غرفة إسرائيلية داخل رئاسة الأركان التركية

محمود طرشوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

( تأليه الرؤساء ) هذا العبادة التي ورثناها عن الفراعنه و أصبحت الآن جزء من السمت الأساسي للشخصية العربية , و كما كان الفراعنه يعتبرون كل حاكم هو أبناً للألهة صار عندنا نحن العرب عقيدة تقول إن كل الرؤساء هم علي الأقل انصاف ألهة إن لم يكونوا أبناء الإلهة , و صار التحدث في أمر الحاكم شيء من الهرطقة التي تفتح علي صاحبها أبواب من الجحيم لتصفه بالخيانة و العمالة و كان المثال البارز في الأيام السابقة عندنا في العالم العربي هو طيب رجب أردوغان و هو الزعيم الذي صار إلهاً عند الشعوب العربية و خرجت الأصوات و الأقلام تجعل من شخصية أردوغان شخصية اسطورية . حقيقي أنه قام ببعض التصرفات التي عجز عن فعلها الحكام العرب أمام اسرائيل و لكن السؤال ماذا اختلف في السياسة التركية تجاه إسرائيل ؟
بين الحكومات السابقة و الحكومية الحالية التي تنتمي إلي الإسلاميين ؟ و لست أعرف أي إسلام تتبناه الحكومة و لكنه خداع الشعوب بغطاء راس .
إن الثابت إن سياسة تركيا لم تتغير كثيراً تجاه الكيان الصهيوني و النعاون العسكري مازال مستمر و لم يحدث أي إختلاف بين الحكومات السابقة و الحكومة الحالية لم تختلف سياسة تركيا , و الدليل علي كلامي ما نشرته جريدة الإتحاد الإماراتية يوم 23/ أغسطس 2010 نقلاً عن الإذاعة الإسرائيلية أن وفداً أمنياً من تركيا زار إسرائيل في إطار التعاون العسكري والأمني بين الدولتين، بعد أسبوعين من اعتداء القوات البحرية الإسرائيلية على السفينة التركية “مافي مرمرة المشاركة في “أسطول الحريّة” الإنساني الدولي في البحر الأبيض المتوسط أثناء إبحاره إلى قطاع غزة يوم 31 مايو الماضي.
و جاء في ثنايا الخبر ، نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن بعثة تركية تشمل موظّفين كباراً في وزارة الدّفاع ومختصّين في تشغيل منظومات عسكريّة قتاليّة، مكثت في إسرائيل لمدة شهر واحد للتدرّب على تشغيل طائرات من دون طيار، من إنتاج الصّناعة العسكريّة الإسرائيليّة وشركة “ألبيت” الإسرائيليّة للصناعات العسكريّة. وتم التدريب في إطار دورات استكمال في سلاح الجوّ الإسرائيليّ، ووقع العسكريون الأتراك على وثائق تمكّنهم من نقل 4 منظومات تشغيل طائرات من دون طيار اشترتها تركيا من إسرائيل. وأضافت أن الجانبين أبرما صفقات عسكريّة بقيمة نحو 190 مليون دولار أميركي تشمل 14 طائرة من دون طيّار.
هذا مجرد خبر واحد عن أردوغان الإسلامي المعتدل الذي سوقت له أمريكا كي يكون جسر تعبر إليها نحو الشرق لتضرب بها الأفكار التي تحاول إبراز الإسلام داخل منظومة الصراع العربي الإسرائيلي , لتؤكد أن الخلاف بين العرب و الصهوينية هو مجرد خلاف قوميات و مصالح ليس للدين علاقة به .
و أنقل هذا الخبر لكي أوكد إن الإسلام ليس مجرد غطاء شعر و شعار نرفعه من غير سلوكيات منضبطة بأحكامه و إن من يريد أن يعلن للعالم أنه يتبني أحكام الإسلام فلابد أن يلتزم بأحكامه التي تنص علي أن إسرائيل دول مغتنصبة لأراضي المسلمين و لا يجوز التعامل معها أو إقرار الصلح الدائم .
فقد نقلت وكالات الأنباء التركية في 21/10/2010 تصريحات لعضو برلماني تركي اسمه محمد زكائي أوزجان قال فيها أنه "حصل على معلومات تفيد بأن لإسرائيل غرفة خاصة في رئاسة الأركان التركية تسمى غرفة إسرائيل أو ما أشبه ذلك من أسماء، ويتواجد فيها ما بين 10 إلى 25 ضابطا إسرائيليا موظفا فيها، وربما يكونون هؤلاء عملاء للموساد، وأن إسرائيل تعرف المعلومات الاستخباراتية التركية". وقال: "هناك انزعاج جدي داخل رئاسة الأركان فيما يتعلق بهذه الغرفة، وقد فكر في إغلاقها عدة مرات. حتى إنه قدمت تقارير تقول بأن وجود هذه الغرفة محرج". وقال: "إن هذه الغرفة ما زالت مستمرة في الوجود خلال فترة حضرة رئيس الوزراء (إردوغان)، ولقد طرحتُ سؤالا وطلبت مسائلة برلمانية عما إذا كانت هذه الغرفة لا تزال موجودة؟ وهل يفكر في إغلاقها؟ أم هي قد أغلقت؟ وأنا أظن أنها لم تغلق حتى زمن قريب". وقال: "إن هذه الغرفة موجودة منذ 18 سنة، وهي خصوصية مميزة أعطيت لحكومة إسرائيل ولم تعط لأية دولة أخرى، وقد طلبت من رئيس الوزراء جوابا فلم يأتني منه جواب، وإنما جاءني جواب من وزير الدفاع وجدي غونول قال فيه إنه "لم يحصل على شرح فيما يتعلق بذلك وأنه سمع ذلك من وسائل الإعلام، وأن هناك سرية لا يستطيع الإجابة عليها". وقال هذا العضو البرلماني إن غرفة "قوزميك" الخاصة برئاسة الأركان تمكنت الحكومة من دخولها بعد الادعاء بأن هناك مؤامرة لاغتيال نائب رئيس الوزراء بولند أرينج مع العلم أن هذه الغرفة لا يدخلها أحد ولو كان من الضباط الأتراك فهي تحوي معلومات خاصة برئاسة الأركان. وتعتبر بمثابة الدماغ لرئاسة الأركان ومع هذا قالت الحكومة إنه لا يوجد سرية لغرفة قوزميك وأخرجت معلوماتها وطرحتها أمام الرأي العام". وقال مخاطبا الحكومة: "لماذا لا تقبلون أن تكون هناك سرية لغرفة "قوزميك" وتقبلون السرية لغرفة إسرائيل في رئاسة الأركان، فهذا شيء غير مقنع". فهذا العضو البرلماني التركي وهو من أحزاب المعارضة وإن أراد أن يحرج حكومة إردوغان في خداعها للناس وهي تتعامل مع دولة يهود، فهو يفضحها ويبين أن لها وجهيْن؛ وجه مجرد كلام وصراخ في وجه كيان يهود لخداع الرأي العام، ووجه آخر تحاول أن تخفيه وهو استمرارها في التعامل مع العدو كما في الحكومات السابقة بل يعطى لهذا العدو خصوصية لا تعطى لأية دولة أخرى.

محمود طرشوبي

#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات