سامر الاديب
الحوار المتمدن-العدد: 3227 - 2010 / 12 / 26 - 00:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المشاهد والمواقف التي تعتبر شاهدا على ازدواجية الفرد العراقي مشاهد لاحصر لها .. والازدواجية مرض اجتماعي يكاد يكون العراقيون هم الناس الاكثر في العالم المصابون بهذا المرض .. وهو نتيجة طبيعية لكل فرد عندما يبدا بداخله الصراع بين التحضر من جهة والبداوة التي تلبس الدين وشاحا من جهة اخرى .. من المشاهد البسيطة التي تعتبر نوع من انواع الازدواجية هو ماتعانيه المراة العراقية من صراع داخلي بين ان تثبت للغير انها متحضرة وفي نفس الوقت انها تستحرم ضهور مفاتنها هو ارتداء البنطلون الجنز تحت الجبة عند خروجها للتنزه او للتبضع .. المشكلة لاتكمن في ارتداء الجنز بقدر ارتباطها بالجهد المبذول والتركيز الغير متناهي في كيفية التلاعب واختلاق الاسباب المنطقية والغير منطقية لسرقة اكبر عدد ممكن من النظرات لرؤية المخفي تحت الجبة .. وهذا له طرق عديدة مثلا جعل الشق في الجبة اكبر مايكون وعدم ربطه باحكام واللجوء الى اليد للتحكم في مسكه .. وهنا تكمن الازدواجية باعلى صورها فما ان تنظر لها تغلق فتحة الجبة بيديها وبغنج انثوي يكاد لايقاوم .. ناهيك عن فرصتها الذهبية الكبرى وهي صعود الرصيف والذي يبيح لها الحق كاملا في اضهار الكنز المدفون وهو رؤية بنطلونها الجنز..هذه الحركات البسيطة تعطيك فكرة كاملة عن المرض الاجتماعي المستشري بين العراقيين وهو الازدواجية وتعطيك تصور اخر وهو ان المواعض والخطب الدينية التي تركز على هكذا مفاهيم تذهب ادراج الرياح..قد يتخيل القاريء اني الان احط من قيمة المراة العراقية..بالعكس هذا التصرف الذي تمارسه المراة العراقية تصرف طبيعي جدا في مجتمع يعاني صراع البداوة والحضارة منذ الازل..والمراة شانها شان الرجل فالرجل العراقي يكاد يكون اكثر ازدواجية منها باالاف المرات..ذلك ان رغم الحرية النسبية المباحه له الا انه مازال يعاني هذا الصراع الازلي فهو مطلوب منه ان يكون ذلك الرجل الزاهد الذي يحافظ على مكانته بين ابناء مجتمعه( المحلة او الحارة ) بحكم الخطب الدينية المتواليه التي تشد على يد هكذا نموذج .. من جانب اخر هنالك تيار جارف من القنوات الفضائية التي تدعوه ان يكون انسانا اخر يتمتع بالحرية وعلاقات الغرام التي لاحصر لها.. انه يرى كل يوم اجساد فتيات على القنوات الفضائية ماانزل الله بها من سلطان .. وفي نفس الوقت عليه ان لايفكر في العشق او الحب..هنا يبدا الصراع بين العقل الباطن والعقل الظاهر الذي يقود الفرد الى ارتداء اقنعة الزيف وهي قناع الزهد والتقوى في الشارع وهي مايمليه عليه عقله الظاهر .. وممارسة مايمليه عليه عقله الباطن وهي ممارسة كل الرغبات التي يرفضها مجتمعه الذي يعيش فيه.. باختصار ( اذا اردت ان تنظر الى حقيقة انسان فانظر له من خلف الشباك ).. او ضعه في مجتمع لايعرفه فيه احد اذاك ستظهر كل مواطنه الصالحة والطالحة .. هذا مع العلم ان الصالح والطالح هو مفهوم نسبي فانا هنا لم احدد اين الصالح واين الطالح .. كل مافي الامر اريد ان اثبت حقيقة وهي مفادها اننا لانملك شخصا واحدا في داخلنا بل مجموعة شخصيات تتصارع على مدار الساعة .. والشخصية المنتصرة هي الشخصية التي يحكما ضرف الزمان والمكان لاقوة الشخصية .. على سبيل المثال رجل الدين عندما تحين له الفرصة بان يكون لوحده او في مجتمع بعيد عن مجتمعه وان تكون بين يديه فتاة تتقن هز الارداف واثارة الغرائز كل الشخصيات التي في داخله من شخصية الزهد وشخصية التقوى وشخصية الاعراف كلها تتهاوى وتذهب ادراج الرياح ولا تبقى سوى شخصية روحه ( الطرية ) التي يوضفها بكل قوة لخدمة هذا الضرف الزماني والمكاني الذي اتاه من السماء.
قد يسال سائل وماهو الحل للتخلص من هذه التركيبة المزدوجه للفرد العراقي الجواب ليس هنالك حل اطلاقا مادمنا نخالف قوانين الطبيعة التي وهبها الله لعباده..رفع الحجاب بين الرجل والمراة هو الحل الوحيد للتخلص من هذا المرض الاجتماعي الخطير..من سخريات القدر انك في الالفية الثانية ومازال العراقيون منشقين الى نصفين نصف يناصر المدارس الابتدائة المختلطة ونص يعتبر الاختلاط هو افة العصر التي تجعل المجتمع يغرق في عالم الفساد ولا ادري لماذا رجل الدين يحصر مفهوم الفساد في علاقة الرجل بالمراة ويستثني كل مضاهر الفساد الاخرى وهذه طبعا هي ليست صفة خاصة برجل الدين وانما صفة كل فرد غارق في عالم البداوة نساءا ورجالا الى ان اصبحت الفكرة فكرة عامة ومن المسلمات بدليل ان المراة التي تستلم منصبا قياديا في الدولة لو اختلست ملايين الدولارات قد تعاقب بعقاب ما وربما بعد نهاية عقوبتها ستحضى بعريس ذو مواصفات تحسد عليها من قبل كل صويحباتها .. لكن لو شائت الاقدار وكشف اي فرد من ذويها ارتباطها بعلاقة حب حتى وان كانت هذه العلاقة هي في قمة النزاهه فان مصيرها الذبح وتعليق الكف في مقدمة المضيف لكي تكون برهانا على ان اخوها او ابوها قد غسل عاره..ولاادري لماذا نضيق مفهوم الفساد والعار بهذه الطريقة السخيفة والتي لاتمت لله باي صلة تذكر.. الموضوع شائك وليس بالجديد ولكن الذي يساعد على تاجيج هكذا مفاهيم رجعية هم رجال الدين وشيوخ العشائر وهاذان الطرفان هم اخطر آفتين تنخران جسد الشارع العراقي.
25 / 12 / 2010
#سامر_الاديب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟