اهل الكتاب امس و اليوم و غدا 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3219 - 2010 / 12 / 18 - 16:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

العائلة اذن كما فهمتها العربية القديمة ليست الا افراد ترتبط مع بعضها في عملية خياطة وراثية ولادية تتوج في اتحاد الام و الاب لتنزل بدورها في خيمة جديدة لتشكل (اهل) و (فرقة او فصيلة كتائب) جديدة كلما دعت الحاجة الى ذلك و هذا يعني ان كل عملية لصق و تلحيم و خياطة يمكن تفكيكها deconstruction الى اجزائها و مكوناتها (راجع مقالتي عن التفكيك على هذا الموقع).

لذلك تشيرالكلمة العربية (لحم) في اصلها كما نجد في جميع الكلمات العربية التي تشير الى الاكل بانها تعني (القص و القطع اضافة الى اللصق والربط) ايضا و هذا يؤكد ايضا الغذاء الحيواني للعرب سابقا لعدم توفر الغذاء النباتي بسبب الطبيعة الصحراوية للجزيرة العربية. لاحظ ان كلمة (لحم) التي كانت تشير الى (الخبز) في اللغات السامية الاخرى (قارن بيت لحم) تحولت الى منتوج حيواني (اللحم) بمعناه الحالي كما يخبرنا الطبري عن استيراد الحبوب (العرب الذين لم يعرفوا حتى الخبز كان غذاءهم اللحم) و ان العرب كانت تحتقر الخضروات و تنعت افراد قبيلة استقرت في الزراعة (بخضر) او (انتم اخضر) و لاتزال العرب تستعمل كلمة خضروات للاشارة الى المنتوجات النباتية بسبب لونها الاخضر و تذبح خروف للترحيب باالضيوف او الاحتفال بمناسبة سواء كانت مفرحة او حزينة و الاستهلاك الكبير اليوم للكباب و الشاورمة (القص او بالعراقية كص) بحيث يصعب علينا ايجاد ناس نباتية في غذائها. لربما لم تستعمل هذه العبارة بسبب احتقار المشتقات النباتية فقط لان الاقوام الاخرى تشير اليها احيانا ايضا بالخضروات (قارن الالمانية Grünzeug) . لاحظ ايضا ان كلمة (تلحيم) المشتقة من (اللحم) تشير الى عملية لصق والقطع.

و لكن ما هو الكتاب؟ للكتاب قبل او منذ اكتشاف الطباعة من قبل Johannes Gutenberg و William Caxton مزايا كثيرة. اولا الكتاب و لغاية اليوم مادة يكتب بالحبر على ورق يخيط او يلصق و ويزين بغلاف يعطي لحاسة النظر و اللمس و الشم واحيانا السمع لذة. تجمع الكتب في مكتبات جميلة لتخلق لنا محيط لا مثيل له من الجمال في داخل الابنية والبيوت.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات