أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف جفال - هي ثوابت وحقوق فلسطينية.. أم جمل متحركة ومتغيرة؟!















المزيد.....

هي ثوابت وحقوق فلسطينية.. أم جمل متحركة ومتغيرة؟!


نايف جفال

الحوار المتمدن-العدد: 3223 - 2010 / 12 / 22 - 16:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


كثير هي التصريحات التي يطلقها الساسة الفلسطينيون والتي يصورون بها أنفسهم بالمحافظين على الثوابت الفلسطينية، وبقائهم صامدين رغم السيل الجارف من الضغوطات والإغراءات المتكررة للتنازل والتفريط، إلا أنهم بعيدون كل البعد عن دروب المساومة وباقون في صفوف النضال المبدئي الثابت على الثوابت والقابض على الجمر، والمستمرين بالنفس الثوري النضالي حتى بلوغ الحلم وإنجاز الحقوق الوطنية والوصول للثوابت الفلسطينية وعدم تخطيها.
تتكرر كلمة الثوابت الفلسطينية بشكلها المبهم على اعتبار أنها بديهية للكل الفلسطيني ويسهل على جميع أبناء الشعب ومن خلفهم كل متابع ومهتم بالقضية الفلسطينية بأن الثوابت واضحة وضوح الشمس، إلا أن متاهة الانقسام وكثرة المنظرين والمجتهدين السياسيين باختلاف انتماءاتهم السياسية وارتفاع أسهم المنتفعين الخارجيين أوقعونا في فخ الثوابت، وافقدونا الرؤية الصحيحة للثابت والغير ثابت، فحين نقول بأن الدولة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وتقرير المصير هي مرحلية الثوابت، ويلازمها حرمة الدم الفلسطيني على أخيه الفلسطيني، وحق الشعب الفلسطيني بالنضال ضد الاحتلال بكل السبل وعلى رأسها الكفاح المسلح، وعدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وتعزيز الحياة الديمقراطية وتطبيقها في كافة مناحي الحياة، ونشر الحريات العامة والمساواة، ومنع كافة قوانين التعاون والتطبيع مع المحتل الإسرائيلي، مع الإسهاب بشرح كل نقطة على حدى لإيضاح معناها ومغزاها والى أي حد تصل، قاصدين بلورة الفكرة الرئيسية بمعناها الواضح والثابت الرئيسي بعروبة وحرية ارض وشعب فلسطين، والخلاص من الاحتلال، وهكذا يكون الثابت فقط وعلى أساسه يجب أن تسير كل القوافل لكي تصل بالنهاية لأرض فلسطين حرة عربية يحكمها وينعم بخيرها شعب فلسطين على كامل التراب الفلسطيني (ولو كان بالأسلوب المرحلي المتبع) بحسب ما أقرته الأنظمة واللوائح الداخلية الفلسطينية وعلى رأسها الميثاق الوطني الفلسطيني المقر في الدورة الرابعة للمجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في القاهرة في 10/7/1968 م، والبرنامج السياسي المرحلي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقر في الدورة الثانية عشرة المنعقد في القاهرة بتاريخ 1ـ8-6-1974م.
لكن الحديث الذي يدور في هذه الأيام لم يعد يفهم بهذه الصيغة ولم يعد يعني هذه الحقوق والثوابت التي لا يمكن التنازل عنها، فحين نسمع بان رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر وتحرير بعض الأسرى من الممكن أن يحقق استقرار ضمني للكيان الصهيوني من قبل الجانب الغزي المسيطر عليه من قبل حركة حماس، وحين أخر نستمع بأن الدولة الفلسطينية بمقاساتها التي لم ترد لحد اللحظة، وفتح بعض الشوارع ورفع القليل من الحواجز من الممكن أن يخلق هدوء للكيان الصهيوني مع الجانب الفتحاوي في الضفة الغربية المسيطرة طبعا على منظمة التحرير، وحين آخر نستمع بان الوحدة هي خط أحمر لا يمكن التخلي عنه لكننا نستمر بالنهج المفرق وفي كل يوم نصنع عائق يضاهي بارتفاعه جدار الفصل العنصري لكي نبتعد عن الوحدة، فأي ثوابت هي التي نتحدث عنها وأي وضوح بالنضال هذا الذي نتحدث عنه؟! وفي كل يوم نجد البديل لنفسنا ونساعد الاحتلال، فملاحقة المناضلين ومنع المقاومة واردة أن كانت في غزة أم في الضفة مع تحفظي بأنه ليس بصحيح أن كل من يعتقل في غزة أو في الضفة هو "مناضل" فكثيرون هم من يسعون لزعزعة الأمن المجتمعي وبث الفتنة وإعاقة الأخر واستغلال حالة الفوضى بسبب الانقسام، وحين آخر نستمع لفصائل تطالب بتعزيز النضال المطلبي والمقاومة الشعبية والاستغناء عن المقاومة المسلحة وصقلها بالغير مجدية والمدمرة وإتباع النضال الشعبي المحدد في ملاعب معينة وبسقف واضح لا يتعدى الحجر والاعتصام (ومثالاً لذلك: نعلين، وبلعين، والمعصرة) وفي أحيان أخرى نبحث عن وسائل التواصل والتفاوض مع المحتل الإسرائيلي ونضع العراقيل إمام طاولة الحوار الوطني الشامل، فهكذا يصبح الموال جاهز و"الكل يغني على ليلاه" مع كيل العديد من التصريحات التي تخرج من القادة بفرعيهم، والتي تأخذ صفة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني وعلى قولت المثل الشعبي المحرف "بين حانا فتح ومانا حماس ضاعت الأرض وتاهت الناس".
فما نحن بحاجته هو لحظة يقظة فعلية، توضح لنا بأي درب نسير وما هي الغاية التي نود الوصول لها وبأي طريق يمكننا أن نسلك، وبغير هذا سنبقى في حالة هستيرية من التخبط وتشرذم رأس البوصلة وضياع كل مُشرع لثوابته على حدى، فمن الواجب تحديد من هو المشرع للثوابت وكيف يمكننا تأكيد ثوابتنا الوطنية لكي نحدد اولوياتنا ونحدد طريقنا، وهنا يكون الدور لأساس الشرعية وملهم التمثيل، هنا يكون دور الشعب باختيار ممثليه، فهو المعنى بالحرية والمحدد للثوابت الأساسية، فضروري ان يؤخذ قرار الشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده بما هي الثوابت الحقيقية التي لا يمكن للفلسطيني التنازل عنها، والاتفاق على كامل الدروب النضالية والسياسية وحتى الاجتماعية التي تسهل المشروع التحرري وتخلق من كافة أطياف الشعب مكملين له وتحديد ما هي الخطوط الحمراء التي لا يمكن الوصول إلى إطرافها، لكي يبقى الكل الفلسطيني في مساره الصحيح، وبغير هذا سيبقى الكل يراوغ مكانه ويعمل من اجل نفسه مع تناسيه لضياع شعبه، فالربط هنا ما بين العمل السياسي المبرمج مع ثوابت الشعب ضرورة فلا يعنينا كثيرا أن تكون ثوابتنا محفوظة في كتيبات ومحاضر بل من مهم جداً إبقاء السلوك النضالي والسياسي مقترن مع روح الثوابت والحقوق وعدم الابتعاد عنها بحجج الحنكة السياسية والدبلوماسية الجبانة والاجتهاد الشخصي مثلما حصل مع الميثاق الوطني الفلسطيني الذي اسقط منه أكثر من 26 بند من اصل 30 ما بين تعديل وشطب لكي نخوض غمار العمل السياسي "المحنك"، فالنضال حق وواجب؛ وعلينا تعزيزه؛ وعدم الاستغناء عنه، وعلى كل حقوقنا ينطبق نفس المنهج، وهنا لا أتنكر من الثوابت الفلسطينية ولكني استعجب أمرها فكل جهة تشرع ثوابت محددة تقترن مع أهدافها وتطلعاتها ومصالحها وحتى ارتباطاتها الخارجية في بعض الأحيان، والكثير يلحظ التناقض ما بين ثوابت فلان وعلان لهذا وجب تخير الشعب وتحديد الرأي وتصحيح المسار.
• كاتب فلسطيني- القدس.



#نايف_جفال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة العداء وسموم الانقسام
- زهرة فبراير


المزيد.....




- أم سجنت رضيعتها 3 سنوات بدرج تحت السرير بحادثة تقشعر لها الأ ...
- لحظات حاسمة قبل مغادرة بايدن لمنصبه.. هل يصل لـ -سلام في غزة ...
- فصائل المعارضة السورية تطلق عملية -ردع العدوان- العسكرية
- رياح عاتية في مطار هيثرو وطائرات تكافح للهبوط وسط العاصفة بي ...
- الحرب في يومها الـ419: إسرائيل تكثف قصفها على غزة ولبنان يتر ...
- مبعوث أوروبي إلى سوريا.. دعم للشعب السوري أم تطبيع مع الأسد؟ ...
- خريطة لمئات آلاف الخلايا تساعد على علاج أمراض الجهاز الهضمي ...
- وسائل إعلام: على خلفية -أوريشنيك- فرنسا تناقش خطط تطوير صارو ...
- مصدر: عمليات استسلام جماعية في صفوف القوات الأوكرانية بمقاطع ...
- مصادر تتحدث عن تفاصيل اشتباكات الجيش السوري مع إرهابي -جبهة ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نايف جفال - هي ثوابت وحقوق فلسطينية.. أم جمل متحركة ومتغيرة؟!