أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - مضاعفات الفروقات اللغوية














المزيد.....

مضاعفات الفروقات اللغوية


نقوس المهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 23:00
المحور: الادب والفن
    


تجرنا قضية رفض اعتماد السفير الباكستاني " ميانغيل أكبر زب " في مستهل هذه السنة والتي خلقت توثرا دبلوماسيا بين دول الخليج واسلام آباد، واسم دبلوماسي من موريتانيا الشقيقة ينطقه المذيعون عندنا بوجل وبصوت خفيض، الى الحديث عن المفارقات اللغوية بين الامم والشعوب، والمضاعفات اللغوية الهجينة التي تطرأ على اللهجات وتشوهها من حيث النطق او المعنى، فقد يعني هذا الاسم الغريب عند اهل الباكستان " صاحب الملامح الوسيمة " او " الصديق الوفي " بالنسبة للأخير، لكنهما يسببان معا احراجا فظيعا للمستمع العربي .

في بحثي عن مثل هذه المفارقات اللغوية وقفت على العديد من الحكايات الطريفة بهذا الخصوص في مجتمعاتنا العربية، فابان انتفاضة الخبز بتونس الشقيق خرج الغاضبون الى الشوارع يرددون " احنا شعب صغير والطبونة غالية "، وفي حدوثة اخرى يتوجه تونسي يزور المغرب لاول مرة لام مضيفه بكل براءة مثنيا على خبزها " ... مليح يا حاجة "، و" الطبونة " هو الاسم الذي يطلقه الاخوة التونسيون على الخبز، وهو نفس الاسم الذي يسمي به اهل سوريا في لهجتهم العامية "صندوق السيارة الخلفي " فيما يعني لدينا " فرج المرأة "، وهو الحرج نفسه الذي تسببه كلمة " الكسكس " لاهل المشرق العربي . .

لعلها احدى المسائل اللسانية التي تتعلق بمورفولوجية المجتمعات وتركيباتها الاجتماعية والاثنية، حيث تتخد الكلمات وتشخيص الاشياء ازدواجية دلالية، وغالبا ما تتم جنسنتها عن قصد او دونه، عن تاويل لغوي او عن اسقاط مقصود. كاطلاق اسماء اعضاء الجسد غلى المدى المجالي، واشير بهذا الخصوص الى دراسة قيمة قام بها د. عبد الصمد الديالمي بعنوان في جنسنة الاماكن باسماء اعضاء الجسد. وضرب امثلة بالثغور والفروج والقاع والصدر والفم والراس والحرمة، التي نجد لها مقابلا في المجال المعمارس العربي، ونضمر لها في وعينا اللاشعوري دلالات حساسيات كبيرة، تتراوح بين المقدس والمدنس لانها كما يقول د. الديالمي اللهجة لغة بالقوة وسلطة بالقوة

الشئ الغريب الذي يفرض نفسه في هذا المجال هو هيمنة سلطة اللغة مع ايماننا " بان السلطة موضوع سياسي صرف " بحد تعبير رولان بارث، وهو هاجس سرعان ما اخد يتسلل تدريجيا داخل المنظومة الاجتماعية واللغوية، او كما يقول ايضا " أسمي خطاب السلطة كل خطاب يولد الخطأ عند من يتلقاه، وبالتالي الشعور بالإثم "،

ومن هنا تتلاقي بعض الكلمات جذريا مع كلمات لها معان مختلفة، او من لغات اخرى وذلك راجع لتلاقح الحضارات وانصهار اللغات مع بعضها البعض

هذا الى جانب بعض الترجمات الغريبة التي يعرب بها المركز العربي للتعريب والترجمة بعض الاسماء الاجنبية مثل كلمة "سندويتش" التي يترجمونها بــ "شاطر ومشطور وبينهما طازج"، ومصطلحات أخرى لاتكاد تعني شيئا .

استحضر مقالا باحدى الجرائد الوطنية للدكتور بنسالم حميش يتكلم فيه عن موضوع لانشاء كتبه لابنه، وحينما قرا معلم اللغة العربية الموضوع شطب كل الكلمات التي اعتقد انها عامية وغامشة، فيما اتضح بعد تفسير معانيها انها مفردات عربية فصيحة ..

زد على ذلك العديد من الالقاب والاسماء العائلية التي يتم بها تقييد الاشخاص في سجلات الحالة المدنية، ونصادف العديد من الامثلة لهذه الاسماء الهجينة لمست تاثيرها على امراة امازيغية احمر وجهها خجلا حين سمعت اسم " خناتة "، او اسم " بثينة " حين تناديها امرأة في الشارع المغربي بطريقة حرفية.. والعديد من الأسماء الغريبة لمحلات تجارية التي اصبحت ظاهرة لافتة لاجتذاب أكبر قدر من الزبناء

و بخصوص الأسماء الشخصية، تؤكد المادة 21 من القانون المتعلق بالحالة المدنية بالمغرب على أن " يجب أن يكتسي الإسم الشخصي الذي اختاره من يقدم التصريح بالولادة قصد التقييد في سجلات الحالة المدنية طابعا مغربيا و ألا يكون إسما عائليا أو إسما مركبا من أكثر من اسمين أو إسم مدينة أو قرية أو قبيلة و ألا يكون من شأنه أن يمس بالأخلاق أو النظام العام.
و يجب أن يثبت الاسم الشخصي المصرح به قبل الاسم العائلي حين التقييد في سجل الحالة المدنية و ألا يكون مشفوعا بأي كنية أو صفة مثل " مولاي " أو " سيدي " أو " لالة ".
يجوز لكل مغربي مسجل بالحالة المدنية أن يطلب تغيير إسمه الشخصي، إذا كان له مبرر مقبول بواسطة حكم قضائي صادر عن المحكمة الابتدائية المختصة " .



#نقوس_المهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جئت لأزف إليكم بشرى موتي
- وليمة سقراط الأخيرة
- أربع سنوات على تأسيس فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالي ...
- لا عدالة ولا تنمية في حزب العدالة والتنمية
- المواطن المغربي بين سيف المس بالمقدسات واهانة الموظفين
- اليوسفية وفوسفاطها ... هل من حساب ؟
- باب ما جاء في حقد مخزن اليوسفية على الجمعيات الحقوقية
- اليوسفية.. باب ما جاء في أمر المال السائب
- مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وسرقة المال العام
- وحيد نور الدين .. انك تقص علينا احسن القصص
- البحث عن عباس
- ما معنى أن تكون مواطنا بالمغرب
- ما معنى أن تكون مبدعا بالمغرب... ما معنى
- تغريبة الفتى
- تغريبة الفتى عباس الثاني
- شاعراحترف الشهادة... شاعر يقتاد العالم الى حتفه المضيء
- اليوسفية .. مجموعة م. ش. ف والسكن الوظيفي واستغفال العمال
- من هموم امرىء القيس الدائرية
- حوار مع رئيس الفيدرالية المغربية لمتقاعدي ومستخدمي
- حقوق الإنسان بين الحق والباطل


المزيد.....




- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟
- معرض مسقط للكتاب يراهن على شغف القراءة في مواجهة ارتفاع الحر ...
- علاء مبارك يهاجم ممارسات فنانين مصريين
- وزير الثقافة التركي: يجب تحويل غوبكلي تبه الأثرية إلى علامة ...
- فيلم -استنساخ-.. غياب المنطق والهلع من الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نقوس المهدي - مضاعفات الفروقات اللغوية