أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - أنهم يجلدون المرأة ...














المزيد.....

أنهم يجلدون المرأة ...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 3218 - 2010 / 12 / 17 - 11:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لم تكذبْ مواقعُ الإنترنت ولا الفضائياتُ العالميةُ، إثنان من الجنود السودانيين يجلدان إمرأة علناً، تصرخُ ويواصلان، تتوسلُ، بلا نتيجةٍ؛ منظرٌ يكفى فى حدِ ذاتِه للتأكيدِ على فروقِ المعتقداتِ فى الشمالِ عنها فى الجنوبِ، شاسعةٌ بالقدرِ الذى يؤكدُ فى حدِ ذاتِه على وجوبِ انفصالِ الجنوبيين. الفيديو لا يكذبُ، ليس مؤامرةً، سجلُه سودانيون، راجعوه بأنفسِكم لو سمحَت قلوبُكم
http://www.youtube.com/watch?v=xGN18VSXubY

المرأةُ في المجتمعِ الشرقي كيانٌ منقوصُ الفهمِ والإحساسِ، مُسَخرٌٌ لخدمةِ الرجلِ و"تظبيط" دماغه، لا تعاني أو تتألم إذا تعدي عليها بلفظٍ أو فعلٍ، ولا يجوز، شأنها شأنٍ القططِ في المنازل. الرجلُ الفحلُ من حقِه الأبيضُ الشفافُِ من الملبسِ، أما المرأةُ فليس لها إلا الأسودُ ولو في عز الحرِ والظلمةِ. المرأة في هذا المفهومِ، وفقاً للثقافةِ الصحراويةِ التي انتشرَت بفعلِ عقودِ العملِ الاستعباديةِ وفضائياتِ الرفضِ والإظلامِ، محددةٌ الغايةُ منها، الإبقاءُ علي النسلِ ودغدغة ونعنشة سي السيد وعياله، في مقابل ذلك هي الدرةُ المكنونةُ والجوهرةُ المصونةُ في مملكتِها، البيتُ، حتي لو كان عشةَ فراخٍ فارغةً من الأساسيات. ألم يقلُ أحدُ الصحفيين المحسوبين على طائفةِ المثقفين، في حديثٍ له بإحدي الفضائيات أن الله عاقبَ كوندوليزا رايس، وزيرةُ الخارجيةِ الأمريكيةِ السابقةِ، بأن أبقاها بدون زواج!! دخل سيادتُه في عقلِها وفقاً للمفهوم القبلي الصحراوي السائد وفكرَ ومخمخَ، يستحيلُ أن يتخيلَ أنها اختارَت حياتَها وأولياتها.

كيف يحترمُ فتي في بداياتِ حياتِه الأنثي وهو يري والدَه يسيء معاملتَها، زوجةً كانت أو إبنة؟ كيف يتعاملُ مع الأنثي بهدوءٍ وهو يري أبطال الأفلام العربيةِ يلطعونها بالقلمِ علي وشها كي تتبدي بالقَوي رجولتُهم؟ كيف ينظرُ لها باحترامٍ وهي آداةُ الإعلانات الرئيسيةِ بدءاً من السيراميك وصولاً لمعجونِ الأسنانٍ؟ فضائياتُ التنفيرِ تصورُ الأنثي علي أنها مستودعُ إفسادِ الرجلِ، لا مخَ له ولا إرادةَ، لا بدَ من تغطيتِها وحبسِها. المناخُ العام لا يحضُ علي احترامِ الأنثي، لماذا إذن لا يستبيحُها ويتحرشِ بها بكل ما يمكنُه؟

الأعيادُ، مواسمٌ للتحرشِ، جحافلٌ من الصِبيةِ والشبابِ تغزو المدن، القاهرة والأسكندرية، من أين يأتون عادةً؟ من العشوائياتِ؟ من الأريافِ المتاخمةِ؟ يحتمون في أعدادِهم، يجدون في كثرتِهم شجاعةً، يتحرشون بالإناثِ، ببجاحةٍٍ وفُجر، واستباحةٍ، المجتمعُ كرسَ هذا المفهومَ الَمرَضي فيهم، البيت أولاً، ثم الفضائياتِ التنفيريةِ، وفي الإعلامِ، فاضل إيه؟ المجتمعُ من ضبابيتِه اعتبرَ الإناثَ مسؤولاتٍ عن التحرشِِ بهن!! نفسُ منطقِ فضائياتِ الإظلامِ، الرجلُ كائنٌ لا يستطيعُ السيطرةَ علي نفسِه، أمام الأنثي هو عيلٌ، و ورقة كمان!!

في المجتمعاتِ الغربيةِ حيث الإباحيةِ والحريةِ علي مصراعيها يستحيلُ التحرشُ بالإناثُِ، تكادُ تنعدمُ جرائمُ الاغتصابِ، لماذا؟ لأن الحدودَ بين حرياتِ الأشخاصِ قاطعةٌ فاصلةٌ، التعدي عليها مستحيلٌ، عقابُه بتارٌ؛ المرأةُ كائنٌ مكتملُ الإحساسِ، حقاً، ليست كنظيراتِها من دُررِِ المجتمعاتِ الشرقيةِ اللائي يتعرضن لكل أنواعِ القهرِ لمجردِ الإنعامِ عليهن بالزواجِ. حكايةُ اللحمِ المكشوفِ التي اخترعَها مفتي أستراليا، وبسببِها عُزِل، أخفقت في تبريرِ انعدامِ التحرشِ في الغربِ ومعه لماذا في الشرق العربي السعيدِ يتبادلُ الأزواجُ والزوجاتُ المكسياتُ القتلَ؟ فَبركةُ كلامٍ، الحكايةُ إذن ليست في اللحمِ المكشوفِ إنما في الاقتناعِ الحقِ لا الإكراهَ.

مجتمعاتُ الشرقِ بالفُصامِ مصابةٌ، بعين واحدةٍ وبنصف دماغ تري مشاكلَها، من فرطِ فشلِها تري المرأةَ سبباً لكلِ المشاكلِ، لا جزءاً منها. سى السيدِ يجبُ أن يكونَ محورُ حياتِها الوحيدُ، حتى لو كان عرجان كحيان صدمان تعبان عدمان خَرفان. المرأةُ، فى السودان يجلدونها علناً، فى مصر يتحرشون بها ببجاحةٍ، فى الخليج يركننوها على جنبٍ، وفى أفغانستان يقطعون أنفها عقاباً، عظمة على عظمة، يا ست.

مدونتي: ع البحري
www.albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودةُ القرشِ الندلِ ...
- إن لم تستح فاصنع ما شئت ...
- لو كنت خواجة ...
- عندما تنهارُ الثوابتُ ...
- ... وإنهم لمُتحَرِشون
- الحرس الجامعي ... كارت أحمر؟!
- دكتوراة من السعودية...
- أنا وأنا ثم أنا...
- تقرير جريدة التايمز بأفضل 200 جامعة الصادر في 16/9/2010
- خناقةُ الشرطةِ والمالِ....
- في بنك الدولة؟!
- كِده وكِده...
- بالقلم علي وشها...
- اختيار القيادات الجامعية...بين الكياسة والسياسة
- التعليقاتُ الإلكترونيةُ ...
- هندسة ب٦٧٪...يا بلاش!!
- الإدارة بالأستيكة ...
- نصر حامد أبو زيد ... لماذا؟
- اِِنفَلَتَ ينفَلِتُ مُنفَلِتون...
- مكافآة نهاية خدمة...


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - أنهم يجلدون المرأة ...