء العبيد والمحرومين , وأحياء الفقراء , والبائسين إلى جانب القصور التي يملكها ملاك الأرض الكبار ورجال السلطة والتجار . عالمان نقيضان أحدهما مقهور محبط, والأخر متسلط فاسد لذا فواقع غزة هنا رمزي يعالج الحياة العربية بعامة... وكما قال الشاعر:
" ثمة سلالات .. ما إن تتنفس هواء المستقبل.. حتى يجيء الذين يرمونها .. في مستنقعات الحروب " ..
غزة- هي قصة الإنسان الفلسطيني كجماعة في مرحلة زمنية تميزت بقسوتها , بصراعاتها , بأحلامها وخيباتها , والحقيقة أن هذا التجوال الذي نأخذك إلية يخلف تعبا في المحصلة ذهنيا وان كان يشوقك بما سيريك في كل موقع وموقع . محاولة مني للخروج من حصارات من كل نوع , حصار الجوع , حصار القهر والقمع , الذي يتناغم مع الأول ليصبح أكثر وقائع أقرب إلى الكارثة . هذه الكارثة تذكرنا بقسوة الوقائع التي تعنيها الحياة في غزة , والتي تتضاعف وانأ اكتب هذه الكلمات . فالصدق هنا مطلوب حتى لوصدر بعد طول انتظار طويل .
وكما قال الشاعر:
" لا أخذ بيتي إلى البلاد .. الهواء يحمله عني .. بيتي البلاد على أقدامها تسير.. في كل الأرض .. أنها مواقد النار التي أكلت الأحلام وشوهت الملامح.. وغيرت النفوس .. "
في غزة- تتسرب الأصوات هنا وهناك في الطرقات في كل مكان تملا الليالي بالثقل المبهم, فأنا استلقي على فراشي ومن بعيد تأخذ دقات قلبي مثل الطبل تضع الإيقاع كأنها دقات قلب عنيدة.. ذقنا أقسى أنواع المذلة والهوان والتشرد , ولابد أن اعنف ماكان في هذه الفترة , مثله في ذلك كل اللاجئين من حولنا , هو فقدان الوطن وضياعه وأنت داخل الوطن !! السنوات ظلت تمر الواحدة بعد الأخرى, بينما ظل الأفق فقيرا فارغا من بصيص أي أمل. ولا بد أن هذا الإحساس الذي نعانيه هو ضياع الوطن وفقدانه, الناس ضاعت, يهيمون على وجوهم بحثا عن الحياة عن لقمة العيش يصارعون من اجل البقاء ولكن أين !؟ فقدت جنة طفولتي , هذا الجرح ظل يزداد اتساعا يوما بعد يوم يرفعني إلى مزيد من اليأس والتشاؤم .. وفي الأخير يتراكم الدم والدمع !!
في غزة- قهوتي مازالت تبرد شيئا فشيئا ومازلت اقبع وحيدا في غرفتي يخيم معي الإحساس بالفراغ , والراحة لم تصل بعد ولكني أريد أن أنظف رأسي من بقايا الموعظة الحسنة والكلمات الطيبة .. وقلبي من خطاب الحب الأول وشظايا الزجاج .. وعيني من شبابيك السجون والأبواب الموصدة .. وصوتي من أكسيد الأدعية والنداءات المفقودة .. إنني اكتب لأكتب.. هيئتي التي كانت تخيف أيما كائن ولا تخيف أي شيء.. أصبحت ألان تخيفني وتخيف طفلي.. تخيف مرايا غرفتي .. تخيف دفاتر ذكرياتي .. تخيف قمصاني المطرزة .. أزهار شقتي .. وكذلك أصبحت هيئتي تخيف الأخر ....
هل لنا أن ننسى ؟
في غزة- صمت لا نتكلم , اغلب مافيها خلاف مع الدنيا خلاف مع الاقراباء مع الأعمام وأبناء الأعمام ومع الجيران وأبناء الجيران , ومع الكلاب في الشارع وأبناء الكلاب , كلنا كلما حاولنا أن نكون صادقين مع الآخرين , يفسر صدقنا على أنة ضعف , فتحتار ماذا تفعل , ونلجأ في النهاية إلى كتابة المقالات , كحل أخير ولكن ليس الوحيد , والحل الوحيد المطروح في غزة دائما إما أن تهرب , فتؤكد بذلك ضعفك حسب رؤية الآخرين وإما أن تقف , وليكن بعد ذلك مايكون .. انتهى .



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب والسلم الأهلي
- كلمة مؤتمر حق العودة للاجئين وقرارات الأمم المتحدة
- دراسة جديدة حول الفقر في قطاع غزة
- رحيل الى الوطن
- دعوني أتكلم - شهادة أمرآة من المناجم البوليفية -
- هناك حروب وسلام
- ملامح المرأة المقاتلة السوفيتية
- فأسيلي تيوركن .. النموذج الثوري المقاتل
- ستالين الزعيم والقائد في زمن قله فيه القادة
- هل بدأت عملية تشكيل هوية الثقافية للفلسطينيين ؟؟؟
- الحرب الوطنية العظمى .. ومقاومة الشعب السوفيتي
- الموت والانبعاث والخلود ...من ذكريات الجيش الأحمر الحرب العا ...
- عندما تلتقي الماركسية بشباب الحزب المثقف
- الحركات الأصولية في المجتمع العربي


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل عبدالله - غزة والحلم