أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - دعوات الدم وسودنة مصر ,او لبننتها















المزيد.....


دعوات الدم وسودنة مصر ,او لبننتها


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 23:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه جناية جهابذة الحزب الحاكم فى مصر ,فبعد سنوات غلاظ من الحكم النخبوى الفاسد,الذى عمل بدون هوادة على تفكيك البنية الاقتصادية والاجتماعية تحت حجج الحداثة والتطوير,وبعد النتائج الباهرة التى اتحفتنا بها تلك السياسات المسخ الناتجة عن تحكم مجموعة من الانتهازيين الصغار على مقدرات مصر العظيمة,وبعد آخر مأساة ناتجة عن همجية ابتكاراتهم العظيمة من تزوير وتغييب لارادة المصريين فى الانتخابات التشريعيةالاخيرة , وبعد التفنن المقيت فى ابعاد كافة المخلصين والوطنيين المحترمين عن أى منبر او مركز لاتخاذ القرار, بعد كل تلك المآسى ,ها نحن نكاد نصل الى المربع صفر بالنسبة للدولة المدنية المصرية العتيدة,,

ها هو الاقتصاد المصرى قد انهار ,بعيد تفكيك بنيته واليته وتسليمها اما الى الاجانب او الى لصوص الرأسمالية , وها قد احتقنت اللحمة الاجتماعية وتكاد تنفجر بعيد اختراقنا من قبل الاجنبى المعادى لهذا الوطن ,كما يتهدد امن مصر الوطنى (وليس القومى وحده) الكثير من الاخطار ليس اقلها قيام دولة الجنوب السودانى ,وتكاملها مع مخططات اغلاق منابع النيل فى وجه مصر , الاخطر من كل ذلك هو تفاقم الدعوات المشبوبة نحو التغيير -أى تغيير- لا فارق هناك بين دعوات طائفية تقودها ثلل من الطائفيين فى الموطن والمهجر,ولا بين دعوات يقودها موظف دولى سابق اتى فى حين غفلة من الدهر على صهوة الجياد الغربية .

وها هى الدعوات المشبوبة والمشبوهة تتفاقم حاليا الى ان وصلت الى نقطة الدم ,ذلك الدم المصرى بالطبع الذى يراد له ان يسال على جانبى النيل تخليصا لمصر من مأساتها كما يرى بعض الخوارج , ولم نصل الى كل ذلك بالطبع سوى نتاجا لكل المبتكرات الابداعية الافيونية التحشيشية التى اتحفتنا بها جحافل الفساد التى تتخفى تحت عباءة الحكومات الاليكترونية ,وغير الاليكترونية,,

الدعوات القذرة للتغيير تكاد تصل الى نقطة الاستعانة بالخارج الغربى اسوة بالعراق وافغانستان ,بل بدأت بالفعل الخطوات العملية نحو تلك الاستعانة تحت حجة العمل بكل الوسائل من اجل التغيير وانقاذ مصر , الطائفيون فى الكنيسة الذين كثيرا ما تمت الطبطبة على اكتافهم لم يكتفوا حتى الان بما تم هبره من التركة المصرية ,انهم يريدون المزيد ولتذهب مصر الى الجحيم , والطائفيون فى الجانب الاسلامى يرون ان اللحظة حاسمة فقد ترضى عنهم ملة الغربى القوى وتسلمهم التركة المصرية على طبق من ذهب , والغربيون يجهزون ادواتهم المعتمدة التى لا بد لها من التحالف مع اى من الطرفين ,ولكى الله يا مصر ..

اننى لا ذلت اؤمن بكل قوة ان مصر دولة مؤسسات ,وان تلك المؤسسات هى مؤسسات مدنية محترمة يمكنها اعادة الامور الى نصابها فى لمحة بصر وطرفة اعين ,لكن فقط المطلوب اعادة تفعيلها وابعاد الفاسدين عنها ,لا صحة مطلقا من ان ثورة يوليو هى التى دمرت مصر ,ولا دقة ابدا فيمن يتحدث عن استسلام الشعب المصرى وخنوعه,ولا مكان للكذب الذى يروج له من الخارج حول وهابية الشعب المصرى وتعصبه واهانته للاخر ,الشعب المصرى فى جوهره وغالبيته شعب مسالم بطبيعته ,لكنه لا يسكت ابدا ,ولا يؤمن جانبه ضد الفساد والفاسدين , فى حال شعر بالاخلاص والتفانى من اصحاب الدعوات الى التغيير ,الشعب المصرى ليس مغيبا ,انه فقط يتحول بعيدا عن الاحداث بارادته عندما يفقد الثقة فى كل من حوله ,لكنه ابدا لا يمكن تغييبه ,وهو ايضا ليس شعبا من الهطل الذين من الممكن ان يتم استخدامهم فى اتون حرب بين مماليك يريدون استلاب السلطة من بعضهم البعض ,لا يوجد حاليا من هم اهل لثقة هذا الشعب العظيم ,سواء فى الحكم ام فى خارجه ,,

المشكل الاهم والوحيد الحالى هو ان تستغل قوى الشر الخارجية تلك الاحوال فى تدشين تنازعات طائفية داخلية ,هذه هى فقط نقطة الضعف الحالية فى مصر,وفى خضم التحالفات الشريرة بين القوى الممالئة للغربى ,يمكن اختراق البنية الشعبية غير المثقفة ,تغذيها بالطبع افعوانات دينية متربصة ,فى ظل حالة من تهميش الطبقة الوسطى المصرية المحترمة وفى ظل حالة الاجرام السياسى الذى تمت ضد اهم عقول مصرنباهة, و ضد اشد مخلصيها تفانيا ,وبالطبع فى ظل البطالة وانعدام الامل والتفكك الاجتماعى والاقتصادى والقيمى والثقافى الناتج عن تسلط الجهل والانتهازية على مقدرات الثقافة والسياسة والاعلام والاقتصاد فقط لانهم أهل ثقة للحكام .

الحل ببساطة هو العودة سريعا الى المؤسسات الوطنية بعيدا عن الحزب الحاكم الذى هو فى افضل حالات الظن به مجموعة مصالح وعصبيات وقوى قبلية وعصابات انتهازية لا انتماء لها سوى للمصالح الخاصة والفئوية ,, الحل هو فى اعادة الانتخابات التشريعية على اساس قانون الانتخابات بالقائمة النسبية فى اطار من هيمنة القضاء على العملية الانتخابية برمتها , وفى ظل ضمانات موثقة من مؤسسات وطنية سيادية تؤمن العدالة للجميع , بعيدا عن القبلية والعصبية والبلطجة والفساد ,وفى اطار من اتاحة الفرصة لكافة الاتجاهات السياسية الوطنية للتنافس لكى يتم التمثيل الصحيح لفعاليات تلك القوى فى المجلس التشريعى القادم ,مع عدم استبعاد اى فصيل سياسى من العمل السياسى بشرط احترام القوانين المدنية ,اسوة بما حدث فى تركيا ,,

ومن الاهمية بمكان الاشارة بكل اهمية الى ميكانيكية العملية الانتخابية وجعلها بموجب بطاقة الرقم القومى ونشر فعالياتها بشل ميسر لكافة الافراد والجماعات والاحزاب ,والاهم من ذلك هو الشرح الاعلامى المبسط لكافة ابناء الشعب المصرى حول امكانية الادلاء باصواتهم بموجب تلك البطاقة القومية بعيدا عن تعقيدات الجداول الانتخابية المقصود منها استبعاد الناس عن العملية الانتخابية بشكل متعمد ,,

اذا تمت تلك الخطوات البسيطة البديهية الديموقراطية التى تراعى مصلحة مصر وحدها وليس مجرد مراعاة لمصالح نخبة او عصبية او عائلية او فردية ,فاننا يمكننا ان نؤكد على ان شعب مصر سيقول كلمته الحقيقية التى يمكن بعدها البناء للمستقبل ومواجهة التحديات الامنية سواء الوطنية او القومية,اما اذا استمر الامر كما هو فى يد تلك الطغمة التى تحتكر مصر فى جيوبها وجيوب ابنائها , فعلى طريق السودان ولبنان نحن ماضون ,,,,,






#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقليات المحظوظة ,والاقليات الغير محظوظة؟؟
- مصر فى حاجة الى استيعاب التنوع وحرية التعدد,,,حرام عليكم
- بعد احداث العمرانية ,, ما العمل ؟
- نموذج مصرى غير مؤدب تجاه الاخر
- المشكلة تكمن ايضا فى المبشرين الجدد ؟
- الارهاب فى العراق ,,الاسلام ليس شريكا
- نصيحتى الى اليسار المصرى خصخصوا احزابكم الرسمية
- البكاء الاستباقى والازدواجية فى مصر
- ضرب نار فى فرح العمدة
- هل مصر فرعونية ام قبطية ام اسلامية ؟ هذا هو السؤال
- السودان وفلسطين ,الفتنة الطائفية اكثر جاذبية
- ديموقراطية رجال الاعمال ,,,بمناسبة اقالة ابراهيم عيسى مرتين
- فى التضامن مع بولس رمزى,على مشعلى الحرائق الصمت.
- العلمانية فوق االجميع
- الدولة المدنية المأمولة والمأمونة ,بسيطة خالص
- احراق القرآن الكريم ,,واحراق الانجيل المقدس
- هاجم وانتقد الاسلام فهو الارهاب
- دولة اسرائيل فى العالم ,كالنادى الأهلى فى مصر
- رسالة موحدة الى اخى بطرس بيو والى اخى عدلى جندى
- المزيفاتية


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - دعوات الدم وسودنة مصر ,او لبننتها