|
حوارات فتح والشعبية العبرة في التنفيذ والتطبيق ..
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 3225 - 2010 / 12 / 24 - 12:20
المحور:
القضية الفلسطينية
....... في العشرين والحادي والعشرين من الشهر الجاري عقدت في السفارة الفلسطينية بالقاهرة جولة ثالثة من الحوارات بين فتح والشعبية واللتان تمثلان العصب والثقل الأساسي قي منظمة التحرير الفلسطينية،والمتتبع والقارئ لنتائج تلك الحوارات يرى أنها خلصت إلى نتائج جوهرية بالاتفاق حول عدد من القضايا السياسية والعلاقات الفلسطينية الداخلية وعلاقاتهما الثنائية،وقف في المقدمة منها التزامهما بمنظمة التحرير الفلسطينية كبيت وعنوان وهوية وكيان وممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني،ولا اعتقد هنا أن هذه القضية عنوان خلاف بين فتح والشعبية،فالجبهة الشعبية في أكثر من مرة ومحطة علقت عضويتها وجمدتها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كنوع من الاحتجاج على سياسات مارستها وتمارسها قيادة منظمة التحرير وكانت ترى فيها مساً وتنازلاً غير مبرر عن حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني،وعملية تعليق وتجميد العضوية كانت تأتي في الإطار التكتيكي،ولم تسعى الجبهة الشعبية لتشكيل أي إطار مواز أو بديل للمنظمة حتى في أصعب المراحل وأخطرها رغم ما تعرضت له من ضغوط كبيرة وإغراءات كبيرة أيضاً،لكنها بقيت ثابتة على مواقفها بأن منظمة التحرير العنوان والهوية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. ولكن جوهر الخلاف بين فتح والشعبية فيما يتعلق بمنظمة التحرير يتمحور حول عملية الإصلاح والتطوير والتفعيل وإعادة البناء لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمة ذلك آلية اتخاذ القرار في مؤسساتها من لجنة تنفيذية ومجلس مركزي والالتزام بقراراتها وتفعيل المشاركة فيها،وفي هذا الجانب نقول أن هذه المسألة والقضية كانت تطرحها الجبهة الشعبية في كل دورة وفي كل لقاء أو اجتماع قيادي فلسطيني،ولكن بقيت تلك الأطروحات والبيانات حبراً على ورق ولم يجري ترجمتها إلى حقائق على أرض الواقع،وسادة في الساحة الفلسطينية سياسة ونهج "قولوا ما تشاؤون وأنا أفعل ما أشاء"،ومع قدوم سلطة أوسلو تم تهميش المنظمة ومؤسساتها لصالح السلطة الفلسطينية والتي سطت على معظم صلاحيات المنظمة،وجرت عملية تجويف وتفريغ منظمة لمؤسساتها وهياكلها،وقد تحولت مؤسسات المنظمة وبالذات اللجنة التنفيذية والمجلس المركزي إلى مؤسسات إستخدامية ولخدمة هدف سياسي معين كما حصل في عملية تعديل الميثاق الوطني 1996،وكذلك لم تحترم قرارات تلك الهيئات وجرى الالتفاف عليها،فعلى سبيل المثال لا الحصر يقول البيان الختامي لفتح والشعبية أن الوفدين "اتفقا على عدم قبول أية محاولات لاستئناف المفاوضات بأي شكل من الأشكال،من دون الوقف الشامل لأعمال الاستيطان الاستعماري الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية،بما فيها القدس." وفي هذه القضية بالذات يعلم الطرفان جيداً أن هناك قرار مجلس مركزي في كانون أول /2009 يقول برفض العودة للمفاوضات دون الالتزام الشامل بوقف الاستيطان،ولكن حبر ذلك القرار لم يجف حتى تم خرقه والالتفاف عليه،وأيضاً قرار العودة للمفاوضات لم يكن شرعياً ولم تصوت عليه اللجنة التنفيذية التي كانت جلستها فاقدة النصاب والشرعية،ومن هنا المسألة بحاجة الى تغير في النهج والعقلية،تغير يقود الى إقامة وحدة وطنية حقيقية على قاعدة شركاء في الدم شركاء في القرار، وليس على أساس الاستئثار والمحاصصة والديكورية والشكلانية أو الإستقواء بهذا الطرف أو ذاك في المعارك والمناكفات الداخلية،وكذلك المصالح الفئوية الضيقة. وأيضاً في هذا الجانب فالطرفان فتح والشعبية من الموقعين على اتفاق القاهرة آذار/ 2005 والذي يدعو إلى تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية،والأمور ليس فقط تراوح مكانها ومكانك سر،بل أخذت تسير على نحو أسوء بحيث أصبح يجري الخروج بشكل سافر على قرارات مؤسسات وهيئات المنظمة،وحتى الإستقواء عربياً على تلك القرارات من أجل خرقها وعدم احترامها. أما المجلس الوطني الفلسطيني والذي نص اتفاق القاهرة على إعادة تشكيله بالانتخاب وفقاً لمبدأ التمثيل النسبي حيثما أمكن ،فما نقوله هنا بأن هذا المجلس لا يعرف عدد أعضائه ومن هو عضو من غير العضو،ولا تعرف شروط العضوية فيه،فكانت تجري عمليات الإضافة والشطب والتعديل في تلك العضوية وفقاً للمزاجية والفردية والاعتبارات الشخصية والتوافق والتعارض مع المصالح. صحيح أن عملية الانقسام والانفصال السياسي والجغرافي من العوامل المعطلة والمعيقة للتقدم في هذا الملف،ولكن ما هو صحيح أيضاً أن هناك جزء أساسي من تركيبة وتكوينة السلطة الفلسطينية،وكذلك من داخل منظمة التحرير الفلسطينية وأطراف عربية غير معنية بالمطلق من تحقيق تقدم في هذا الجانب. وصحيح أيضاً أن هذا الحوار الذي قال عنه عضو وفد الجبهة الشعبية ونائب رئيس المجلس الوطني تيسير قبعة،أنه ليس له ارتباط مباشر بتعليق الجبهة حضورها اجتماعات اللجنة التنفيذية،ولكن ما هو مهم هنا قوله أن اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لم تأخذ قرارها هنا كنوع من المناكفة او الفنتازيا أو المعارضة من أجل المعارضة،بل كان هناك قضايا على درجة عالية من الأهمية دعتها لاتخاذ مثل هذا القرار،والذي لم يرتقي الى المستوى المطلوب،في المقدمة منها العملية السياسية والتفاوضية وآليات اتخاذ القرار في مؤسسات المنظمة،وأيضاً كان من الهام جداً في البيان التأكيد على رفض إجراءات الابتزاز السياسي والمالي التي اتخذت بحق الجبهة الشعبية على خلفية هذا القرار والمتمثلة بوقف مخصصاتها من الصندوق القومي الفلسطيني،فالجبهة من حقها ان تعبر عن رأيها بشكل ينسجم مع موقفها ورؤيتها السياسية،وليس من حق من يتحكم بمال الشعب الفلسطيني وقف مخصصاتها،فهذا المال للجبهة حق فيه فهي فصيل مؤسس في منظمة التحرير،ولا يحق لأحد معاقبة الجبهة او غيرها على خلفية مواقفها السياسية،والجبهة ولجنتها المركزية ستعود عن تعليق حضور اجتماعات اللجنة التنفيذية عندما تزول الأسباب التي اوجبت التعليق،وأي عضو في هيئات الجبهة المركزية من أمينها العام وحتى آخر عضو فيها،ليس من حقه أن يعبر عن رأي غير رأي اللجنة المركزية في هذا الجانب. ونحن في تقديرنا أن هذا الحوار بين فتح والشعبية هام وأساسي،ويجب أن يكون بداية لورشة عمل حوارية تتسع لتضم كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي،فنحن مقبلين على مرحلة جداً خطيرة،فإسرائيل تكثف وتصاعد من حربها الشمولية على شعبنا الفلسطيني وترفض وقف الاستيطان وتريد مفاوضات عبثية،وأمريكا وأوروبا الغربية منحازة وداعمة لإسرائيل وبلا حدود في كل القضايا والمواقف. وترحيب اللجنة التنفيذية للمنظمة بالاتفاق بين فتح والجبهة الشعبية شيء جيد ومهم،ولكن ما هو أهم من كل ذلك أن تخطو الفصائل الفلسطينية بمختلف ألوان طيفها السياسي خطوات عملية لتطبيق ما يتم الاتفاق عليه،فنحن في وقت أحوج ما نكون فيه للوحدة وإنهاء الانقسام،حيث المخاطر الجدية تتهدد حقوقنا ومشروعنا الوطني.
القدس- فلسطين 25/12/2010 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دول أمريكا اللاتينية النموذج والمثال ..
-
عودة لقضية نواب القدس ....وسياسة الابعاد ..
-
نحن أمام أوسلو ( 2 )..
-
في الذكرى الثالثة والأربعين للانطلاقة نفتقدك يا أبا غسان ...
-
في ذكرى الانتفاضة الأولى- انتفاضة الحجر-
-
ماذا بعد القرار الاسرائيلي برفض التجميد ...؟؟؟
-
مع اقتراب صدور القرار الظني/ اتهامات جاهزة ومفبركة ولجان مسي
...
-
ما بعد قانون الاستفتاء ...؟؟
-
أحموا مسيحييتكم ......تحموا عروبتكم
-
نعم هناك تراتبية اجتماعية مقلوبة في القدس...
-
نحن في المؤخرة وهمنا المؤخرة ..
-
أوقفوا الهوس الديني ....أوقفوا القتل على الهوية ....
-
لا مصالحة في الأفق وجولات المصالحة كجولات المفاوضات ...
-
الأسرى وشاليط والمفاوضات غير المباشرة..
-
نعم آن الأوان لإنهاء هذه الإستباحة ...
-
سعدات يتعرض لعملية قتل ممنهجة...
-
حول تنامي ظاهرة العنف في المجتمع الفلسطيني ..
-
الأسرى الفلسطينيون والإضراب على الطريقة الإيرلندية ...
-
زيارة الرئيس نجاد للبنان دلالات ومعاني ..
-
أيحتاج العرب والفلسطنيون الى أكثر من هذا الوضوح ...؟؟
المزيد.....
-
إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
-
مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية
...
-
بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما
...
-
سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا
...
-
مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك
...
-
خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض
...
-
-إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا
...
-
بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ
...
-
وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
-
إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|