أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - بيضات - البعث في صندوق السرداب














المزيد.....

- بيضات - البعث في صندوق السرداب


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3228 - 2010 / 12 / 27 - 16:11
المحور: كتابات ساخرة
    


في حكايةٍ قديمة .. يُقال ان زوجاً تَعّرضَ لحادثٍ ، جعله يرقد على فراش الموت .. فقال لزوجتهِ : كما يبدو انني سأغادر الحياة .. وأريد ان اعترف لكِ بأنني قمتُ ببعض الاعمال السيئة والخيانة خلال سنوات حياتنا المُشتركة .. وانني تعودتُ ان أضع بيضةً في الصندوق الخشبي الكبير الموجود في السرداب ، كُلما خنتكِ أو إقترفت عملاً سيئاً !. نزلت الزوجة الى السرداب ، وفتحتْ الصندوق ، فوجدتْ ثلاث بيضات ... ففكرتْ للحظاتٍ مع نفسها ... أربعين سنة نحن معاً ، والرجل خانَ وأساءَ ثلاث مراتٍ فقط ... الله يسامحه ، وانا ايضاً سأسامحه . وهّمتْ بإغلاق الصندوق ، لكنها لاحظتْ كيساً ورقياً ، ولما فتحتهُ رأتْ رزمةً كبيرة من النقود ! . ذهبتْ الى زوجها وقالتْ له : وجدتُ ثلاث بيضات ورزمةً من النقود . أجاب الرجل : ... نعم .. كنتُ كُلما يصبح عدد البيض ثلاثين أضعها في طبقٍ وأبيعها ، وأجمع النقود في الصندوق !!.
مُشكلة البعث في العراق ، تشبه حالة الرجُل أعلاه ... فانه لم يخن الشعب ثلاث مراتٍ او عشرة من 1963 لغاية 2003 ، بل ان كُل تأريخه أسود ومأساوي .. ولا زُلنا لحد اليوم ندفع من دمائنا ومن أموالنا ، ضريبة الحكم الفاشي السابق ، وستبقى تأثيراته السلبية لأجيالٍ قادمة . والأدهى من ذلك ، ورغم إندحار البعث وإنكسارهِ المُخزي .. فانه لم " يعترف " بذنوبهِ وجرائمهِ ، أو يبدي أسفه وندمه .. بل ان قياداته في دول الجوار ، تفتخر بتأريخ الحزب ومنجزاته " القومية والوطنية " ، وبقاياه الناشطة في الداخل ، تنشط في التنسيق مع المجاميع الارهابية الاخرى ، من أجل إرجاع عجلة الزمن الى الوراء .. وإندسَ العديد من مؤيديه داخل العملية السياسية ، وإستغلوا الفوضى التي خلقها الأمريكان ، وفساد الطبقة السياسية الجديدة ، والإنفتاح الديمقراطي ، بحيث ثّبتوا لأنفسهم مواقع مهمة في مفاصل الدولة الجديدة ، بما فيها المواقع الامنية والعسكرية والمخابراتية ، ناهيك عن السلك الدبلوماسي والوزارات الخدمية . ان المحاولات الحثيثة لبعض السياسيين من اجل إلغاء هيئة المسائلة والعدالة ، وإعادة تعيين المزيد من كِبار ضباط الجيش السابق وكبار مسؤولي الامن والمخابرات السابِقَين ، في مواقع حساسة في الدولة ... هي مسألة خطيرة ويجب الإنتباه لها ، وتحشيد القوى المناهضة لعودة عتاة البعثيين الى مراكز حيوية في النظام الجديد .
بعد إنهيار النظام العنصري في جنوب أفريقيا ، ترسختْ " المُصالحة " من خلال ممارسة علنية واضحة عبر التلفزيون لعناصر الحكم العنصري المنهار من الذين يطلبون الصفح من الشعب ، حسب الكليشة التالية : " انا - ......- الضابط في الشرطة او الامن او الحزب الحاكم السابق ، اعترف بإشتراكي في الجرائم ضد شعب الجنوب افريقي ، وانا نادمٌ على ذلك ، واطلب الغفران والعفو من الشعب " . وبهذه الطريقة سامح الشعب عشرات الآلاف من أزلام النظام السابق ، ولكنه لم يُرجعهم الى مواقعهم السابقة او يُسلمهم مسؤوليات مهمة في الحكم الجديد .
مَنْ من ضباط الامن والشرطة والجيش والرفاق الحزبيين البعثيين .. إعترف بذنوبهِ وطلب العفو والمسامحة من الشعب العراقي ؟ هل صدام وقيادته فقط هم المسؤولون عن كل الجرائم التي حصلتْ في السابق ؟ من الضروري ان نغفر ونُسامح ... لمن يجب ان لاننسى مُطلقاً .
" بيضات " البعث في صندوق سرداب العراق ، لا تُعَدُ ولا تُحصى !!.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى القمامة ... نعجزُ عن رفعها ؟
- مافيات الفساد .. والشرفاء
- أنا وأصدقائي المسيحيين
- أقرباء المسؤولين
- حكومة وزير تربيتها - تميم - لاتُبّشِر بخَير
- جلسة تمرير الحكومة الجديدة .. ملاحظات اولية
- حُكم الاسلام السياسي .. جحيمٌ مُبّكر
- قانون التظاهر .. خطوة الى الوراء
- الرئيس نفسه يقول : كُفوا عن التمجيد !
- ما هي مطاليبنا ؟
- الخروج من السابع .. الى أين ؟
- دجلة بغداد في خطر
- أعطوه ألف ألف درهم
- على هامش مؤتمر ح د ك في أربيل
- إعفاء مُزّوري الشهادات من العقاب
- هل يُغادر - إبليس - العراق ؟
- إتقاء شرور ويكيليكس
- لا تستطيع ان تستبدل اُمك !
- لو كُنتَ شُجاعاً .. تعال الى الميدان
- جواد البولاني .. بالدشداشة والعقال


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - - بيضات - البعث في صندوق السرداب