أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - ويكيكيبس














المزيد.....

ويكيكيبس


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3221 - 2010 / 12 / 20 - 20:21
المحور: كتابات ساخرة
    


حتى في كشف الأسرار يأتي الغرب متقدماً على العرب تقدُمَه في تقنية المعلومات والصناعات بأشكالها ، بيْد أن الغرب متأخر، أو متخلف ، في مسألة حجب المعلومات والتعتيم عليها ،فجاء العرب متقدمين أكثر من غيرهم .لذلك قد يكون لدنّا أكثر من جوليان أسانج ليس في ويكيليكس، إنما ويكيكيبس Wikikeeps

ميزة العرب، بشكل عام، عدم حبهم لكشف الذات، على الأقل لا جلدها. ذلك نابع من حبهم لمساحيق التجميل التي تخفي العيوب، وعمليات التجميل إذا اقتضى الأمر ،فآثرنا أن نقدم أنفسنا للعالم على أننا نحن وفقط نحن ومن بعدنا الطوفان.
فإذا أشار المرء إلى عيب سلوكي مجتمعي انقض عليه البعض ،إن لم يكن الكثير ، انقضاض الطير الجارح على فريسته . لو قٌيّض للمرء العربي أن يتخيل أن أحداً أنشأ موقعاً إلكترونياً على شاكلة ويكيليكس ، لكن ليس بهدف الفضح السياسي، إنما الفضح الإجتماعي وكشف العلاقات البينية لكل مجتمع ،وخصوصاً تلك التي يتشاطرها عموم العرب من دون قصرها وحصرها على مجتمع عربي من دون الآخر ،حينها قد نحتاج إلى عشرات المواقع ، لأن "سيرفر" كل موقع قد لا يتحمل عدد الوثائق المهول الذي سيغص به .

إن حالة الانفصام وحدها،خصوصاً الذكورية، ستلتهم آلاف الأوراق لفضح أمرها ، فهي مرتبطة بمعظم السلوكيات اليومية المتسربلة بزي كلام علني غير زي الفعل الخفي .إننا ، مثلاً، نلعن أغاني العري جهاراً ومدمنون عليها إسراراً ، مثلما نلعن وندين ونشجب في العلن، وفي الخفاء نفعل كل ما صببنا عليه لعناتنا .

ستكون هناك ملفات تكفي لف الأرض سبع لفات ، تتعلق بالعنصرية العربية . فالعرب الذين يشكون العنصرية الغربية ضدهم ، تناسوا عنصريتهم تجاه بعضهم بعضاً قبل عنصريتهم تجاه الآخر .هي عنصرية الجنسية العربية ضد شقيقتها ، والتي تبلغ ذروتها في مواسم المنافسات الرياضية والفنية ، حتى تحسب أن حروب الروم والفرس عادت لكن بهيئة عربية . وفي داخل المجتمع الواحد ، عنصرية المدينة ضد القرية ، وعنصرية العائلة ضد نظيرتها ،وعنصرية الأسرة ضد "الخادمة" ، إلى أن تتمثل في عنصرية الفرد ضد الفرد . فكم ثغر عربي يضحك هازئاً إذا رأى صاحب الثغر صبية عربية فاتنة متزوجة من رجل أسود أو العكس ، أو غنية متزوجة من فقير . عنصرية تكاد مفقودة في الغرب الذي نتهمه بالعنصرية التي تمسه حقاً في بعض المناحي .

أما ملفات المرأة ، فسيحدّث عنها "ويكيليكسُنا" ولا حرج. سيفضح الموقع أمر زواج القصّر، وزواج البالغات القسري ، وضرب الزوجات وجعل المرأة لدى الكثير من الذكور مجرد جارية وجسد للمتعة ، والنظرة إلى المطلقة والأرملة وما أدراك ما هما، إلى أن تبلغ الملفات أوجها حين التطرق إلى سفاح القربى، ووأد البنات بذريعة "جرائم القرف" والعقوبات المطبقة التي تجعل من المجرم القاتل بطلاً مغواراً في نظر الغير لتهاونها في مثل تلك الجرائم .كل هذا غيض من فيض ما تعانيه المجتمعات العربية قاطبة والذي لا تتسع مساحة المقال له اتساع المواقع ،وحاول الكثير منا إظهار ما ذُكِر كما لو لم يكن ،لأننا ببساطة نخشى أن نخدش أحاسيسنا المرهفة فكذبنا على أنفسنا قبل غيرنا ، فآثرنا ويكيكيبس على ويكيليكس.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم
- رفقا ً بِهنْد


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - ويكيكيبس