|
وعاظ جلادون
عصام شعبان عامر
الحوار المتمدن-العدد: 3220 - 2010 / 12 / 19 - 21:35
المحور:
كتابات ساخرة
خسروا وما خسر الإسلام وخسئوا ولم يخسأ إذ ظنوا أنهم آلهة من السماء تمنح وتمنع تنعق وتتبع ترمى بسهام لتقتل فإذ هى تدعى أنها تقتل . والقتل واللعن والختل لكل من حاول أن يمنع أو منع الناس من أن تتبع . إنهم إتخذوا مكانة بين الناس فأصبحوا أوصياء على الله بل هم فى تلبيسهم وإبليسهم هم الله ذاته وكيف لا وهم الذين يتكلمون باسم الله وطالما أن الله قد زج به فى تراهاتهم فإنهم أهل إيمانه ومحل أوليائه وخدم بنانه حتى لا تعلم من الخادم ومن السيد هذا من جهة الله . أما الرسول فإنهم رسل مع الرسول وإن قلت فإنهم رسل أعلى من الرسول وكيف لا وهم يحملون أحاديثه فى صدورهم يملؤن به حناجرهم ويدسون به فى كلامهم كما تدس الأفعى سمها فى العسل حتى إذا لم تنته من سماع كلامهم ومدى بكاء تمثيلهم حتى تجدهم قد إستميلوك وبكلامهم الآسن استنعسوك وإستغفلوك فترى فيهم أنهم آلهة أو ملائكة وهم أباليس فى أثواب تلابيس ظاهرها ملائكى وباطنها إبليسى . فالله عندهم هو الهوى والزيغ والرسول فى ملتهم معسول الكلام ولوم الأنام وتكريه الناس فى ربهم وأنبيائه وأديانه بل إن شئت إجادة التهويل والتخويف . إن ما يبثوه من رعب للناس من ربهم جعل الناس تنفر من طريقه لتتبع طريقهم وما يبثوه من مثالية الرسول جعلت الناس يبتعدوا عن أوامره إلى أوامرهم ومن سنته إلى سنتهم . إن الهاله التى فروضوها على الناس فرضا بالقول أو بالفعل أو بالوهم ومن الوهم ما قتل حولت الناس من أناس إلى جبلات ومن الحكمة والعقل كفر وزندقه وإلى الإيمان بالغيب إلى معييشته . وعاظ كل همهم التحليل والتحريم والهجر والتعقيب والتكفير والتغليف فضلوا عن سبيل ربهم وهلكوا بما إعتقدوه فى غيهم إذ حرموا مارزقهم الله إفتراء على الله كذبا وفرضوا على الناس مالم يفرضه الله ليفرضوا على الناس ما اعتقدوه من هوى أنفسهم إنهم يطلبون النبوة من غير مانحها الشرعى يطلبونها من إبليس وأعوانه إعتقادا منهم أنهم أولياء ولولا أن الرسول خاتم الأنبياء لادعواالنبوة لأنفسهم ولألفوا دينهم الوهم وركبوا عقل الناس بالجهل ولمضوا فى سعيهم بالتهليل يروجوا على الله الأباطيل همهم فى ذلك السلطان والرياسة لا الفطنة والكياسة وكيف لا؟وقد أمسى الدين مطية والسلطان هوى والمنصب مكرمة لا مسائلة والحق هوالمصلحة الخاصة دون العامة . استغلوا فى ذلك تلك العقول النائمة عن طريق ربها غافلة إذ كثر الجهل واللغط ودقة الإمعان فيما لا إيمان طلبا لزيف التدين ولهو هوين وإدعاء الباطل فى ثوب الحق والكفر فى ثوب الإيمان . والفجر كما فى المتع والملذات فهو فى البع والهيافات . كثر مدعو المشيخة طالبين الدنيا بالدين داعين لأنفسهم دينا جديد هو الغلو فيما إفراط يقابله إسهال فيما هو تفريط فاختلط الحابل بالنابل والغث بالسمين . فتوهوا العقول طالبين منها فوق ما هو معقول فضيعوا الدين وخربوا الدنيا بما تمليه عليهم تخاريفهم وخرفهم فى علم لم يعلموه وإن علموه لا ينقحوه وإن نقحوه فلا ينتقدوه وإن انتقدوه لم يدققوه وإن دققوه لا يذكروه ولئن ذكروه لا يملوه فلا عرفوا ولا هم علموا ولا هم بالذكر شغلوه ولكن بكل رزيلة قدموه وللعوام طرحوه فبلبل وخلخل وأطنب وطرب وقوبل واسقولب حتى إنتشر الهوى وغلب الظن وطغى الشك فإذا بدخان نار بين الرماد تحركها رياح الحقد وتلفحها صبا الثأرإنها فتنة الدين فتوى الهوى وغلبة الظن. وتحريم الشك أفضى إلى كل الكفر وإغفال العقل أفضى إلى قمة الحيوان بداخل الإنسان رغم إن الهدف والمرمى لا أن يحيى الإنسان ملاكا أو إلها وإنما دائما ما يرنو الإنسان إلا أن يكون إنسان.
#عصام_شعبان_عامر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|