أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الاقلام وثقافة المقاومة:














المزيد.....

الاقلام وثقافة المقاومة:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 17:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


لو اردنا ان نجرد الحوار الداخلي الفلسطيني من ثيابه وزركشة الوانها, لوجدنا انه حوار يدور عمليا حول _ ثقافة المقاومة _, فالجميع كما يبدو مبدأ _ نهج _ المقاومة, غير انه مختلف الثقافة المرشدة له, اي على الاساليب, والمباديء والمبادرات والادواتها والشروط.
ان المقاومة الوطنية هي رد فعل دفاعي وطني على حالة اعتداء خارجية من طرف اجنبي, والمقاومة لم تكن لتوجد اصلا في مجتمع ما طالما ان تاريخ تطوره الحضاري لم يسلحه ثقافيا بنفسية وسلوك دفاع عن الذات مقاوم للعدوان والظلم, فكل مجتمع قومي يملك موضوعيا وطبيعيا مثل هذا التاهيل الثقافي, لذلك استعجب من اؤلئك اللذين يوجهون لبعضهم البعض تهمة محاولة شطب والغاء _ ثقافة المقاومة _, وكان مستوى اجتماعي معين يملك قرار وجود وبقاء او شطب والغاء _ ثقافة المقاومة_ , متناسين بدهية بسيطة جدا في الطبيعة الانسانية ان اصل ثقافة المقاومة هي حالة غريزية يتمحور جوهرها حول الدفاع عن النفس, وان ما يجب الحوار حوله هو _ الشكل الثقافي المطلوب للمقاومة في لحظة محددة بشرط معين_ , وهذه مسالة يعود تقريرها للوعي السائد والمسيطر اجتماعيا
ان _ العدو وعدوانه_ هو مصدر _ استثارة ثقافة المقاومة _ في الذات الانساني, وطالما ان حالة الاعتداء والعدوان حاصلة ومستمرة, فان ثقافة المقاومة تبقى مستثارة في الذات الانساني, وليس على الانسان سوى تقرير الشكل الثقافي النوعي الخاص الذي عليه ان يبدي مقاومته عليه, وهو قرار يعود اتخاذه للحوار الاجتماعي وتقديراته السياسية.
ان شمولية ثقافة المقاومة لا يمكن اختصارها في المفاضلة بين خيار العنف او السلام وشكل اما اللجوء للسلاح والعمل العسكري او اللجوء للتفاوض والعمل الديلوماسي, فهذان بذاتهما من اشكال المقاومة التي تستدعيها ثقافة المقاومة الموجودة في الانسان, لكن حصر رؤية ثقافة المقاومة فيهما فحسب, انما هو جمود فكري وحالة قتل لثقافة المقاومة وتفريغ لها من حجمها الكبير وتنوعها المتعدد. فحتى القوى الاستسلامية تقاوم اثناء استسلامها. حيث المسالة مسالة حفاظ على البقاء اولا واخيرا.
ان الحوار الفلسطيني اذن يجب ان يخرج عن دائرة الاتهام بمحاولة شطب ثقافة المقاومة وان يدخل اطار الاتفاق على ضرورة اللجوء لاشكال المقاومة المناسبة للظروف الموضوعية, والولوج من هذا الى الاتفاق على استراتيجية تهيئة الظروف الموضوعية لتنويع اشكال المقاومة, اما ثقافة المقاومة فان الصهيونية نفسها بعدوانها المستمر علينا تكفلت لنا بالابقاء عليها.
الموقف من الانجاز الفلسطيني, هو من المسائل التي تطرحها القوى الان بالصورة الخاطئة على ثقافة المقاومة وتستفتيها بها, حيث نجد الان دعوة لحل السلطة الفلسطينية لاعتبارات الفساد ولاعتبارات ان اسرائيل قادرة بحكم خلل تفوقها في ميزان القوى على انهائها, فاين هي روح وثقافة المقاومة في مواجهة هذه التبريرات, اما البديل المطروح فهو اعادة الاعتبار للدور الفصائلي الانشقاقي الانقسامي التاريخي, ( لا اقصد هنا وضع غزة الا باعتباره حلقة من حلقات هذا الوضع ) الم يكن الفساد مستشري ايضا في الوضع الفصائلي, وهل لم يتعرض الوضع الفصائلي لاجتياح لبنان عام 1982 فانهى وجوده, وهل الوضع في غزة بمعزل عن الاجتياح, ام هي مسالة الامساك بالبندقية ومشاعر الرجولة فقط.
ان ما اقصده في مقالي هذا وحتى لا يساء تفسيره هو ان شمولية ثقافة المقاومة يجب ان تشمل مفهوم و نهج عدم التخلي عن كافة اشكال المقاومة وايضا انجازاتها, وان الغباء يكمن في حصر مفهوم ثقافة المقاومة بخيار واحد من اشكالها. وان على الاقلام الفلسطينية ان ترتقي ثقافيا الى المستوى الصحيح لشمولية مفاهيم ومقولات ثقافة المقاومة, عوضا عن ممارستها التخلي عن بعض ثقافة المقاومة والتماسك على بعض فحسب. والانتباه الى ان ثقافة المقاومة ليست موضوع خيار فلسطيني بل ان اشكال المقاومة هي موضوع الخيار
لكن ما يجب عدم اهمال محاكمته في ثقافة المقاومة هو ان تكون ثقافة مقاومة وطنية او ثقافة مقاومة جهادية, حيث المقاومة الجهادية هي مقاومة دينية قد تكون اسلامية او مسيحية او يهودية او هندوسية او سيخية او بوذية, في حين ان ثقافة المقاومة الوطنية هي ثقافة قومية فوق دينية
لقد كانت الصراعات الصليبة الاسلامية صراعات جهادية لكلا الطرفين غير انها لم تكن صراع تحرر وطني فلسطيني والان فان الصراع الاسلامي المسيحي اليهودي هو ايضا صراع يسترشد بالثقافة الجهادية غير ان كفاح التحرر الفلسطيني هو كفاح وطني من اجل التحرر القومي, ولذلك نجد ان تداخل الثقافة الجهادية بالثقافة الوطنية هو من معيقات ثقافة التحرر الوطني فالاطار التنظيمي لحركتي حماس والجهاد الاسلامي لا يمكن ان ينفتحا اما الفلسطيني المسيحي او اليهودي في حين ان الاطار التنظيمي العلماني الوطني مفتوح امام اتباع كل الديانات’ فهل نتماسك على ثقافة المقاومة الوطنية ام على ثقافة المقاومة الجهادية؟



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتراح للرئيس الفلسطيني:
- عملية ( الرصاص المصبوب 2 ) بدأت. والسؤال هو لماذا وكيف؟
- حملة حرف _ د _ وصراعنا الثقافي مع الصهيونية _ الانحراف_ المو ...
- نقول للاخوة العراقيين مبروك.... ولكن؛
- السلطة تفتح جبهة عالمية مغلقة ضد اسرائيل والولايات المتحدة و ...
- هل تنجح محاولة نقل التفاوض من مسار اوسلو والعودة الى مسار مد ...
- جديد الصراع حول القضية الفلسطينية؛
- بيان المنظمة وقرار المحكمة الفلسطينية العليا والمفاوضات؛
- الولايات المتحدة باتت اكثر من شريك مفاوضات و اقل من وسيط سلا ...
- ملاحظات على مقال ( الدولة الفلسطينية افاق ومهمات )
- تماسكوا على الروح الهجومي:
- القييادة الفلسطينية... ما خاب من استشار:
- تحصيل اعتراف من البرازيل بالدولة الفلسطينية انجاز سياسي سليم ...
- ماذا يحدث في الساحة الخلفية الفلسطينية؟ اعلمونا:
- وجهة نظر في ورقة نقاش حركة اليسار الاجتماعي الاردني:
- مونديال التطبيع في قطر سنة 2022م:
- خيار التوجه للشرعية الدولية من سيء الى اسوأ:
- الدكتور صائب عريقات واللاعنف :
- التعديل الحكومي الفلسطيني القادم, الى اين؟ :
- لفلسطين فجر ات


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - الاقلام وثقافة المقاومة: