المحمودية تشكو من سوء الخدمات ومن إهمال الحكومة لها ...ومعاناة متوقفة على انطلاق ميزانيه الدولة

بشرى العزاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 21:23
المحور: مقابلات و حوارات
    

المحمودية مدينه وقضاء تقع جنوب مدينة بغداد ,وتعد من أطرافها ,حيث ان مساحتها تصل إلى 1400 كيلو متر مربع ,ويبلغ سكانها وحسب إحصاءات 2006 إلى 550,000 ,اذ يتركز اغلبهم في مركز القضاء,لكن هذه المنطقة رغم إستراتيجية موقعها, وتاريخها العريق إلا أنها تعاني من سوء الخدمات, والمتمثلة بالماء والكهرباء وتراكم النفايات ,وان أهالي المحمودية مستاءين من تردي تلك الخدمات ومن تدهور الوضع الذي يعيشونه, وان من أكثر ما تعانيه بعض المناطق هي وجود مبزل مارا بالقرب من منازلهم ,وهذا بالنسبة لهم يعد مشكلة عظمى, وتحتاج إلى حل سريع .
وان من خلال لقائي ببعض المواطنين تعرفت على مدى هذه المعاناة وابدأها بالمواطنة ام احمد (45عاما ) وهي من منطقة العدالة تقول "إننا نعاني من مشاكل عديدة ,ومن أبرزها مشكلة وجود بزل امام منازلنا ,وهذا المبزل نعاني منه منذ سنوات ,وللأسف لم نجد اهتماما ملحوظا من قبل المسؤولين, ولم تهتم بلدية المحمودية ولا دائرة المجاري بهذه المشكلة بشكل جدي ,وان هذا المبزل هو ملتقى مجاري البيوت القديمة (العرصة ) القريبة من النهر ,مما أدى الى تراكم النفايات والأوساخ مما زاد الطين بله

وبصدد هذه المشكلة يضيف ابو ثامر (50عاما) "ان قضاء المحمودية يعاني من إهمال وتقصير في الخدمات ,وان لتأخر تأسيس شبكة المجاري أدى الى طفح مياه الإمطار وخزانات البيوت ,لان أكثرية العوائل ليس لديهم خزان في منازلهم, حيث انهم يسلطون مجرى الحمامات على المبزل الموجود قرب بيوتهم ,مما أدى إلى تجمع الحشرات السامة كالبعوض والبرغش ,الذي يتطاير لبيوتنا ,وينقل الإمراض الينا,وأيضا يؤثر على الرئتين عند استنشاق رائحته الكريهة ,وأننا قد سئمنا من ذلك فإنها حالة سيئة وتضر بصحتنا وصحة أطفالنا .

وأما المواطن عامر (27عاما) يقول بخصوص هذه المشكلة "أن للمبزل مساؤى كثيرة ويعد ظاهرة غير حضارية ويشوه جمالية المنطقة مع العلم ان حي العداله وحي الموظفين وحي المرتضى مناطق جدا جميلة وحديثة البناء لكن للاسف تفتقر بعض تلك المناطق للخدمات, حيث تنقصها شبكة مجاري ,وايضا تعاني من عدم تبليط شوارعها بحيث اننا ننزعج من الشتاء, ذلك لانه أذا أمطرت لا نستطيع الخروج والوصول الى مبتغانا ,فأنني من منبركم الإعلامي أوجه عتبي للحكومة التي تقضي وقتها بالصراعات على الكراسي ان توجه أنظارها لما يعانيه الشعب وان تدعم المناطق الفقيرة والتي تحتاج الى دعم مادي قوي للنهوض بواقع المحافظة وان ترعى مصالح المواطنين ويكفي وعود فالشعب اكتفى مللا من وعودهم .

اما نورس حسين (30 عاما )تقول "إن لي ثلاثة أولاد وبسبب قرب المبزل من بيتي فاني لا أعطيهم حق اللعب خارج المنزل وهذا ما يحز في نفسي لكوني احبسهم في البيت لكن ماذا عساي ان افعل غير ذلك؟ لان قبل سنتين تقريبا خرج ابني وهو صغير ساحفا باتجاه النهر ولولا رحمة الله لكان ابني من الأموات ,وان لسوء حالتنا المادية لا نستطيع ترك البيت والبحث عن غيره ,لذا نحن مضطرين لتحمل مضاره ,وخاصة مظهره فانه يضفي على المنطقة مظهر غير لائق فكثير ما يتوافد ألينا بعض الأقارب والأصدقاء ونخجل عندما يتحدثون عنه وعن مدى انزعاجهم من المجئ لهذه المنطقة ,وحتى بعضهم لا يزورونا لسوء الحالة , لذا يعد هذا المبزل مشكله حقيقية نعاني منها بصوره كبيره ومن كل الجوانب ,لذا فعلى المسؤولين النظر لهذه المعاناة وان يضعوا حلا مناسبا يخلصنا منها .


ومن جهتها المهندسة فاطمة حسن منهل مديرة بلديه المحمودية حدثتنا عن هذا المشكلة وعن سبب تأخر علاجها اذ تقول " ان منطقه السراي و العرصة كانت ارض زراعيه انفرزت وابتيعت دون موافقة البلدية ,اذ تعد منطقه تجاوز وان المبزل أصبح حلا مؤقت لطفح المجاري وان الحل الوحيد هي تأسيس شبكة مجاري وهي مدرجة على خطة تنمية الأقاليم ,ونحن كبلدية ساهمنا في التخفيف من إضرار المبزل ونظرنا الى الشكاوى المقدمة من قبل أهالي المناطق المجاورة للمبزل ,وقمنا بكريه وخففنا من النفايات والأوساخ المتراكمة فيه واستغرق العمل أسبوع كامل وبعدها أزلنا مخلفات الكري وان ما نقوم به هو كعلاج مؤقت حتى يستمر الماء بمساره و لكي لا يطفح الماء على المنازل المجاورة له ,ومتى ما بدأت شبكة المجاري أصبحت الأمور الباقية سهلة جدا وستنتهي مشكلة المبزل ,اما الان أصبح وجوده أمر واقع مفروض بسبب الظروف وعلى الجميع تحمله .

أما عبد الكريم مجرس مدير دائرة مجاري المحمودية وضح لنا دورهم في هذه المشكلة حيث يقول " ان لدينا خطة كاملة لتصاميم شبكة المجاري لكل مناطق المحمودية ومنها دراسات كاملة ومحطات الرفع ايضا محدد موقعها ,وقد قدمناها في 2009 لمجلس محافظة بغداد وقد حصلت على الموافقة ,وعند الحصول على الموافقة الأكيدة توقفت ميزانيه الدولة للآسف ومن المفروض يبدأ العمل منذ العام الماضي ويستمر ثلاث سنوات على الاقل والآن متوقفين على الميزانية لنباشر العمل بتأسيس شبكة كاملة لقضاء المحمودية وان هذا المبزل هو حل وقتي اتخذناه منذ التسعينات بسبب طفح المجاري من بعض منازل حي السراي وغيرها من المناطق الأخرى القريبة منه, ولكي لا تغرق المنازل الأخرى للمنطقة المجاورة فوضعنا هذا المبزل كفاصل يتجمع فيه مياه الإمطار والمجاري, بسبب عدم تأسيسها ولعدم وجود خزانات لبعض البيوت ,وان الحل الوحيد للتخلص من هذا المبزل هو تأسيس شبكة مجاري, الثقيلة منها والخفيفة للمنطقة, وان على الاهالى التحلي بالصبر لحين انطلاق ميزانيه الدولة, حينها ستنتهي معاناة المحمودية بهذا الخصوص.

#بشرى_العزاوي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات