أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - تقمص الشخصيات في الحلم والكابوس














المزيد.....


تقمص الشخصيات في الحلم والكابوس


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3224 - 2010 / 12 / 23 - 14:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين يعجز الفرد تحقيق غاية ما في الحياة تشغل تفكيره في العقل الواعي ترحل إلى ذاكرة العقل اللاواعي لايجاد الحل بخلقه تصورات متباينة يختبرها داخله ليتأكد من صحتها ليرحلها ثانية إلى العقل الواعي لتطبيقها في الواقع. تعدّ التصورات الاختبارية نموذجاً لسيناريوهات تصورية يجري اخراجها في اللاواقع خلال الحلم أما لتحقق من صدقها فتطبق في الواقع، وأما لتحقيق رغبة الذات على نحو غير مباشر لتقليل حالة الأحباط والنكوص. وغالباً ما تعدّ الذات السيناريوهات التصورية في الحلم وتوكل بطولتها لأحد شخصياتها الظاهرية غير القادرة على تحقيق رغبتها في الواقع، فتتخذ اللاواقع سبيلاً لتحقيق غايتها.
فمثلاً حين تسعى أحد شخصيات الذات الظاهرية جذب اهتمام الآخر بعلاقة عاطفية لا يتهم بها تقسره على الاستجابة في اللاواقع بمنحه دور في سيناريو تصورية تعدّه من خيالها وتستدعيه قسراً في الحلم لأداء دوره على أكمل وجه. وبذلك تكون الذات اللاواعية حققت رغبة الذات الواعية على نحو غير مباشر لتسعدها ويزول عنها الاحباط والنكوص.
وحين تكون رغبات الذات أكبر من امكاناتها الواقعية تتعدد شخصياتها الظاهرية لانجاز رغباتها لكنها مع كل إخفاق في تحقيق مسعاها تصاب الذات الواعي بالاحباط على نحو أكبر ما يزيد عدد السيناريوهات التصورية للذات اللاواعية لتؤدي شخصياتها الظاهرية أدوار البطولة في الحلم لتحقيق الرغبة الواعية على نحو غير واعي لتقليل حجم تراكم الأحباط في الذات الواعية.
ومع زيادة عدد السيناريوهات التصورية تبحث الذات اللاواعية خلال الحلم عن زمن إضافي يقترب من حلم اليقظة لأداء الأدوار الاضافية لتحقيق الرغبات غير الممكن تحقيقها في الواقع للتقليل عبء الاحباط في الذات، بعدّه هروباً من عالم الواقع إلى عالم اللاواقع بالتحايل على الذات وخداعها بحلم اليقظة في عالم لاواقعي ينجز في زمن الواقع المُغيب قسراً.
يتحدث (( اورهان باموق )) عن حلمه قائلاً : " في الحلم خلقت شخصيتي وحددت حسب رغبتي مكانها في الواقع حيث الغابات والبيوت الطينية والأزقة القديمة والوجوه الأكثر ظلام من الأزقة نفسها، وبعد أن أعياني تعب البحث عنك قابلتك وكنت واثقاً أنك ستحبنني على الرغم من أني لست بشخصيتي الحقيقية لكني حاولت تقمصها ".
أما حين تفوق مشكلات الحياة قدرات الذات على حلها في العقل الواعي فإنه يرحلها إلى العقل اللاواعي وبعجزه يعدّ السيناريو التصوري التشاؤمي في الحلم ليكشف للذات الواعية عن سلبيات المشكلات المستعصية في الواقع خلاله تؤدي شخصية الذات الظاهرية الدور المنوط بها مع الشخصيات الأخرى لتبيان المواقف الصعبة وغير المتوقعة التي تفوق الذات الواعية واللاواعية على ادراكها فيتحول الحلم إلى كابوس يوقظ الذات الواعية من نومها على نحو مفزع لتهرب من واقعها اللاواعي إلى واقعها الواعي الأقل تعاسة وخوف.
يقول (( اللورد تنيسون )) : " راودني في الحلم كابوس مفزع، كنت خلاله أعيش في عالم الأشباح ".
كما أن الحلم حالة هروب من عالم الواقع إلى عالم اللاواقع فإن حلم اليقظة حالة انسلاخ زمني من الواقع إلى اللاواقع بالتحايل على الذات وخداعها، وعلى خلافه فإن الكابوس حالة هروب من اللاواقع إلى الواقع بايقاظ الذات لتعي واقعها في مواجهة مشكلات الحياة على نحو مباشر من دون الحاجة إلى هروبها غير المباشر من مشكلات الحياة إلى اللاواقع ما يزيد احباطها وخشيتها.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضطراب الحلم والكابوس
- اضطرابات الوسواس القهري والانشقاقي
- الاضطراب العصبي
- حالة القلق
- الشخصية السوية
- الشخصية السوسيوباتية والعدوانية
- اختلال ضمير السيكوباتي
- شخصية السيكوباتي وصراعها مع المجتمع
- الشخصية السيكوباتية
- الشخصية المضطربة وسلوكها الشاذ
- الشخصيات المتباينة في الذات
- المواصفات السلوكية للشخصية المضادة للمجتمع
- الشخصية المضادة للمجتمع
- طباع الشخصية وأنماطها
- المواصفات العامة للشخصية
- الشخصية الحقيقية والافتراضية
- تأثير عوامل المحيط والذات على الشخصية
- الشخصية وتحولاتها الزمنية
- ماهية الشخصية
- الحياة والموت


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - تقمص الشخصيات في الحلم والكابوس