حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3222 - 2010 / 12 / 21 - 10:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يقع الكثير من محبي الشهرة في زماننا هذا إما ضحية لطموحات شخصية فات عليهم الزمن لتحقيقها ,لأسباب ذاتية أو موضوعية لست في وارد ذكرها الآن . لكنها بالتأكيد سوف تجلب عليهم العار لما تبقى من حياتهم الشخصية . أو لطمع في مركز سياسي أو اجتماعي لم يكن مؤهلا له من الناحية العلمية أو الاجتماعية . ألا وهو الادعاء بمركز علمي هو أبعد ما يكون عنه . هذه الظاهرة بدأت تنتشر بين العراقيين في الربع الأخير من القرن الماضي . وخصوصا بعد أن شرعها الرئيس المقبور صدام حسين لنفسه ولحاشيته من المتخلفين الرعاع . حيث منح نفسه رتبة المهيب الركن ولهم ما شاء من رتب عسكرية وعلمية . لم تنطلي هذه المزحة على أحد لكنها وجدت في عقول الناس بعض الرضا وأثارت في عقول الضعفاء رغبة التقليد . لقد أوجدت هذه الظاهرة ارتباكا كبيرا في حياة المتعلمين من الناس , فلم يعد الأمر شيئا مستهجنا أو غير مستساغ . فقد يقدم شخصا ما نفسه على أنه الدكتور (س) فترى الآخرين يتقبلون الأمر وكأنه حقيقة مع علمهم بزيف هذا الإدعاء . بعد انتشار هذه الظاهرة لم يعد ينظر إلى الشهادات العلمية التي يحملها العراقيين بالاحترام والتقدير الذي كان ينظر إليها من قبل , بل تعدى الأمر ذلك إلى شيء من الشك والريبة بكل من ادعى ذلك .
قبل عشر سنوات راجعني مجموعة من ألأساتذة العراقيين من حملة شهادة الدكتوراه والماجستير ممن يعملون في جامعة الفاتح الليبية صدر بحقهم قرار بالطرد من الجامعة لتزوير شهاداتهم بناء على استفسار من جامعة الفاتح لوزارة التعليم العالي في العراق . حملة الشهادات يدعون بأنهم معارضين إلى السلطة وان النظام العراقي أراد بذلك تشويه صورتهم وإرغامهم العودة إلى العراق . من جانبنا فقد أصدرنا بيان نستنكر هذا الإجراء التعسفي من قبل النظام العراقي ونطالب الحكومة الليبية بالتراجع عن قرارها هذا . وفعلا استجابة لنا الحكومة الليبية واستمر الأساتذة في مباشرة عملهم حتى نهاية العام الدراسي ومن ثم إلغاء عقودهم . تبين فيما بعد بأن الأساتذة المحترمين من حملة شهادة البكالوريوس أو الماجستير زوروا شهادات دكتوراه في اختصاصات مختلفة . كم كان معيبا ذلك بحقهم وبحق زملائهم ؟ حتى إن الليبيين كانوا يستهزئون بزملائهم العراقيين عندما يقدمون أنفسهم لزملائهم على إنهم يحملون شهادة الدكتوراه . ليكون السؤال (( أنت دكتور أو دك----تور ))
كنت أتمنى أن تلي كلمة رئيس الجمهورية كلمة المناضل وكذلك رئيس الوزراء وكبار المسئولين في الدولة العراقية الوليدة . فهم زائلون لا محال . لكي تبقى الدرجات العلمية خط أحمر لا يتجاوزه الرعاع .
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟