سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 15:12
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
وتبقى بغداد تنور العالم
والشعب العراقي يقتحم العصر متحديا اعداء البشرية
تزهو شوارع بغداد بجماهيرها المتحدية لجبروت القطب الاكبر للامبريالية العالمية الادارة الامريكية وكل ما استخدمته من اسلحة فتاكة واخطرها الاسلحة النووية والكمتريل ولكل وسائل واساليب قوات احتلالها وادواتها من اجهزة وحكام وسياسيين محليين, القديمة والحديثة, في ترويض الشعوب. بدءا بتنظيم وتعميم افضع اشكال الارهاب الدموي الموجه لتمزيق وحدة الشعب عبر انتقاء مواقعه واهدافه وصولا الى تعميمه, ومرورا باقدم واحدث وسائل واساليب التضليل الديني والطائفي لتمزيق وحدة الشعب وصولا الى مختلف وسائل الافساد واخطرها الافساد المالي الذي ينسف الاسس الاخلاقية والمباديء الوطنية والقيم الانسانية .فقد اتاحت في البدء تدميرونهب الاموال العامة والخاصة ومن ثم اتاحت لادواتها في اجهزة الدولة نهب موارد الدولة بعد ضمان حصة الاسد منها فاججت بذلك الصراع على كراسي السلطة كوسيلة رئيسية للاثراء شرط ان يكون بعيدا عن كل استثمار لاعادة بناء الاقتصاد الوطني وتلبية احتياجات الجماهير الانية الملحة.
وفاتها ادراك قوانينها الراسمالية فالراسمالي يبحث عن الاستثمار لزيادة الارباح او على الاقل التمتع به ورغم كل التضييق يجد المنافذ لتحقيق احلامه. فقد كثرت مواقع اللهو والترفيه والمنتزهات العامة وشملت جميع المناطق بما فيها مدينة الثورة التي حولتها المنظمات الارهابية الى منطقة مرعبة . فمكتبة الطفل في مدينة الثورة التي اسستها رابطة المرأة العراقية قبل سنتين وفي اصعب الظروف تزخر اليوم بالاطفال وامهاتهم الفرحات بما يحدث لاطفالهن من تطور في سلوكهم ومعلوماتهم . وتتنوع نشاطاتهم الفنية والاجتماعية وصولا الى اعتصامهم ومطالبتهم بتنظيف المدينة . اما اطفال مكتبة الكرادة فكان لتطور دورها عبر سنوات تاسيسها الاربع وتراكم تجاربها ان طورت فرقة فنية تقدم تمثيليات رائعة اخذت المنظمات الاجتماعية ومحطات التلفزيونية تتنافس على استظافتها وتقديمها في برامجها. ومقرات رابطة المرأة العراقية في جميع مدن العراق تزخر بالنشاطات الاجتماعية ولاسيما تدريب النسوة على استخدام الحاسوب ودخول عصر الانترنيت لتسخرالمرأة العراقية من اخر موجة ردة تقودها قوات الاحتلال وادواتها في فرض الحجاب وحرمان المرأة العراقية من مواقعها في الحكومة التابعة
ورغم كل ما يعانيه نهر دجلة العظيم والخالد من تاثيرات سلاح الكمتريل الذي جربته الادارة الامريكية في العراق بعد هايتي, من تقليص لمجراه وبروز العديد من الجزر فضلا عن حجر مساحات شاسعة من ضفافه لصيانة امن سفارة الاحتلال واجهزة الدولة المركزية, تبقى شواطئه دافقة بالعطاء وقبلة للجماهير حيث تتدفق الجماهير غير عابئة باصوات التفجيرات واخبار الاغتيالات. فقد اصبح التحدي وممارسة حق الحياة والتمتع بمنجزات العصرولو للحظات من مميزات الشعب العراقي التي حطمت كل وسائل واساليب الاحتلال وادواته لتركيعه. مقدما للبشرية بنسائه ورجاله مثالا في التحدي وفي الطموح الانساني للتطور والتمتع بمباهج الحياة .
سعاد خيري في 28/12/2010
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟