أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - (البطاقة التموينية ومعانات المواطن)














المزيد.....

(البطاقة التموينية ومعانات المواطن)


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 20:23
المحور: كتابات ساخرة
    


حكايات أبي زاهد
لا يخفى على أحد ما للبطاقة التموينية،من تأثير على أبناء الشعب،فهي المتنفس الوحيد لجميع العراقيين،لا يستطيع الاستغناء عنها إلا الراسخون في العلم،ومن يأتيهم رزقهم من حيث لا يحتسبون ،وأصحاب المناصب والرتب والنياشين ،والشركات والمقاطعات،ومن انتفخت كروشهم من الرزق الحلال في الحوا سم الصدامية القديمة والجديدة!! أولائك الغيارى الذين أكلوا( اللحم والعظم) وقلت فيهم أوائل السبعينيات:
لمن حكمنه الأجنبي باگ اللحم
ولمن حكمنه أبن الوطن
شكبن لحمنه والعظم
چـاويـن أبـن دجلــــــــه الشهم
وابن الفرات المـــــــا يهــــــــم
ساكت يعيش بهـــا الهظــــــــم
مــن ظـالمـــه مـــا ينتقـــــــــم
وألما يهــــــــــم
أحسن لون لفـــــه المــــــــوت
لقد أصبحت البطاقة التموينية المصدر الوحيد للعوائل الفقيرة،وكان الكثيرون يقترون على أنفسهم،لبيع الفائض منها،لشراء أدام خبزهم ،لأن رواتبهم لا تكفي ألا لأيام معدودات،ومنهم من لا يمتلك عملا يدر عليه،يدر عليه ما يقيم أوده،أو تسيير أموره،وكان النظام السابق،يعتمد سياسة عجيبة غريبة في بابها،ويتفنن في خلق الأزمات،فقد لا توزع مادة الطحين لأشهر،فترتفع الأسعار بصورة خيالية،ثم يقوم بضخ الوجبات المتراكمة في أيام فيصبح سعره بأسعار التراب،وهكذا الأمر في المواد الأخرى،فيندفع تجار السحت الحرام،لشراء المواد الفائضة بأسعار بخسة،ويعاود الكرة بعد فترة من الزمن،فيباع الكيس الواحد بثلاثين ألف دينار،بعد أن اشتراه التاجر الشريف بخمسة آلاف دينار،وهؤلاء ومن مالئهم في وزارة التجارة،يكنزون الملايين من هؤلاء الحفاة العراة ،وبعد سقوط النظام توسمنا خيرا في القادم من الأيام،وكما قيل(تفاءلوا بالخير تجدوه) ولكن تفاؤلنا لم يكن في محله، فهاهي المافيات السابقة تهيمن على السوق من جديد،وهاهي الأزمات تأخذ بخناق المواطن الفقير،وأصحاب الدخل المحدود،فقد (عادت حليمة إلى عادتها القديمة) وعادت ذات السياسات السابقة تطبق في العهد الجديد،وأصبح مجال التبريرات واسعا للمسئولين،بسبب تردي الوضع الأمني،وقيام الإرهابيين بالاستحواذ على سيارات وزارة التجارة،قبل وصولها إلى المخازن،والكل يعلم أين تباع مفردات البطاقة التموينية،ومن يبيعها في أسواق جميلة.
أن هذه الأزمات الكثيرة تأخذ بخناق المواطن،فإذا انتهت أزمة الطحين،حدثت أزمة الزيوت،وإذا تخلصنا منها ،جاءت أزمة السكر،والوزارة الجليلة ناعمة بالنوم في بناياتها المكيفة،وترمي بأخطائها على عاتق الآخرين من الصداميين والتكفيريين والإرهابيين،والجن والأنس أجمعين،إلى آخر المصطلحات التي يتعكز عليها من فقد قدميه،واليوم هناك أزمة كبيرة وداهية دهياء،يعاني منها المواطن،أنها أزمة قلة ما يجهز به المواطن من مواد البطاقة ومنها الشاي...! الشاي الذي لم يجهز به المواطن منذ عدة أشهر،والشاي عندنا نحن العراقيون كالماء والهواء،وكما يقول خالد الذكر "أبو گاطع" (العراقيين يگدرون يصبرون عن القيل والقال،وما يگدرون يصبرون عله فراگ الچاي والتتن)لقد أرتفع سعر الكيلو الواحد من (500) إلى أربعة الآف دينار،بسبب قصور وزارة التجارة عن تأمينه طيلة شهور،وتصور كفاءة وزارة لا تستطيع تأمين الشاي.... قاطعني سوادي الناطور(وروح أبوك هاي أحسن حچايه گلتها بحياتك،بويه قبلنه عالكهرباء،ورضينه بالماي ال ماكو،ونسينه الخدمات ،وطلگنه الأمن،وعفنه قانون التقاعد،النوب وصلتوها للچاي،وهو شنو المصبرنه عله ضيمكم غير الچاي والتتن،ولوما هنه چا العراقيين طگوا مثل(لعابة الصبر) اللي هيه صبر وآني صبر وچم دوب گلبي يصطبر،ويگومون واحد ياكل الآخر،چا بويه إذا الحكومة بعظمتها،ما تگدر توفر الچاي،شلون ربعكم التجار بالبازار يجيبون ملايين الأطنان وترسوا السوگ،وإذا انتم ما تعرفون،خلو واحد من التجار وزير للتجارة،لو واحد مخلص إعدادية تجاره،يعرف بمصلحته،لو كل الوزراء لازم أطباء حتى يداوون أمراض العراق المزمنة،ولو همه يداوون چا طيبوا رواحهم،بوكت نوري السعيد جابوا محسن شلاش ،تاجر من أهل النجف ،وصار وزير،والرجال أده العليه ومشه الأمور عله أربعه وعشرين حبايه،هسه أنتم شمالكم ،ست أشهر تستنگون يالله سويتوا الوزارة،هاي حمره وهاي فطيره ،وهاي نص حبايه،وتاليها(صام..صام..وفطر عله جرييه)ورحم الله أبوه الگال:
من چومة الملگوط وأنطاني شيصه
وطلبت منه الزود حطلي النگيصه
وأودعناكم!!!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمر بخير ما يعوزها غير الخام والطعام
- (ما أريده)
- الميت الحي
- جنت أحبكم
- لا أغنيك ولا أخليك أجدي
- كلها منك
- أين الصحيح؟
- ضايع
- خوش لعبة
- آهة
- القرد البريطاني والإنسان العراقي
- سياسة لو لعب زعاطيط
- شياطين بلباس رجال الدين
- ندوة عشتار
- ها...خوتي النشامة
- رد على رد
- ما هكذا توزن الأمور يا طريق الشعب
- سعدي الحلي نكات وطرائف
- جهنم وأيامها
- المجالس الأدبية في الحلة


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد علي محيي الدين - (البطاقة التموينية ومعانات المواطن)